عميد “كلية الاتحاد العبري” للدراسات اليهودية: هل ترامب فعلًا صديق “إسرائيل”؟ 

توقّف عميد "كلية الاتحاد العبري" للدراسات اليهودية، في الكيان الصهيوني، نحمان شاي عند ما أسماه توسّع ظاهرة "معاداة السامية" خلال الأيام الأخيرة.

وقال: “بعد دقائق قليلة من الهجوم على مسيرة دعم “إسرائيل” في كولورادو الأمريكية، أعلن متحدثو الرئيس دونالد ترامب أن “الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هو المسؤول”. مع أنه خلال ولايته الأولى وقعت عدة أحداث “معادية للسامية” بارزة، مثل حادثة كنيس “شجرة الحياة” في بيتسبرغ، بنسلفانيا، أو المسيرة “المعادية للسامية” في شارلوتسفيل. حينها، قال ترامب إنه: “ضمن المتظاهرين من اليمين هناك أناس طيبون جدًا”، مع أن تلك التظاهرات قادها ناشطون من منظمات نازية جديدة وأعضاء من منظمة “كو كلوكس كلان” (KKK) المعروفة بعنصريتها الشديدة. في ذلك الوقت، اعتاد ترامب أن يحمّل سلفه، الرئيس باراك أوباما، المسؤولية، مع أن منظمات اليمين المتطرف حصلت في ولايته على شرعية وخرجت من الظل إلى العلن.

شاي أضاف، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، أن: “إدارة بايدن اعترفت فعلًا بتزايد الأعمال “المعادية للسامية” في الولايات المتحدة، وأطلقت خطة شاملة لمواجهة هذه الظاهرة. وقد أسندت الخطة إلى المبعوثة الخاصة لشؤون “معاداة السامية” البروفيسورة ديبورا ليبشتات، وشملت شبكة واسعة من أنشطة التوعية والوقاية والعقاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومع ذلك، يبدو أنها لم تنجح”.

 

وتابع شاي: “في عهد الرئيسيْن، اندلعت حرب السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أشعلت موجة من “معاداة السامية” في الولايات المتحدة، وأيقظت من جديد اليمين واليسار على حد سواء. من كلا الجانبين، وُجهت انتقادات قاسية لـ”إسرائيل”. لقد استيقظ “الوحش المعادي للسامية”. ووفقًا لفحص أجرته “رابطة مكافحة التشهير” (ADL)، حدث ارتفاع بنسبة 400٪  من الحوادث “المعادية للسامية” منذ بداية العملية العسكرية في غزة. وسائل التواصل الاجتماعي تسكب الزيت على النار؛ فهي ساحة نشطة ومفتوحة بالكامل. محاولات شركات التكنولوجيا الكبرى في تصفية الرسائل “المعادية للسامية” باءت بالفشل. والنتيجة: موجة “معاداة للسامية” تجتاح العالم، وتركزت بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث وفرت بيئة حرية التعبير وتوفر السلاح ظروفًا مثالية لنشاطات “معادية للسامية””.

 

وأردف: “بخلاف ولاية ترامب الأولى، أصبح يهود أمريكا أكثر حذرًا في ردود فعلهم، ولا يهاجمون الرئيس بشكل مباشر، لكنهم ينتقدون الإدارة ويطالبون بتعبئة شاملة لاجتثاث هذه “الآفة المعادية للسامية”. من جانبه، اختار ترامب التركيز على الجامعات الأمريكية، حيث جرت خلال الصيف الماضي مظاهرات عنيفة قام بها ناشطون معادون لـ”إسرائيل”، وتمكّن ترامب من فرض إرادته على جامعة كولومبيا بسهولة نسبية، فاستجابت لمطالبه، لكن ذلك لم يمنع الطلاب من العودة إلى التظاهر ضد “إسرائيل”. أما جامعة هارفارد، فقد رفضت العقوبات التي فرضها عليها الرئيس، وتخوض معه الآن نزاعًا قانونيًا”.

 

شاي خلص إلى أن: “المجتمع اليهودي منقسم حيال سياسات ترامب”، مشيرًا ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة GBAO Strategies، إلى أن نحو نصف يهود الولايات المتحدة يعتقدون بأن الرئيس “معادٍ للسامية”، وقلة منهم يعتقدون بأن الإجراءات التي اتخذها لا تقلل فعليًا من كراهية اليهود”.

 

ختم شاي ليقول: “هذا الموقف مدعوم من نحو 550 حاخامًا، وقّعوا مؤخرًا على رسالة؛ جاء فيها: “الرئيس يستغل اليهود لتسويغ  أفعاله، يزرع الانقسام بين الأمريكيين، يزعزع الديمقراطية، ويضر بالجاليات”.

 

المصدر: العهد

الاخبار ذات الصلة