من جهته، أشاد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عزالدين القسام بالعمليات العسكرية التي قامت بها المقاومة، وتوعد الكيان الصهيوني بمزيد من العمليات النوعية. وكان جيش الاحتلال قد اعترف الجمعة بمقتل 4 من جنوده، في عملية للمقاومة في خان يونس (جنوب القطاع) وإصابة 12 آخرين في جباليا.
على الصعيد الإنساني، أطلقت اليونيسيف نداء استغاثة لوقف هذا العدوان، مؤكدة أن استخدام التجويع سلاحاً جريمة حرب. وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني بلدات ومدناً فلسطينية صباح السبت، وشنّت حملات دهم واعتقال، بينما هاجم مستوطنون صهاينة رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين جنوبي الخليل.
*عشرات الشهداء في ثاني أيام العيد
في التفاصيل، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر بحقّ المدنيين في قطاع غزّة، إذ سجّل اليوم الثاني من عيد الأضحى ارتقاء عشرات الشهداء في سلسلة من الغارات التي استهدفت مراكز مساعدات وخيام نازحين ومنازل مدنية، في اليوم الـ610 على بدء العدوان الصهيوني، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت وسائل إعلام في غزة، بارتقاء 5 شهداء وإصابة آخرين بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب رفح جنوبي القطاع.
وفي السياق ذاته، قالت وسائل الإعلام إنّه ارتقى 12 شهيداً وأكثر من 40 مصاباً في قصف صهيوني على خيام النازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ونفذ “جيش” الاحتلال الصهيوني عمليتي نسف لمبانٍ شمالي خان يونس.
وشهدت مدينة غزة ارتقاء 7 شهداء وإصابة آخرين بعد استهداف الاحتلال منزلاً قرب مجمّع الشفاء الطبي غرب المدينة، وفق مراسلنا.
*جباليا تحت القصف: 35 شهيداً ونزوح قسري
وأفادت مصادر إخبارية بأن طائرات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، أدت إلى استشهاد 35 شخصاً مساء الجمعة، بعد استهداف منزل سكني. وأجبرت قوات الاحتلال أهالي المنطقة على النزوح القسري من منازلهم.
الجدير ذكره أن عدد الشهداء من جراء الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة ارتفع إلى 54,677، والجرحى إلى 125,530، منذ الـ7 من أكتوبر عام 2023 في آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة في غزة.
*نداء من داخل غزة: أوقفوا الحرب
وفي مشهد يلخص معاناة الطفولة في غزة، أطلق المتحدث باسم اليونيسيف، جيمس إلدر، نداءً مؤثرًا من داخل “مستشفى شهداء الأقصى”، دعا فيه إلى وقف القتال فورًا. وتحدث إلدر عن الطفلة جنى (11 عامًا)، التي أُصيبت بشلل نصفي إثر غارة جوية، وتعاني الآن من يأس شديد دون إمكانية للإخلاء أو العلاج.
وقال إلدر: “هذه الرسالة موجّهة لأولئك الذين يمتلكون القرار والنفوذ. آن الأوان لوضع حد لهذه الحرب ضد الطفولة”. وأشار إلى أن أكثر من 50 ألف طفل استشهدوا أو أُصيبوا منذ بدء العدوان، أي ما يعادل تدمير 2000 فصل دراسي بالكامل.
*أبو عبيده: أوقفوا العدوان أو استقبلوا أبناءكم في التوابيت
من جهته أكّد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، مساء الجمعة، أنّ “ما تكبّده الاحتلال الصهيوني من خسائر، في خان يونس وجباليا، هو امتدادٌ لسلسلة العمليات النوعية”.
وقال أبو عبيدة في منشور في “تلغرام” إنّ “ما حصل الجمعة نموذج لما ستجابه به قوات الاحتلال في كل مكان تتواجد فيه”، متابعاً أنّ المقاومين يسطّرون ببطولاتهم انتصار الفئة المؤمنة المستضعفة على الفئة الظالمة المتغطرسة.
وكذلك، أضاف أنّ “المجاهدين ورثة الأنبياء يقذفون بحجارة داود على “عربات جدعون” فتدمغ جبروت الاحتلال الصهيوني.
وأردف أبو عبيدة أنّه “ليس أمام جمهور العدو الصهيوني إلا إجبار قيادتهم على وقف حرب الإبادة أو التجهّز لاستقبال المزيد من أبنائهم داخل توابيت”.
بدورها، قالت وسائل إعلام صهيونية إنّ “حماس استعدّت جيداً للمناورة الحالية، ودرست إجراءات الحيطة التي يتخذها الجيش وبدأت بتفخيخ المباني”.
*المقاومة الفلسطينية تستنزف قوات العدو
هذا وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إرباك حسابات الاحتلال الصهيوني، وتؤكد، بعد أكثر من 600 يوم على بدء حرب الإبادة، أنها ما زالت تحتفظ بالكثير من القدرات والإمكانات لمواجهة جيش العدو داخل القطاع.
فمع اتساع رقعة العمليات البرية للاحتلال وتصاعد وتيرتها، يواجه جيش العدو مقاومة عنيفة تستنزف قواته وتوقعها في كمائن وأفخاخ متنوعة، حتى في المناطق التي كان الاحتلال يعتقد أنها مؤمّنة وخلفية، سرعان ما يفاجئه المقاومون بالخروج من تحت الأرض، بتنفيذ ضربات موجعة، ثم الانسحاب من المكان دون أن يتمكن العدو من تحديد الجهة المنفذة أو كيفية الرد عليها.
العملية الأخيرة لكتائب القسام في جباليا وخان يونس، وما رافقها من خسائر فادحة في صفوف الاحتلال، أعادت طرح تساؤلات عميقة حول جدوى استمرار القتال، خاصةً من قبل المعارضة الصهيونية التي جددت الدعوة إلى استعادة الأسرى ووقف الحرب.
ويجمع عدد من المحللين الصهاينة على أن جيش الاحتلال مُعرّض لمزيد من الاستنزاف والخسائر، كلما تعمّق أكثر في عملياته البرية داخل القطاع، ما يزيد فرص احتكاكه بمجموعات المقاومة ويضاعف المخاطر على جنوده.
وكان “جيش” الاحتلال الصهيوني، قد أقرّ الجمعة، بمقتل 4 من جنوده، بينهم عناصر من لواء “الكوماندوز” ووحدة “يهلوم” الهندسية، في كمين نفّذته المقاومة الفلسطينية داخل مبنى مفخّخ في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
*السفينة “مادلين” تقترب من السواحل المصرية
في غضون ذلك قالت “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن قطاع غزة” إن السفينة “مادلين” شارفت الآن على السواحل المصرية الشمالية، ولم يتبق إلا القليل للوصول إلى غزة.
وقال طاقم السفينة إن عملية الإبحار تجري بهدوء، بعد ليال سابقة تعرضت فيها السفينة لاقتراب مسيرات أثارت قلقا كبيرا في صفوف النشطاء، قبل أن يتبين أن هدفها كان الاستطلاع وجمع المعلومات. وتقل السفينة 12 ناشطا من دول مختلفة.
من جهتها، طالبت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن بتمكين السفينة “مادلين” من الوصول إلى غزة وضمان أمنها.
*مداهمات في الضفة المحتلة
من جانب آخر، اقتحمت قوات الاحتلال، صباح السبت، بلدة وادي برقين غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت عددا من المنازل في المنطقة، وفتشتها بشكل دقيق، بالتزامن مع تحليق طائرة مسيّرة في أجواء المنطقة.
ونقلت شبكة قدس الإخبارية عن مصادر محلية القول إن قوات الاحتلال اعتقلت صباح السبت شابين فلسطينيين من البلدة، هما مصعب إياد الدمج وخالد المصري.
في الأثناء، قالت مصادر إن مستوطنين اعتدوا على رعاة أغنام فلسطينيين في منطقة تل ماعين قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.