من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني قرب مراكز توزيع “مساعدات” إلى 52 شهيدا و340 جريحا منذ 27 مايو/ أيار الماضي.
بدورها تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملياتها ضد قوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في مختلف المناطق، محققةً إصابات مؤكدة.
في حين اقتحم مئات المستوطنين، الإثنين، المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الصهيوني وقواته احتفالا بما يسمى عيد الأسابيع “شفوعوت”، بينما تمكنت مجموعة منهم من تهريب قطع لحم إلى داخل المسجد.
استهداف مراكز المساعدات في القطاع
في اليوم لـ77 من استئناف العدوان على غزّة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني استهداف منازل المدنيّين وطالبي المساعدات في القطاع المحاصر، فيما قرّر رئيس الأركان الصهيوني إيال زامير توسيع العمليات البرّيّة في القطاع بشكل أكبر.
في التفاصيل، أفادت مصادر طبّية باستشهاد 52 فلسطينيًّا في غارات صهيونية على مختلف مناطق القطاع. وقالت المصادر الطبيّة، صباح الإثنين، إنّ: “3 فلسطينيين استُشهدوا، وأُصيب 35 آخرون، جرّاء إطلاق جيش الاحتلال الصهيوني النار على الجوعى قرب مركز مساعدات تابع لشركة أميركية غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزّة”.
كما استُشهد 42 فلسطينيًّا، وأُصيب العشرات في جنوب القطاع، معظمهم في مجزرة تلقي المساعدات غرب رفح، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي وقت سابق، استُشهد 4 فلسطينيين في قصفٍ مدفعي صهيوني استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس. كما استُشهد 6 آخرون متأثّرين بجراحهم في مستشفى ناصر الطبي في المدينة نفسها.
وفي بلدة القرارة، واصل جيش الاحتلال تدمير المنازل، بعد أن مسح قرية خزاعة عن الخريطة بعد تدمير كل مبانيها. وفي وسط القطاع، دمّرت طائرات حربيّة صهيونيّة مسجد الأنصار في مدينة دير البلح. وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد قصف منزلًا لعائلة السلّول في مخيم النصيرات، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وفي مدينة غزّة، استُشهد فلسطيني في غارة استهدفت عمارة سكنيّة في حي الشيخ رضوان شمال غرب المدينة.
كذلك، قصف الطيران الحربي المعادي ثلاثة منازل في منطقة جباليا البلد، ونسفت قوات جيش الاحتلال مركز “نورا الكعبي” المخصّص لمرضى غسيل الكلى شمالي القطاع.
طفولة تحت القصف
في مشهد يتجاوز حدود الألم، ويختصر حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة منذ ما يقارب 20 شهرا من القصف والتجويع والتهجير، وثق مقطع فيديو جديد لحظة استهداف طفلين كانا يحملان أدوات بسيطة لجلب المياه لعائلتهما، قبل أن تستهدفهم مسيرة صهيونية بشكل مباشرة وتحولهم إلى أشلاء.
فقد أثارت هذه الحادثة المروعة موجة غضب عارمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حادة حول مصير الطفولة في قطاع غزة، في ظل الاستهداف المباشر والممنهج، مقابل سكوت دولي مستمر تجاه جرائم الإبادة التي تُرتكب بحق الأبرياء.
في ذات السياق، وصفه ناشطون بأنه “دليل على وحشية لا تعرف الرحمة”، لم يكن سوى مشهد جديد في سلسلة طويلة من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال، وسط محاولات مستمرة لتزييف الحقائق وتبرير الإبادة بحق الأطفال والنساء والرجال على حد سواء.
ومن جهته، ذكر رامي عبده، رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن عائلة فلسطينية كانت تحاول الوصول إلى منزلها في المنطقة الواقعة بين شرق وجنوب خان يونس، بحثا عن برميل لحفظ المياه، في ظل النقص الحاد في المياه، قبل أن يستهدفها جيش الاحتلال الصهيوني مباشرة.
وأشار العديد من النشطاء إلى أن الاحتلال “لا يعرف حدودا للوحشية”، ولا يفرّق بين طفل أو بالغ، واصفين ما يحدث بأنه “إحلال بلا رحمة”، و”إرهاب ممنهج لا يراعي أي قانون أو أخلاق أو إنسانية”.
سرايا القدس تدك تحشدات الاحتلال في جباليا
بالتزامن تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملياتها ضد قوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في مختلف المناطق، محققةً إصابات مؤكدة.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصفها بقذائف “الهاون” تجمعاً لجنود وآليات الاحتلال في محيط منطقة الضابطة الجمركية جنوب شرق مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وأوضحت السرايا أنّ هذه العملية نُفذت بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى – لواء العامودي.
بدورها، أكدت كتائب شهداء الأقصى استهدافها بعدد من قذائف “الهاون” تجمعاً لآليات الاحتلال عند محيط منطقة الضابطة الجمركية جنوب شرق مدينة خان يونس.
المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، قال: “فجّرت إحدى مجموعاتنا المقاتلة على محاور خان يونس عبوة ناسفة شديدة الانفجار أعدت مسبقاً، بإحدى جرافات الاحتلال شرق بلدة القرارة، وأدى التفجير إلى عطب الجرافة وتعطيلها عن العمل”.
سفينة مساعدات تبحر من إيطاليا إلى غزة
في سياق آخر أعلن “تحالف أسطول الحرية”، أنّ إحدى سفنه أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي متجهة إلى قطاع غزة، في إطار مهمة إنسانية جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع.
وقالت المنظمة إن السفينة “مادلين” تحمل “كميات محدودة ولكن رمزية” من المساعدات الإنسانية، ويشارك في هذه الرحلة عدد من المتطوعين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.
وأكد “تحالف أسطول الحرية” في بيانه أنّ هذه الرحلة “ليست مجرد عمل خيري، بل تحرك مباشر وسلمي لتحدي الحصار الصهيوني غير القانوني وجرائم الحرب المتصاعدة”.
تصعيد غير مسبوق
في غضون ذلك أفادت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين حاولت تهريب قطع من اللحم الملطخ بالدماء إلى داخل المسجد الأقصى بغرض تقديمها قرابين احتفالا بما يسمى عيد الأسابيع “شفوعوت”، غير أن يقظة حراس المسجد حالت دون تنفيذ المخطط، حيث تم التصدي لهم وإغلاق باب مسجد قبة الصخرة أمامهم لمنعهم من الوصول إليه.
حملة اقتحامات لبلدات في الضفة المحتلة
إلى ذلك أصيب فلسطينيان أثناء اقتحامات قوات الاحتلال الصهيوني لبلدات في الضفة الغربية، في حين هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين وأتلفوا محاصيلهم الزراعية في الأغوار الشمالية.