أحدث التهديدات اليمنية جاءت على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط ، وجه فيه تحذيرا صريحا للشركات العالمية مفاده البيئة داخل الكيان الصهيوني لم تعد آمنة ، وعلى كل شركة تستثمر فيه أن تغادر فورا، ومن يتجاهل التحذيرات فعليه أن يتحمل النتائج. هذا التحذير لم يكن الاستهلاك الإعلامي بل بيان عسكري صريح يؤكد أن اليمن بات يعتبر كل استثمار أجنبي داخل الكيان هدفا مشروعا له.
كما ألمح المشاط أن التصعيد القادم قد يشمل مصالح الشركات حتى خارج الأراضي المحتلة. وبالعودة لتطورات المواجهة فقد نفذت القوات اليمنية منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى أكثر من 170 عملية هجومية استهدفت سفنا مرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا. وكانت النتائج كارثية بالنسبة للاحتلال، إغلاق الممر الملاحي للسفن الإسرائيلية، خسائر في الواردات تقدر بـ133 مليار دولار، 60% تراجع في الإمدادات الغذائية. كذلك كانت ميناء إيلات أول الضحايا حيث أعلن إفلاسه رسميا توقفت حركة الملاحة فيه مائة بالمائة، وتم تسريح جماعي للموظفين.
أما الخسائر في قطاع النقل فلم تكن أقل فداحة 4 مليار دولار شهريا خسائر في قطاع الشحن، 250 بالمائة ارتفاعا في تكاليف التأمين. وتجاوزت تكلفة الرحلة الواحدة مليون دولار ، وقد اضطرت شركات الشحن الى تغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح. هكذا إذن فقد فتحت جبهة اليمن باب جهنم من الجنوب جعلت من البحر الأحمر سلاحا بيد المقاومة ومجرد ممر تجاري. وفي كل ضربة يتأكد أن الاحتلال لا يواجه صواريخ فقط، بل يواجه خريطة مقاومة جديدة ترسمها صنعاء بحزم وصبر وذكاء استراتيجي.