فيتو واشنطن فضيحة أخلاقية تركت غزة للذبح اليومي

قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، محمد جميل، إن استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

يُعد فضيحة أخلاقية وإنسانية مدوّية، ويكشف مجددًا عن التواطؤ الأمريكي الكامل مع آلة الإبادة الإسرائيلية. وأكد جميل في تصريحٍ خاص بوكالة (شهاب) للأنباء أن الولايات المتحدة، برفعها الفيتو، منحت غطاءً سياسيًا لجرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال، وسط تأييد شبه كامل من بقية أعضاء المجلس الذين صوتوا لصالح القرار (14 دولة)، مضيفًا: “فيما يصطف العالم صوتًا واحدًا من أجل وقف المجازر، تُصر أمريكا على أن تكون في الضفة الأخرى، شريكًا في الإبادة ومدافعًا عن الفاشية”.

وأوضح أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سارع للترحيب بالفيتو الأمريكي قائلاً: “أثبتت أمريكا أنها تقف معنا في مواجهة أعدائنا”. وتعليقًا على ذلك، قال الحقوقي البارز: “أعداء نتنياهو هم الإنسانية ذاتها، التي تقف اليوم لتصرخ بوجه الهمجية والوحشية غير المسبوقة في تاريخ البشرية”. وأشار إلى أن ما يجري في غزة ليس فقط حربًا عسكرية، بل “حرب إبادة شاملة” تستهدف البشر والحجر، قائلاً: “نرى يوميًا قتل الأطفال والنساء، وتجويع الناس، وتدمير المستشفيات، بل وحتى ملاحقة الحقيقة نفسها عبر استهداف الصحفيين”.

ونوّه إلى أن قصف مستشفى المعمداني الذي أسفر عن استشهاد عدد من الصحفيين، يُعد جريمة مركّبة، ليس فقط لأنها استهدفت الصحفيين، بل لأنها وقعت في منشأة صحية يفترض أن تحظى بحماية كاملة بموجب القانون الدولي. وأضاف: “المستشفى نفسه كان شاهدًا على مجازر سابقة وقُصف منذ بداية العدوان، كمحاولة من الاحتلال لاختبار ردة فعل العالم… ولما كانت الردود باهتة، تجرّأ الاحتلال على إبادة ما تبقى من المستشفيات”.

وتساءل جميل، مع اقتراب عيد الأضحى: “كيف يمكن للعالم الإسلامي أن يحتفل بالعيد، بينما يُذبح أهل غزة يوميًا؟ وقد بلغ عدد الشهداء والجرحى نحو 180 ألفًا، بمعدل يتجاوز 300 إنسان يوميًا!”. وختم حديثه بالقول: “آن الأوان أن يتحول الغضب إلى فعل… العالم لا يحتاج إلى صرخات جديدة، بل إلى خطوات عملية لوقف جريمة العصر – الإبادة الجماعية المستمرة في غزة”.

 

المصدر: العالم