وأشار حسين أفشين، في اجتماعه مع نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي، إلى أن تطوير التقنيات الناشئة من أولويات النيابة. وأضاف: نحن حريصون على إطلاق تعاون مع العراق في مجال التقنيات المستقبلية، وفي هذا الإطار يمكننا من خلال تشكيل اتحاد لإنشاء مركز أو مدينة تكنولوجية مشتركة للذكاء الاصطناعي في إحدى الجزر الإيرانية. وتابع: الهدف من هذه المبادرة هو تخطيط مشاريع مشتركة مع دول منطقة الخليج الفارسي.
وقال أفشين: إن إيران تربطها بالعراق ماضٍ مشترك وصداقة متجذرة، وهذه الخلفية المشتركة يمكن أن تمهد الطريق لبناء مستقبل مشترك ومشرق بين البلدين، ولا شك أن بناء هذا المستقبل يتطلب تخطيطاً، ولتحقيقه يجب أن نتحرر من مذكرات التفاهم غير المجدية. وأضاف: إن نقطة الانطلاق التاريخية لهذا التعاون والمستقبل المشترك تكمن في مجال العلم والتكنولوجيا، ونحن في المعاونية العلمية نضع دعم التكنولوجيا والابتكار والمنتجات القائمة على المعرفة في صلب أولوياتنا. وتابع: هذا النظام البيئي يضم حوالي 10 آلاف شركة معرفية وما يقارب 18 ألف منتج معرفي، ومعظم إنجازاتنا الطبية والصناعية والعسكرية في إيران تدين بالفضل للشركات المعرفية، موضحاً أن عدد واحات العلوم والتكنولوجيا يبلغ حوالي 30 واحة، وتتحمل هذه الواحات مسؤولية إقامة جسور التواصل وتقريب المسافة بين الجامعات والصناعة.
وأكّد مساعد رئيس الجمهورية أن تطوير التكنولوجيا الناشئة من أولويات هذه النيابة، وقال: نحن حريصون على إطلاق تعاون مع العراق في مجال التكنولوجيات المستقبلية، وفي هذا الإطار نهدف لتشكيل اتحاد مع العراق وإنشاء مركز أو مدينة تكنولوجية مشتركة للذكاء الاصطناعي في إحدى الجزر الإيرانية، والهدف من هذه المبادرة هو تنفيذ مشاريع مشتركة مع دول منطقة الخليج الفارسي.
وأضاف أفشين: نسعى من خلال هذا المركز لتقديم الخدمات لدول منطقة الخليج الفارسي وتطويره ليكون مركزاً للذكاء الاصطناعي، وهذا إجراء عملي كبير وسيشمل جميع فروع التكنولوجيا الأخرى.
وشدد على أن إطلاق هذا المركز يتطلب المزيد من التبادلات، ويجب توفير البنى التحتية اللازمة لإقامته، كما أن إشراك جامعات البلدين يعد أحد المتطلبات الأساسية.
وركّز المعاون العلمي لرئيس الجمهورية على القدرات الإيرانية في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً: إحدى مزايا إيران في هذا النوع من التكنولوجيا هي تدريب الكوادر المتخصصة، حيث تم تدريس هذا المجال منذ عام 1970 في المناهج الدراسية بجامعة شريف الصناعية، وخلال هذه الفترة شهدت إيران تطورات جيدة من حيث الانتشار والعمق العلمي. وأضاف: بصرف النظر عن هذه الخلفية التعليمية، فقد بدأنا في إيران برنامج تعليم الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس، ونحن على استعداد لتقديم هذه المحتويات التعليمية إلى العراق لتبدأ هذه الدولة بتنفيذ هذا التعليم بالتوازي معنا.
* نُدرك مكانة العلم والعلماء الإيرانيين
من جانبه، قال نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي: نحن في العراق ندرك جيداً أهمية الذكاء الاصطناعي، ونظراً لأهمية هذا الموضوع، خصص رئيس الوزراء نائباً له لهذا المجال، كما بدأنا تعليم الذكاء الاصطناعي في جامعاتنا، ولدينا منح دراسية لأفضل جامعات العالم في هذا المجال، وبعض خريجينا يعودون الآن إلى البلاد ليشكلوا العمود الفقري لنا في هذا المضمار.
وأضاف علي رزوقي: نحن نرحب أساساً بفكرة إنشاء مركز مشترك بين إيران والعراق في إحدى الجزر الإيرانية، لأننا ندرك مكانة العلم والعلماء الإيرانيين. وفي الواقع، سبق أن تحققت فكرة إنشاء مركز مشترك من خلال جامعتي شريف وبغداد، وربما نحتاج إلى الوصول إلى بنية تحتية وأهداف مشتركة.
وأشار نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس هدفاً بحد ذاته، بل أداة لتحقيق أهداف أخرى، موضحاً: يمكن استخدام هذه التكنولوجيا الناشئة في مجالات أخرى مثل المياه والطاقة والبيئة والزراعة وغيرها.
وفي جزء آخر من حديثه، تطرق رزوقي إلى العقوبات الجائرة المفروضة على إيران، قائلاً: إيران بالنسبة لنا بمثابة الأخ الأكبر والداعم، ولن نتوان عن بذل أي جهد لمساعدة إيران في التغلب على العقوبات. وتابع: إن مصفى كربلاء يعد أحد المنصات التي يمكن أن توفر أرضية لهذا التعاون.
كما أشار رزوقي إلى الندوة التي عُقدت مؤخراً حول جذب الاستثمارات في العراق، مضيفاً: نسعى لخلق فرص استثمارية، وقد حددنا 150 مجالاً للاستثمار تتراوح بين قطاع النفط والمصافي مروراً بالطاقة ومحطات توليد الكهرباء، والمدن الصناعية، وصولاً إلى المشاريع الصغيرة. وأضاف: ستوفر هذه الندوة فرصاً عديدة للشركات الإيرانية. وتابع: إذا تمكنا من حل مشاكل مثل العقوبات، يمكننا دعوة الشركات الإيرانية للمشاركة.
ووفقاً لنائب رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي، فإن تغير المناخ، وشح الموارد المائية، واستمطار السحب، والعواصف الترابية وغيرها تمثل فرصاً للتعاون، وبطبيعة الحال يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً محورياً في جميع هذه المجالات.
* إدارة العواصف الغبارية.. بداية التعاون التكنولوجي
وفي جزء آخر من كلمته مع الإشارة إلى اطلاعه على التعاون بين بغداد وجامعة شريف الصناعية، أكد أفشين أن الهدف من إنشاء المركز المشترك يتجاوز مجرد التعاون بين جامعتين، بل يجب أن ينتقل جوهر التعاون الجامعي إلى هذا المركز. وأضاف: يمكن أن تكون “القدرة على الصمود” موضوعًا جيدًا لبدء التعاون، ونحن نؤمن بأن الشباب العراقي يتمتعون بذكاء عالٍ مثل الشباب الإيراني، وسيؤدي العمل المشترك بين إيران والعراق إلى حدث كبير في المنطقة.
كما ركّز مساعد رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتقنية والاقتصاد المعرفي على تأثير العقوبات على منظومة العلم والتكنولوجيا في البلاد، قائلاً: كان للعقوبات جانب إيجابي واحد على إيران، وهو تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم. مضيفاً: فيما يخص التعاون مع الشركات الإيرانية، ويمكننا إنشاء شركات مشتركة عراقية-إيرانية في العديد من المجالات ونقل المعرفة إليكم.
وأشار أفشين إلى الخبرة الإيرانية التي تمتد لثلاثين عاماً في مجال استمطار السحب، مضيفاً: نحن على استعداد للتعاون الكامل في هذا المجال. وفيما يخص بؤر الغبار، فقد أجرينا تقييمات وحددنا مصادرها الداخلية والخارجية في بلدنا، والتي يتعلق جزء منها بالعراق، ويمكن إدارتها عبر العمل المشترك.
وفي ختام اللقاء، اقترح نائب رئيس مكتب رئيس الوزراء العراقي – مرحباً بحل مشكلة الغبار – تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين في هذا الشأن، مع عقد أول اجتماع لها في بغداد، ليكون هذا الموضوع بداية للتعاون التكنولوجي المشترك بين إيران والعراق.