ووصل أول مضاد حيوي نباتي في مجال الثروة الحيوانية والدواجن إلى مرحلة الإنتاج بعد عقد من الأبحاث والتطوير من قبل شركة معرفية. وهذا المنتج، الذي يتم تحضيره في شكلين “سائل ومسحوق” ويستعد لدخول السوق، هو نتاج سنوات من البحث والاختبار والتجارب السريرية في مزارع مختلفة ويُعتبر بديلًا فعالًا للعديد من الأدوية الكيميائية الشائعة في هذا القطاع.
وصرح أمير علي أميري، المدير التنفيذي للشركة المعرفية، قائلاً: في ظلّ التزايد المستمر للخسائر الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية الكيميائية في إيران، وما يترتب على ذلك من ارتفاع تكاليف العلاج وزيادة الوفيات البشرية، لابد من إصلاح منهجية استخدام المضادات الحيوية والأدوية الكيميائية في مزارع الماشية والدواجن. ويُمكن لهذا المنتج أن يُعدّل بشكل كبير مسار استخدام المضادات الحيوية في مزارع الدواجن والآثار الجانبية الناتجة عنها.
وأضاف: هذا المنتج النباتي ليس فقط خاليًا من فترة الامتناع عن الاستهلاك “فترة السحب”، بل يمكن استخدامه حتى نهاية دورة الإنتاج في الدجاج البيّاض والأبقار الحلوب والحيوانات الأخرى. وهذه الميزة تؤدي إلى خفض استهلاك المضادات الحيوية، وتقليل المخلفات الدوائية في المنتجات الحيوانية، والحدّ من استيراد المدخلات البروتينية مثل فول الصويا.
وأوضح أميري قائلاً: وفقًا لبروتوكول تصنيع هذه الأدوية، لم يُستخدم حتى جرام واحد من المواد الكيميائية أو الجزيئات الاصطناعية. وإذا اعتمد 10٪ فقط من مزارع الدواجن في البلاد هذا الدواء، فسيكون له تأثير ملحوظ على الأمن الغذائي الوطني والحد من مقاومة المضادات الحيوية. وأضاف: بفضل استخدام النباتات المحلية الإيرانية في إنتاج هذا الدواء، ساهم المشروع أيضًا في خلق فرص عمل جديدة بالقرى والمناطق المحرومة بالبلاد. وتابع: يُنتج هذا المضاد الحيوي في شكلين: صلب “مسحوق” وسائل، وهو حالياً في مرحلة طرحه بالسوق. يمكن للشكل السائل أن يكون بديلاً فعالاً للأدوية المستخدمة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء لدى الماشية والدواجن. وعملياً، يمكن باستخدام هذا الدواء السائل استبعاد 3-4 أدوية مضادة للبكتيريا من دائرة أدوية الثروة الحيوانية والدواجن.
وأضاف أميري حول الشكل المسحوق من المضاد الحيوي: تم تحويل الشكل المسحوق من المضاد الحيوي إلى صيغة مغلفة متناهية الصغر “مايكرو إنكابسوليشن” باستخدام تقنية النانو، لتعزيز ثباته وقابليته للذوبان وفعاليته. وقد حصل المنتج بالفعل على جميع الموافقات اللازمة بما في ذلك شهادة النانو وموافقة منظمة الطب البيطري وغيرها.
وتابع شرح المراحل البحثية: بدأ العمل على هذا المضاد الحيوي باختيار 40 نباتًا طبيًا، ثم أُجريت أبحاث مكثفة على البكتيريا إيجابية وسلبية الغرام، وتم في النهاية التوصل إلى تركيبة تعتمد على أربعة نباتات فعالة في إنتاج الدواء. بعد مرحلة معالجة هذه النباتات وثلاث سنوات من التجارب السريرية في مزارع مختلفة، اكتملت الصيغة النهائية للمضاد الحيوي.
وأشار المدير التنفيذي إلى أن خطط الشركة المستقبلية تشمل الإنتاج الكمي للمضاد الحيوي، وتعميم استخدامه، وتطوير صادراته، قائلاً: هذا المنتج يتمتع بإمكانيات تصديرية واعدة، ونأمل بالاستفادة من سياسات الدعم الموجودة في نائبية العلوم والتقنية والمعرفة بالرئاسة لتوسيع نطاق تسويقه دوليًا.