في ذكرى رحيل مفجّر الثورة الإسلامية، ينبغي لنا أن نعيد النظر في أفكار هذا القائد الفذ، الأفكار السامية التي تحث المسلمين، بل جميع المستضعفين في مختلف أنحاء العالم على التوجه إلى الذات والإعتماد على قدراتهم الهائلة.
هذا وأن الشجرة الطيبة التي غرسها الإمام الخميني(رض) في أرض إيران الإسلامية لم يجن ثمارها الشعب الإيراني فحسب بل إقتطف منها المستضعفون والمضطهدون وكثير من الشعوب والأمم على أرجاء المعمورة، لأنها شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
الإمام الخميني(رض) قائد عالمي للفكر والروح، إن النفس الرحماني لسماحته قد أحيا النفوس الراقدة من جديد وزعزع قصور الطواغيت وذلك حين كان العالم الاسلامي يغط في سبات عميق وكان المسلمون لعبة تتقاذفها القوى الكبرى فظهر محيي الإسلام المحمدي الأصيل في القرن العشرين ونادى بأعلى صوته: “قد حان موعد غلبة المستضعفين على المستكبرين بإذن الله تعالى”. على أعتاب ذكرى رحيل مفجّر الثورة الإسلامية نتطرق إلى كلامه ومواضيعه في بعض المجالات.
فلسفة الحج
يعتبر الحج، الأفضل من بين العبادات والمناسك الدينية. حيث قال الإمام الصادق(ع):”الحج أفضل من الصلاة والصّيام” (وسائل الشيعة، ج8، ص78)، لذلك فقد أُوصينا أن نقوم في شهر رمضان الكريم؛ شهر الطهارة والخلوص واستجابة الدعاء، بطلب الحج من الله سبحانه وتعالى في أدعيتنا، وهذا دليل على عظمة الحج والأسرار الكثيرة المكنونة فيه. بدايةً من الأسرار الظاهرة من تجمع المسلمين ومواساتهم لبعضهم البعض وصولاً إلى التجارة والأسرار الخفية والحقائق القيمة المعنوية والسلوك الذي يبلغه بعض الحجيج ويعودون إلى ديارهم راضين مطهرين كطفل ولد حديثاً.
من خلال النظر في كلمات ورسائل مفجّر الثورة الإسلامية التي كانت تصدر كل عام مخاطبة المسلمين في العالم، تتوضح جوانب الكثير من الأسرار المكنونة في الحج، من قبيل ما جاء في كلامه الرفيع: “سنوياً يذهب الملايين من المسلمين إلى مكة، ويخطون في المكان الذي خطى فيه الرسول(ص) وابراهيم واسماعيل وهاجر(ع)، لكن دون أن يسأل أحد منهم من كان ابراهيم(ع)ومحمد (ص) وماذا فعلوا؛ وماذا كان هدفهم؛ وماذا الذي كانوا يريدونه منا؟” (كتاب صحيفة الإمام: ج21، ص78).
يقول الإمام الخميني(رض) من خلال نظرته إلى فلسفة الحج ومكانة مناسكه: “عندما يقف الحجاج في المواقيت الإلهية والمقامات المقدسة في جوار بيت الله تعالى المبارك ينبغي ان يراعوا آداب الحضور في محضر الله المقدس وان لا تتعلق قلوبهم بأي شيء غير الحق وتتحرر من كل ما هو غير حبيب وأن تتنور بأنوار التجليات الإلهية حتى تتجمل هذه الاعمال ومناسك السير الى الله بمحتوى الحج الابراهيمي ومن ثم الحج المحمدي وأن يعودوا الى أوطانهم سالمين من أيام الأنانية يحملون معهم زاد معرفة الحق وعشق المحبوب (كتاب صحيفة الإمام: ج16، ص384).
وهكذا فإن إمام السالكين يدعو المسلمين إلى حقيقة الحج التي بيّنها ابراهيم الخليل(ع) ونبي الرحمة محمد بن عبد الله(ص)، للناس. ويبعدهم عن مظاهر الشرك والتبعية. ويحذرهم ويوصيهم بالبقاء إلى جوار رحمة الحق جل وعلا وأنه من اللائق المبادرة الى الحق تعالى والرحيل إليه.
إن ما جرَّ الإنسان في أيامنا هذه إلى حافة الهاوية والبؤس وجعله عبداً وتابعاً للآخرين حتى ابتعد لهذه الدرجة عن هويته وأصبح تائهاً وحيراناً في الصحاري المظلمة يعاني من الآلام والمصائب، ليس سوى الأنانية التي سكنت الجميع من البشر وجعلت المستكبرين أكثر تصميماً على إذلال الناس وجرّهم لطاعتهم. وهذا الأمر من القضايا البارزة للحج حيث دعا الله سبحانه وتعالى المسلمين إليه وطلب منهم خلع كل نوع من ألبسة الاستكبار والأنانية والتكبر والتواجد فيه متساويين مع بعضهم البعض وبقلب واحد. كما قال سماحة الإمام الخميني(رض): “إن جميع جهود الأنبياء ابتداءً من آدم وصولاً إلى خاتم النبيين (ص)كانت لهذا الغرض وهو السير إلى الله سبحانه وتعالى. وتحطيم أصنام وأوثان النفس التي تعتبر أكبر الأوثان، وعلى أثر ذلك تحطيم الأوثان الأخرى”. (كتاب صحيفة الإمام: ج15، ص51)
بحق إن الحج هو السبيل إلى الله سبحانه وتعالى والسير نحوه والتخلي عن كل شيء سواه. والشيء الذي يسير بالإنسان إلى ضيافة الله هو التخلي عن كل شيء سوى الله (نفس المصدر، ج18، ص490)
ومن جهة أخرى فإن بيت الله هو بيت الناس، ومناسكه أيضاً هي مناسك الحياة، ومناسك الحج هي سير حياة الإنسان من اللاشيء نحو كل شيء والعودة إلى الله.
قال الإمام الخميني (رض) في كلام لطيف وروحي: “الحج تجلي وتكرار تجسيد مظاهر العشق في حياة الإنسان والمجتمع المتكامل في الدنيا. ومناسك الحج هي مناسك الحياة”، (كتاب صحيفة الإمام: ج21، ص73).
عيد الأضحى
فيما يتعلق بعيد الأضحى المبارك يقول الإمام الخميني(رض): “إنَّ قضية التضحية بالولد تمثل إحدى الأبواب التي ترتبط برؤية النوع البشري، وهي قضية مهمة لكن الشيء الذي يكون مبدأ هذا العمل هو الذي يحقق المقابلة بين الأب والابن. هذه هي أمور قلبية وروحية ومعنوية وهي فوق الأمور التي نفهمها نحن.
أبارك.. للشعب الإيراني المسلم وكل المحرومين في العالم هذا العيد المبارك. يوجد لدينا في الإسلام عيدان نعترف بهما رسميا كأعياد للمسلمين وهما: عيد الفطر الشريف الذي هو عيد في ضيافة الله، وعيد الأضحى المبارك الذي هو عيد لقاء الله. ويعد عيد ضيافة الله مقدمة للقاء الله، وان الأمر الموجه لنبينا إبراهيم (ع)أن أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوك..َ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لان هذا الطريق يجب طيه من خلال ولي الله، ويجب عبوره عبر أولياء الله، والنبي إبراهيم(ع) كان ولي الله في زمانه وهو الولي لكل الأجيال. والرسول الأكرم هو الولي الأعظم للعالم بأسره، ومن خلال سلوك طريق هؤلاء الأولياء يمكننا الوصول إلى غايتنا.
فبعد طيه كل هذه المراحل قال سيدنا إبراهيم(ع): “وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ”، في حين كان الخطاب للرسول الأكرم(ص): “ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى”. وهناك فارق بين هذين الخطابين رغم أن كلا المخطابين وصلا إلى ذروة الكمال”. (كتاب صحيفة الإمام: ج18، ص 105).
ويتابع في قسم آخر: “العيد السعيد والمبارك في الحقيقة هو اليوم الذي يفيق فيه المسلمون من رقدتهم ويؤدي علماء الإسلام في أنحاء العالم واجباتهم بإنقاذ مسلمي العالم من سطوة الظالمين والناهبين لخيرات البلدان المختلفة وثرواتها. ولا يتحقق هذا الهدف الكبير إلاّ حين يعرضون أحكام الإسلام بكل أبعادها المختلفة على الشعوب المستضعفة ويعرفونها بالإسلام الحقيقي، ويغتنمون فرص هذا الأمر المصيري الكبير ولايتهاونون فيه. وأية فرصة أهم وأسمى من تجمع الحج العظيم الذي وفّره الباري عزّ وجل للمسلمين!”، (كتاب صحيفة الإمام: ج19، ص25).
معنى العيد من منظار الأنبياء
أما حول معنى العيد من منظار الأنبياء (ع) يقول مفجّر الثورة الإسلامية: “إنَّ قضية التضحية بالولد تمثل إحدى الأبواب التي ترتبط برؤية النوع البشري، وهي قضية مهمة لكن الشيء الذي يكون مبدأ هذا العمل هو الذي يحقق المقابلة بين الأب والابن. هذه هي أمور قلبية وروحية ومعنوية وهي فوق الأمور التي نفهمها نحن. إننا نقول: إنه آثرَ وضحّي وقد حصل هذا حقّاً وهو أمر مهم ولكن هل كان هذا في نظر إبراهيم (ع) إيثاراً؟ وهل كان يرى أنه يقدم شيئاً عظيماً إلى الله؟
هل كان إسماعيل(ع)، يرى أنه يقدم نفسه فداءً لله؟ أم أن الأمر ليس كذلك. فما دامت الإنسانية موجودة والإنسان نفسه موجوداً فالإيثار موجود باسمه. أنا أضحّي بابني في سبيل الله، أضحّي بنفسي في سبيل الله. هذا هو المهم بالنسبة لنا ومهم جدّاً، أما بالنسبة لإبراهيم (ع) فليس هذا بالأمر المهم ولا يعتبره إيثاراً. إبراهيم لم يجد نفسه شيئاً ليعتبر عمله تضحية. إسماعيل لم يعتبر نفسه شيئاً ليرى عمله إيثاراً وتضحية. الإيثار معناه أني موجود وأنت موجود وعملي من أجلك ومن أجل الإيثار. هذا في نظر العظماء وأهل المعرفة وأولياء الله شرك، وفي نظرنا نحن ـ في الوقت نفسه ـ كمال كبير وإيثار عظيم.
العيد بالنسبة لنا له معنى، لكنه بالنسبة لإبراهيم وللأنبياء(ع) له معنى آخر. نحن نعيّد أمّا أولئك فيعيدون عيد اللقاء. أولئك يعودون إلى المكان الذي ظهروا منه ويعيّدون لهذا الأمر، طبعاً بعد إعادة اسمه- معنى السير والسلوك الإلهي ـ يكون عيداً، وأبعاده المعنوية كثيرة جداً لا تصل أيدينا إليها، وأبعاده السياسية والاجتماعية كانت وما تزال كثيرة أيضاً ونتمنى ازديادها.
آمل أن يعود المسلمون إلى رشدهم، ويكسبوا من هذه العبارات التي قرّرها الله تعالى لهم سيراً معنوياً واستنباطات سياسية وعملية”.(كتاب صحيفة الإمام: ج19، ص 45).
دمج العبادة والسياسة في الإسلام
وفي نفس السياق عن دمج العبادة والسياسة في الإسلام يقول الإمام الخميني(رض): “كما أن للشعائر الموجودة في الإسلام مثل عيد الفطر وعيد الأضحى والحج وصلاة الجمعة والجماعة أبعاداً عبادية، فلها أبعاد سياسية واجتماعية أيضاً، أي إن أبعادها العبادية قد أدمجت بأبعادها السياسية.
والإسلام ليس دين عبادة فقط يعيّن الواجب بين العبد والله تبارك وتعالى، كما أنه ليس سياسياً فقط، إنه عبادي وسياسي قد أدمجت سياسته بعبادته وعبادته بسياسته، أي أن البعد العبادي له بعد سياسي أيضاً. فمثلا اجتماع المسلمين في الأعياد للصلاة هو عبادة، ولكن الاجتماع له بعد سياسي. ويجب على المسلمين أن يستفيدوا كثيراً من هذه الاجتماعات.
يجب تبيان القضايا المرتبطة بمصير البلد والتحركات السياسية والاجتماعية التي ينبغي القيام بها في خطبة صلاة الجمعة، كما يجب أن تتناول هذه الخطب مشاكل المسلمين واختلافاتهم وسبل حلها وإزالتها”. (كتاب صحيفة الإمام: ج4، ص321).
تعبئة المستضعفين
أما الذي يعرفه الجميع عن مفجّر الثورة الإسلامية هو أن سماحته كان داعماً للمستضعفين، ويقول في هذا المجال: “إن الشعب الذي يحث الخطى على نهج الإسلام المحمدي الأصيل ويناهض الاستكبار وعبادة المال والتحجر والقداسة الزائفة، يجب أن يكون جميع أبنائه من التعبويين، وان يحرصوا على تعلّم فنون القتال، فالشعب العزيز والخالد هو الذي تتحلى الغالبية من أبنائه بالاستعداد العسكري المناسب لمواجهة المخاطر في اللحظات العصيبة.
لقد وضع الامام الخميني(رض) حجر الأساسي في إنشاء أعرق الحركات الشعبية، اي جيش العشرين مليونا او تعبئة المستضعفين، وقد أثبت ذلك صحة وأهمية نظر الامام(رض)، خلال تواجد هذه الحركة الشعبية المباركة في الساحات الاجتماعية المختلفة، خاصة فترة الدفاع المقدس”.
ويعتبر سماحته تعبئة المستضعفين سند للثورة الإسلامية، ومخاطباً الشعب الإيراني : “التحية للشعب الإيراني العظيم الذي وقف أمام كل حدث أو خطر بكل شجاعة وعشق بهمته العالية. ولم يبخل في سبيل الله تعالى وتحقيق الجمهورية الإسلامية التي تكفل تطبيق أحكام الإسلام النيرة التقدمية ببذل النفس والمال.
عليكم أيها الأحبة والشباب الأعزاء أن تعلموا بأن حفظ الإسلام وصيانته وصيانة البلاد الإسلامية والدين الحق من أهم العبادات التي بذل الأنبياء العظام والأولياء الكرام صلوات الله عليهم أجمعين- منذ بداية العالم كل جهودهم لأجله ولم يتوقفوا عن التضحية بكل شيءٍ في سبيله وإن التربية والتعليم وتعلم الفنون العسكرية في هذا الطريق لمن أحسن القيم ولن يصيب البلاد والجمهورية الإسلامية أي أذى مادمتم موجودين في الساحة أيها الشباب الواعون ومعكم سائر الشرائح الشعبية الكبيرة بكل حماس ووعي.
أيها الشعب الكريم الذي يريد الدفاع عن دين الله وصيانة بلاد ولي الله الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء- تأكدوا بأن يد القدرة الإلهية تظللكم وإن العناية الغيبية الإلهية ستشملكم وأنها ستبطل مؤامرات الشرق والغرب.
على أبناء الشعب الكريم أن يتعاونوا لحل مشاكل البلاد الغالية وألّا يدخروا جهداً لتحقيق أهداف الإسلام العظيم وأن يسعى كل مجموعة أو فريق في أي منتسب كانوا لبلوغ هذا الهدف الإسلامي السامي لأن القوى الجهنمية الكبرى تسعى من كل ناحية إلى هزيمة الجمهورية الإسلامية التي قطعت أيدي هذه القوى من نهب أموال هذا الشعب المظلوم.
وخلاصة القول أن الجمهورية الإسلامية اليوم أمانه أودعها الله الشعب الإيراني وجميعنا نساءً ورجالًا وشيوخاً وشباباً مسؤولون لحفظ هذه الأمانه وعلينا جميعاً أن نصون الجمهورية الإسلامية بالاعتماد على الله تبارك وتعالى وبوحدة الصف وتجنب الخلافات وأن نستمر في طريق الإنسانية المستقيم والإسلام بتوفيق من الله”، (كتاب صحيفة الإمام: ج15، ص: 336).
أهمیة موضوع القدس
كان الإمام الخميني(رض) يهتم بموضوع القدس كثيراً، كما جاء في كتاب صحيفة الإمام(رض): “نحن كافحنا القوى العظمى بقدرتنا الإيمانية، وقطعنا أيديهم عن بلادنا، وإذا كنتم تريدون التخلص من مشاكلكم، وأردتم تحرير بيت المقدس وفلسطين، عليكم أن تحرضوا الشعوب للنهوض. يجب أن تعرف الشعوب، أن رمز الإنتصار هو طلب الشهادة، وأن يتيقنوا بأن لا قيمة لهذه الحياة الدنيوية، المادية والحيوانية التي يعيشونها.
إن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الانتصار، فلو التزم بقدرة الايمان ووحدة كلمته. إننا ندين “إسرائيل” لأنها دولة غاصبة، وعلى الدول العربية أن تتحد، لكي تتمكن من قطع الأيدي الإسرائيلية من ترابهم المقدس.
إنني آسف جداً، للأعمال المعادية للإنسانية التي يرتكبها الصهاينة، وبدعم أمريكي، في بلاد المسلمين، وبالأخص ضد إخواننا وشعبنا في لبنان. وأرجوا من الله سبحانه وتعالى، معين المستضعفين والمظلومين، أن يشملكم بإمداداته المباركة، وأن يكون عونا وسندا لكم، ولجميع الأخوة في هذه الظروف العصيبة.
إننا نقف معكم ونشاطركم الكفاح ضد “إسرائيل” وأمريكا، وأملنا كبير في انتصار قوى الحق على القوى الطاغوتية والشيطانية.
لابد للشعوب المستضعفة أن تعتبر من الشعب الإيراني، الذي نهض ومرغ أنوف المستكبرين في التراب. عليهم أن ينهضوا معا ويلقوا بجرثومة الفساد “إسرائيل” في مزابل التاريخ.
لو كان المسلمون متحدين معاً، لإستطاعوا إغراق “إسرائيل”، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بسطل من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزين أمامها.
إنني أتمنى أن يتشكل حزب، باسم حزب المستضعفين في جميع أنحاء الدنيا، وان ينضم إليه جميع المستضعفين في العالم، لتزول المشاكل والعقبات التي تقف في طريق تقدمهم، وينتفض عبره المستضعفون لمواجهة المستكبرين والغزاة الشرقيين والغربيين، وبذلك سوف لن يسمحوا باستمرار ظلم المستكبرين لهم، و ينطلقوا ليحققوا نداء الإسلام والوعد الذي قطعه لهم، بوراثتهم للأرض وتحكيمهم فيها .
وليعمل المستضعفون على رفع مكانتهم، عن طريق تلاحم الأيدي والإرادة المتينة والشاملة، ولتحل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعوب في أي مكان من العالم، عن طريق حزب المستضعفين هذا.
أيها السلمون في العالم، وأيها المستضعفون الثائرون، وأيها البحر اللامتناهي من البشر: انهضوا ودافعوا عن كيانكم الإسلامي والوطني . إن “إسرائيل” إغتصبت القدس من المسلمين، وقد تساهلت تجاهها الحكومات.
إننا ــ والتزاماً منّا بإسلامنا العظيم ــ نساند جميع المستضعفين في العالم، ونساندكم أنتم، وندعم أية منظمة تنهض من أجل إنقاذ وطنها . كذلك نعلن دعمنا الكامل لكفاح إخواننا الفلسطينيين والشعب المسلم في جنوب لبنان، في مواجهة “إسرائيل” الغاصبة. يجب علينا جميعاً أن ننهض ونحطم “إسرائيل”، ونوطن على أنقاضها الشعب الفلسطيني البطل.
ينبغي أن نفكر في جذور المشاكل التي تعم المسلمين ونجد لها الحلول اللازمة… لماذا ظل المسلمون في أنحاء العالم، يرزحون تحت سطوة الحكومات والقوى الكبرى؟ ما هو السبيل للحل الموضوعي لهذه المشكلة؟ أين يكمن سر قدرة المسلمين في التغلب على هذه المشاكل؟ لتتحرر بالتالي القدس وسائر بلاد المسلمين.
ألم تحن إلى الآن، المرحلة التي تستدعي التخلي عن الأهواء النفسية وتركيز مبادئ الأخوة والمودة الصادقة بين المسلمين، وطرد أعداء البشرية من مسرح الحياة، ووضع نهاية لحياتهم القبيحة المليئة بالظلم والعدوان؟.
* قسم الشؤون الدولية في مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني(رض)