جزيرة قشم هي واحدة من أكبر الجزر في إيران والعالم، وتوجد فيها ظواهر جيولوجية متعددة ومتنوعة، كل منها يتمتع بجمال فريد، حيث تستضيف سنويًا عددًا كبيرًا من السياح من إيران ومن مختلف أنحاء العالم بسبب موقعها الجغرافي وطقسها المعتدل. تُلقب هذه الجزيرة الساحرة بأرض العجائب السبع، ومن بين هذه العجائب وادي النجوم.
يعتبر وادي النجوم، بفضل جماله الطبيعي الفريد، واحدًا من أكثر المعالم الطبيعية شهرة على مستوى العالم. والذي يعرض جزءًا من عجائب الطبيعة في هذه الجزيرة، تَشَكّل وادي النجوم دون تدخل الإنسان، ولا يزال يتغير شكله مع كل هطول مطري غزير، مما يضيف جمالا إلى جاذبيته.
ويعتبر وادي النجوم من الظواهر الجيولوجية الفريدة التي تندرج ضمن عجائب قشم السبع، حيث يثير انتباه كل من يراه بفضل عمره الذي يتجاوز مليوني عام. يقع هذا الوادي الذي لا توجد له نماذج مشابهة كثيرة في العالم، ضمن الجاذبيات الغامضة والمثيرة، ويضم اشكال مخروطية مدببة، وأعمدة ضخمة، وجدران مرتفعة. تشكلت هذه الظاهرة الطبيعية نتيجة للتآكل الناجم عن الأمطار الموسمية، والمياه السطحية، والعواصف، وتوجد فيه طبقات وفتحات متعددة داخل كل عمود من أعمدة هذا الوادي، مما يسمح للهواء بالتسلل بسهولة إلى داخلها. أدت هذه الخصائص الفريدة لوادي النجوم إلى تسجيله كجزء من جيوبارك قشم في تراث اليونسكو.
ومن الجدير بالذكر أن جيوبارك قشم هو الوحيد في الشرق الأوسط. يسمي السكان المحليون وادي النجوم بـ«استاله» أو «ستاره افتاده»، والسبب في ذلك هو اعتقادهم في الماضي بأن نيزكًا قد اصطدم بالأرض وتسبب في تشكيل هذا الوادي، لكن الحقيقة الجيولوجية كانت مختلفة، حيث أن هذا المكان نشأ في الأصل نتيجة لتفاعل عوامل التآكل غير المتجانسة مثل الماء والرياح وضغوط الوزن على طبقات الأرض المختلفة. كانت تأثيرات هذه العوامل أقل في الأجزاء الأكثر مقاومة، وبالتالي ظلت قائمة. تتكون الأشكال الهندسية في وادي النجوم من الرمل، والحجر، والاسمنت الجيري وتتكون جدران هذا الوادي من نوعين مختلفين تمامًا، حيث تشمل طبقة سميكة وناعمة تقريبًا باللون الكريمي تميل إلى الرمادي الفاتح في الأسفل، وطبقة رقيقة وصلبة باللون الأبيض إلى الرمادي الداكن فوقها. تتعرض الطبقة السفلية الضعيفة للتآكل بسرعة بسبب العوامل المؤثرة، بينما الطبقة العلوية صلبة وتعمل كدرع للطبقة السفلية، مما يحميها من التآكل. توجد أعمدة في بعض نقاط الوادي تأخذ شكلًا رفيعًا ومدببًا. يمكن تفسير هذا الأمر بحركة المياه الدوارة والسيول الناتجة عن الأمطار الموسمية حول الأعمدة أو الجدران القديمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود غطاء مقاوم على جزء من الطبقة السفلية قد ساعد في الحفاظ على هذا الجزء بشكل عمودي، في بعض الأجزاء والفجوات في وادي النجوم، يمكن رؤية التربة الحمراء التي قد تذكرنا بكوكب المريخ وتضيف جاذبية مضاعفة لعشاق الطبيعة، وتعرف بين العديد من السياح أيضاً بوادي المريخ.
الجاذبيات السياحية في وادي النجوم
یعرف وادي النجوم بصخوره الرائعة والغامضة التي تعطي هدوءًا وسكينة للزوار، حيث يمكنهم الانغماس في هذا العمل الرائع للطبيعة لساعات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، في الليالي المضيئة، يسود الصمت في كل مكان، تمامًا كما في الصحراء حيث تشعر أن النجوم قريبة من متناول اليد، يبدو أن السماء والنجوم اللامعة فوق هذا الوادي قريبة من الأرض. وادي النجوم مليء حقًا بالنجوم، وفي الليالي التي لا يوجد فيها غيوم أو ضباب، تكون النجوم كثيرة لدرجة أنك تشعر باستطاعة قطفها باليد. على عكس اعتقاد السكان المحليين بعدم الذهاب إلى الوادي في الليل، يمكن للسياح تجربة ليالٍ ممتعة جدًا في هذا الوادي.
تظهر تماثيل هذا الوادي بأشكال متنوعة من التماسيح إلى النسر وغيرها، ومشاهدتها ليست خالية من المتعة. كما تبرز الأعمدة الطويلة، والشفرات، والاشكال المدببة في وادي النجوم، حيث تظهر آثار التآكل عليها بوضوح. توجد أيضاً شقوق في بعض هذه الجدران، والتي لها مظهر جذاب وفي نفس الوقت مخيف، مما جعل جمالها ومنظرها الطبيعي يبهر الجميع ويلفت الأنظار وكأنه لوحة مرسومة.