يمكن العثور على هوية أي بلد في ثقافة وتاريخ تلك الحضارة القديمة، وهذه الهوية جزء من قصة قديمة للروابط بين الفن والحضارة لشعب تلك المنطقة. تم العثور على أسلاف الإيرانيين في الأعمال التاريخية مثل المقابر والمساجد والقصور والعديد من الأعمال الأخرى المماثلة، ولكن في هذه الأعمال التاريخية، للأعمال الفنية دورا رئيسياً.
الأعمال الفنية لها دور في نقل مهمتها كجزء من الهوية الثقافية لإيران من خلال إنشاء طبقات محلية ووطنية مختلفة في الأعمال الثقافية من الماضي إلى الحاضر.
لكن من بين الأعمال الفنية ذات الثقافات المختلفة في جميع أنحاء إيران، نرى أعمالاً مختلفة، من أروعها فن الصناعات اليدوية، الذي يجلب مظهراً من مظاهر الثقافة العرقية والقومية.
اليوم العالمي للصناعات اليدوية
يصادف اليوم الثلاثاء 10 يونيو، اليوم العالمي للصناعات اليدوية، والذي هو حدث عالمي يحتفل بفن وإبداع الحرفيين والفنانين في جميع أنحاء العالم. هذا اليوم هو فرصة لمعرفة المزيد عن الصناعات اليدوية وأهميتها في الحفاظ على ثقافة واقتصاد المجتمعات، والتي يتم الاحتفال بها كل عام في جميع دول العالم.
الصناعات اليدوية الإيرانية
تعتبر الصناعات اليدوية في إيران من أبرز الفنون المتجذرة في عمق ثقافة البلاد وتاريخها، فضلاً عن تنوعها الواسع، حيث تحتل ايران المرتبة الأولى عالمياً في مجال الصناعات اليدوية المتميزة والرائدة.
يعود تاريخ الصناعات اليدوية في ايران إلى زمن بعيد جداً أي إلى الزمن الذي بدأ الإنسان باستخدام الحجر لتلبية حاجاته وأن هذه الصناعة يعود تاريخها إلى عدة آلاف سنة حيث يجب البحث عن جذورها في المساكن والآثار المتبقية من السكان البدائيين في هضبة ايران.
انضمت إيران، ذات الخلفية الثقافية والتاريخية الغنية في مجال الصناعات اليدوية، إلى هذا المجلس في عام 1968. اقترحت إيران في عام 2010 تحديد يوم لهذه الاعمال يسمى بـ “اليوم العالمي للصناعات اليدوية”، وبموافقة المجلس، تم تسمية 10 يونيو على هذا النحو.
كما تم تسجيل 600 صناعة يدوية في منظمة اليونسكو العالمية، 450 منها إيرانية، تنتمي 287 صناعة منها إلى مدينة اصفهان. إيران هي ثالث أكبر منتج للصناعات اليدوية في العالم، ووزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية هي المسؤولة عن هذا القطاع.
ظلت إيران شذرة لامعة بفنونها وآثارها في خاتم الشرق الأوسط واحتلت المرتبة الأولى عالمياً في مجال الصناعات اليدوية، بين فترة واخرى نشهد عرض نماذج من هذه الفنون في إحدى المعارض الدولية والداخلية. وفي ما يلي أشهر الصناعات اليدوية الايرانية التي تمتلك شهرة عالمية:
السجاد اليدوي
يعتبر السجاد اليدوي والكليم رمزين لإیران وشعبها منذ العصور القديمة ولحد الآن حيث يوجد إقبال عالمي على السجاد الايراني باعتباره الأجمل والأفضل جودة.
يمكن قياس الرمز الثقافي للبلد في الصناعات اليدوية بمؤشرات مختلفة، ولكن عادة ما يمثل المنتج القوة الثقافية والفنية في العالم لكل دولة.
السجاد اليدوي الإيراني بتصميمه الفريد من نوعه والاعتماد على تقاليد التصاميم المرئية وأحيانا العرقية والقومية وصل إلى ذروته في القرن السابع عشر، وهذا جعل السجاد الإيراني المصنوع يدويا مثل الكليم والزيلو والبسط من بين أشهر الصناعات اليدوية في العالم حتى يومنا هذا.
الأطباق النحاسية والزجاجية
تشكل تقنية انتاج انواع الأطباق النحاسية والزجاجية في العصور السابقة من اقدم التقنيات التي استخدمها الإيرانيون آنذاك. ویعتبر نفخ الزجاج من اقدم التقنيات المتطورة للبشر في ايران والعالم وأن الايرانيين كانوا من رواد هذه التقنية حيث تم تسجيلها باسم ايران على الصعيد العالمي وان ذروة ازدهار هذه الصناعة كانت في العصر السلجوقي.کما یمکن ان نعتبر الایرانیین اول صانعي الأدوات المعدنية خاصة التقبيب.
وقد تحولت الاطباق النحاسية لامتلاكها اجزاء مختلفة وخصائص طبية وفنية الى جزء من الصناعات اليدوية التي يوجد عليها اقبال كبير حاليا وتساهم ايران بدور ملحوظ في هذه الصناعة.
يمكن أيضا اعتبار عمال المعادن الأوائل، وخاصة النحاسين، كانوا إيرانيين، الذين أطلقوا على التقنيين في هذا المجال اسم النحاسين، ونظرا لقدراتهم العديدة مثل تحمل الحرارة العالية، ووجود أشكال جميلة، سرعان ما نشروا هذا الفن في مختلف دول العالم.
أصبحت هذه الأواني النحاسية، ذات العناصر المختلفة والميزات الطبية والفنية، واحدة من أكثر الصناعات اليدوية شعبية وتتمتع إيران بحصة كبيرة في هذه الصناعة.
السیرامیك والفخار
يعتبر فن صناعة السيراميك والفخار من اقدم الفنون في ايران حيث ان استخدامه في مختلف المعالم التاريخية والثقافية وكذلك دور هذه الصناعة في مجال ادوات الديكور والإستخدامات الاخرى جعلتها تشهد اقبالا عالميا كبيرا حيث اخذت ايران لنفسها حصة ملحوظة من سوق هذه الصناعة.
ويعود تاريخ هذه الصناعة إلى ۱۰ آلاف سنة باعتبارها من الصناعات المتطورة في العصر القديم اذ ان اقدم معامل صناعة الفخار على الصعيد العالمي متواجدة في مدينة شوش الايرانية.
الفسيفساء والمينا
تعتبر ايران من المصدرين الرئيسيين في مجال منتجات المينا المزجج والفسيفساء على الخشب وأن هذه الصناعة اليدوية تشبه الصناعات اليدوية الاخرى مثل الفسيفساء على البلاط، الامر الذي جعلت هذه الصناعات مصدر الهام لبعضها البعض في مجال الإستخدام ونوع التصميم على مر العصور.
وتشكل الفنون الخشبية اكبر رموز الصناعات اليدوية الايرانية إقبالاً على الصعيد العالمي حيث تأخذ حصة ملحوظة من صادرات البلاد إلى الخارج.
المصوغات القدیمة
استخدام المواد والمعادن الثمنية والجميلة شكل احدى الصناعات المحبذة للايرانيين والشعوب الاخرى حيث بدات المدن الغربية والجنوبية للبلاد والتي تمتلك مختلف المواد والمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة والفيروزج بانتاج انواع المصوغات المتنوعة بالاستلهام من ثقافتهم وفنونهم المحلية.
وكانت المصوغات تستخدم في الملابس المحلية في العصور الماضیة حيث لعبت دورا هاما في اظهار الرسوم والتقاليد لمختلف شرائح ومكونات الشعب الايراني.
واخذت هذه المصوغات وكيفية التصميم وتشكيل هذه المعادن موضع اهتمام دول المنطقة والعالم حيث تحولت الى احدى الصناعات اليدوية الفاخرة كما ان المواطنين يرون جزءا من هويتهم في التصاميم الاصلية لهذه المكونات.
الكروشية
يعود تاريخ فن الكروشية (التريكو) إلى 550 سنة قبل الميلاد حيث كان يعتبر احد اشهر فنون الغُرزْ. ويستخدم في هذا الفن ادوات بسيطة جدا حيث يخلقون معالم فنية على القماش من خلال الاستفادة من خيوط الحرير والالوان المتنوعة.
وبات هذا الفن في تاريخ ايران من الاركان الرئيسية للفنون اليدوية للايرانيين نظرا الى تاريخه العريق حيث قدمت ايران هذا الفن للعالم من خلال تصدير المنتجات ذات الصلة به فضلا عن استقطاب العديد من محبيه.
التطريز
يعود تاريخ فن التطريز الى العصر الاشكاني وان هذا الفن من اقدم الفنون لتزيين القماش ولايران تاريخ عريق في هذه الصناعة بحيث وصل الاقبال عليها الى حد قاموا بتزيين كسوة الكعبة بالاستفادة من فن التطريز في العصر التيموري.
وكانت المعادن الثمنية واللامعة مثل الذهب والفضة تستخدم في فن التطريز لكن استخدمت فيه معادن اخرى بعد زيادة الاقبال عليها بمرور الزمن والعصور لايجاد النقوش التزيينية حيث كانت هذه المعادن اقل قيمة من سابقاتها مع الحفاظ على نفس الجمال.
وتعتبر ايران بامتلاكها طاقات هائلة على مر العصور ولحد الان من اكبر واشهر المصدرين للمنتجات ذات الصلة بالتطريز.