عقد المؤتمر الدولي الرابع للمعرفة والرسالة الحسينية تحت عنوان “إلهيات الأربعين” يوم السبت 7 يونيو في قاعة الشيخ مفيد بجامعة قم، وكان ذلك بحضور أساتذة جامعيين ومفكرين ومثقفين ونشطاء ثقافيين من الدول الإسلامية، حيث تم التأكيد على وجود المزيد من الزوار الإيرانيين في المسيرة الأربعينية.
رئيس مؤسسة نهج البلاغة العالمية آية الله “سيد جمال الدين دين برور”، قال في المؤتمر: “حركة الأربعين هي حركة توحيدية تساعد على نشر ثقافة عاشوراء”.
وأضاف آية الله دين برور: “إن حركة الأربعين تعزز تيار المقاومة الذي يعتبر دائما على أنه يدمر مؤامرات الأعداء، مسيرة الأربعين ليست حركة عادية، بل مدرسة مقاومة ضد فساد واضطهاد المتكبرين الذي يزداد نفوذه يوما بعد يوم.
وتابع: “يجب ألا نتوقف عن مساعدة الحق خوفاً من المشاكل، فعندما يرى الأعداء أنه لا توجد مقاومة يزيدون من قمعهم”.
الأربعين، تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية
من جهته قال المستشار الثقافي العراقي في إيران “ياسر عبد الزهراء الحجاج”: “من أهم نتائج مسيرة الأربعين والطقوس الحسينية هي تعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية وخاصة إيران والعراق”.
وتابع الحجاج: “مسيرة الأربعين هي نوع من الرابطة بين الأمم الإسلامية، مسيرة الأربعين ليست مسارا واحدا، بل مسؤولية اجتماعية كبيرة، وأصبحت اليوم ساحة توحيد ووعي، يتحرك فيها الزوّار بغض النظر عن الاختلافات العرقية والقبلية متحدين تحت راية الإمام الحسين(ع) من أجل كسب رضا الله تعالى”.
وأشار إلى أنه بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، طرأ تغيير جذري في القضية الفلسطينية، وغيرت دول كثيرة وجهة نظرها في هذا الموضوع، قائلاً: “مسيرة الأربعين كحركة بناء استطاعت تعزيز القضية الفلسطينية والحفاظ على فكرة المقاومة حية”.
كما أشار رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون العراقي حجة الإسلام سيد حامد الحسيني إلى حقيقة أن كربلاء أخرى نشأت الآن في فلسطين ومن الضروري الانتفاضة ضد يزيديي الزمان، قائلاً: “إذا تحرك هذا التدفق الهائل من الناس الذين يحضرون في المسيرة الأربعينية نحو الكيان الصهيوني، فإن هذا الورم السرطاني سيختفي”.
حجر الأساس للحضارة الإسلامية الجديدة
كما قال رئيس جامعة قم حجة الإسلام أحمد حسين شريفي: “لقد بذل أعداء أهل البيت(ع) منذ بداية انتفاضة عاشوراء قصارى جهدهم لتدمير اسم وذكرى سيد الشهداء(ع) وأصحابه، لكنهم فشلوا في هذا المطلب، واليوم نشهد أن أربعين الإمام الحسين(ع) تشكل حضارة جديدة”.
وفي إشارة إلى أن أحد عوامل ديمومة الانتفاضة الحسينية هي الزيارة الأربعينية، أضاف: “نحن أمام تيارين: تيار المؤمنين الذين واجهوا أقسى وأسوأ التهديدات لكنهم لم يتوقفوا عن زيارة الأربعين، وتيار النفاق والكفر، الذي لم يدخر مرتكبوه جهدا في تدمير هذا الحراك العظيم”.
في هذا المؤتمر تمت قراءة رسالة آية الله العظمى الشيخ جعفر سبحاني حول عظمة الأربعين، وتم عرض كلمات ممثل جمعية الأكاديميين العراقيين البروفيسور صباح الجابري باللغة العربية وتم تكريم الشخصيات العلمية والثقافية التي حاولت الترويج لثقافة الأربعين.
تجدر الإشارة إلى أنه عقد المؤتمر الذي استمر ليوم واحد في مجالات مختلفة مثل الأبعاد الفلسفية والإلهية والقانونية والأخلاقية والإعلامية والثقافية، حيث تم زيادة الأدبيات العلمية الموجودة في مجال تعليم الأربعين من خلال تقديم مقالات مختارة من قبل الباحثين.
