وصرح علي آقابابائي، المدير العام لشركة معرفية تعمل في مجال إنتاج منتجات هندسة الأنسجة الطبية وإعادة البناء والدوائية: لقد أنتجنا مواد أولية تستخدم ليس فقط في هندسة الأنسجة، بل أيضاً في المواد الأولية الدوائية وصناعات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية. وتشمل هذه المواد: بروتين فايبروين الحرير، وبروتين سيريسين الحرير، وهيدروكسيباتيت، وأكسيد الكالسيوم، وهيدروكسيد الكالسيوم. وهي مجموعة معروفة كمواد أولية متخصصة في مجال هندسة الأنسجة؛ بالإضافة إلى ذلك، يلعب بروتين فايبروين الحرير “المعروف أيضاً بسيلك فايبروين” وبروتين سيريسين الحرير دوراً فعالاً في تجديد شباب الجلد وعلاج الجروح، خاصة تلك الناتجة عن الحروق، ويمكن استخدامها في المستحضرات الدوائية الجلدية.
وفيما يتعلق بالأداء الدقيق لهذه المنتجات، أوضح آقابابائي: اختبرنا مزيجاً من هذه المواد على إصلاح عظام مفاصل الأرانب. وأظهرت النتائج أن هذا المزيج يتمتع بسرعة عالية جداً في إصلاح المنطقة المصابة، حيث قمنا في سلسلة من التجارب بإنشاء ثقب في ركبة الأرانب باستخدام طرق قياسية، ثم وضعنا هذه المواد كسقالة داخل التجويف. وبعد ذلك، قارنا النتائج مع عينة ضابطة. وأظهرت ملاحظاتنا أن الأنسجة تطورت بسرعة نحو تكوين الغضروف، ثم بدأت عملية تحويل الغضروف إلى عظام بسرعة ملحوظة.
* نهج التصنيع الأخضر
وأعلن المدير التنفيذي للشركة المعرفية: نحن أول منتج لبروتينات الفايبروين والسيريسين الحريرية في إيران الحاصلة على شهادة الاستاندارد من وزارة الصحة. وأضاف: لدينا منتجات ذات أساس معدني؛ لكن بالإضافة إلى ذلك، نجحنا في إنتاج هيدروكسيباتيت ذو أساس حيوي، ويمكن اعتبار هذا ميزة مهمة وفرقًا رئيسيًا في منتجاتنا.
وتحدث آقابابائي عن هذه الخاصية الفريدة، وقال: بالنسبة للمنتجات المعدنية الثلاثة – أكسيد الكالسيوم، هيدروكسيد الكالسيوم وهيدروكسيباتيت – نستخدم طريقتين للتصنيع: التصنيع الكيميائي والتصنيع الحيوي. والعينات المنتجة بالطريقة الحيوية تتمتع بتوافق خلوي أعلى وتعمل بشكل أفضل في التفاعل مع الخلايا مقارنة بالعينات الكيميائية، ونحن حاليًا ننتج كلا النوعين: المنتجات الكيميائية والمنتجات البيولوجية “ذات الأساس الحيوي”.
وأوضح آقابابائي: سيلك فايبروين وسيلك سيريسين هما البروتينان الرئيسيان الموجودان في ألياف شرنقة الحرير. كلمة “سيلك” تعني الحرير، وهذان البروتينان من المكونات الأساسية والقيمة فيه. واستخلاص وفصل وتنقية هذه البروتينات بنقاوة تقارب 100% هي عملية معقدة وصعبة للغاية. ونظرًا لأن الحرير مادة باهظة الثمن، فإن بروتينات الفايبروين والسيريسين تتمتعان أيضًا بسعر مرتفع وتلعبان دورًا فعالاً في تحسين جودة مستحضرات التجميل والعناية الشخصية.
وأكد قائلاً: لحسن الحظ، تمكنا محليًا من خلال الاعتماد على المعرفة المحلية وبعد عامين من البحث والتطوير المستمر، من توطين تكنولوجيا استخلاص هذين البروتينين. وأظهرت الاختبارات أن منتجنا لا يفي بجميع معايير الجودة المطلوبة فحسب، بل يتفوق أيضًا في الأداء على العينات الأجنبية.
* تكلفة إنتاج تقل عن 50٪ من العينات الأجنبية
وأوضح المدير التنفيذي للشركة المعرفية: في عملية الإنتاج الخاصة بنا، تم الحفاظ على بنية الأحماض الأمينية المكونة للبروتينات سليمة دون تغيير، حيث يحتوي المنتج النهائي على مجموعة واسعة من هذه الأحماض الأمينية – وهو أمر ذو أهمية نوعية عالية.
وأضاف: نحن حالياً المورد الرئيسي لهذه المواد للباحثين والمنتجين. وتابع: يتم توريد منتجاتنا للجامعات ومراكز الأبحاث بأسعار معقولة جداً. ولو حاولت هذه المراكز استيراد هذه المنتجات مباشرة، لكان سعر الغرام الواحد حوالي 30 مليون تومان (السعر الرسمي لصرف الدولار يساوي 68 ألف تومان لكل دولار)؛ بينما نقدمها حالياً بسعر يتراوح بين 10 إلى 14 مليون تومان للغرام، مع إمكانية خفض السعر حسب حجم الشراء. أي أنه كلما زاد حجم الشراء، انخفضت التكلفة الإجمالية للمشتري.
وتابع: هذا الانخفاض الكبير في التكلفة – بأكثر من النصف مقارنة بالمنتجات المستوردة – يمثل نقلة نوعية في مجال البحوث الطبية الحيوية والصناعات الدوائية المحلية، حيث يصبح بإمكان المزيد من الباحثين والمؤسسات الوصول إلى هذه المواد الحيوية بأسعار معقولة.
وأكد آقابابائي أن هذا الإنجاز يأتي نتيجة سنوات من البحث والتطوير المحلي، مما يضع إيران على خريطة الدول القادرة على إنتاج هذه البروتينات المتخصصة بجودة عالية وتكلفة تنافسية.
* مجالات تطبيق أوسع
وحول تطبيقات هذا المنتج، أضاف آقابابائي: يتمتع بروتين فايبروين الحرير بخصائص متعددة. ومن بين تطبيقاته الرئيسية استخدامه في إنتاج الشمع والطلاءات الواقية للفواكه والخضروات وحتى اللحوم. وبعض الشركات تستخدم هذا البروتين لزيادة العمر الافتراضي للمواد الغذائية.
وأشار إلى أن شركة هندية متخصصة تنتج لاصقات الجروح وخيوط الجراحة القابلة للامتصاص المعتمدة على بروتين فايبروين الحرير. وهذه الخيوط مصنوعة من مصادر بروتينية متنوعة وتُمتص في الجسم. وبالتالي، فإن لفايبروين تطبيقات تتجاوز مجال هندسة الأنسجة لتشمل المجالات الطبية وتغليف المواد الغذائية، مؤكداً أن هذه التطبيقات الواسعة تثبت القيمة المضافة العالية لهذا المنتج، وتعزز مكانته كحل متعدد الاستخدامات في الصناعات الطبية والغذائية على حد سواء.
