منعطف تاريخي في سجل الإخفاقات الاستخبارية للصهاينة

وزارة الأمن تكشف عن تفاصيل المعطيات التي تم الحصول عليها من الاحتلال..

أصدرت وزارة الأمن بيانًا مهمًا يوم الثلاثاء، بشأن العملية الاستخبارية التي تم خلالها اقتناص وثائق حساسة تابعة للكيان الصهيوني.

 

وجاء في بيان وزارة الأمن: في الأيام المباركة الواقعة بين عيدَي الأضحى والغدير، وبالاستناد إلى مولى المتقين، فاتح خيبر، أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)، تُبشّر وزارة الأمن الشعب الإيراني العظيم والوفيّ للولاية، بأن أبناءهم المجهولين في الوزارة وجّهوا ضربة قاصمة للكيان الصهيوني قاتل الأطفال، في عملية استخبارية غير مسبوقة.

 

تم تنفيذ هذه العملية التاريخية بهدف الوصول إلى وثائق شديدة الحساسية والأهمية، تنتمي لأعلى مستويات التصنيف السري لدى ذلك الكيان. وقد جرت في بيئة عملياتية ديناميكية وتحت أقسى الإجراءات الأمنية، وانتهت مؤخرًا بنقل كمّ هائل من الوثائق إلى داخل البلاد بنجاح تام، وجميع العناصر المنفذة للعملية عادوا إلى مواقعهم سالمين.

 

وفيما يلي ملخص لأهم أبعاد وإنجازات هذه العملية:

 

  1. الوثائق التي تم الحصول عليها تتنوع من حيث المواضيع وتتمتع بقيمة استراتيجية، تطبيقية، بحثية وعلمية. وتتضمن معلومات عن: برامج نووية غير قانونية وسرّية، منها منشآت وأبحاث واتصالات مع مؤسسات أمريكية وأوروبية. وبرامج نووية حالية ومستقبلية للكيان الصهيوني. وبرامج عسكرية وصاروخية، ومشاريع ذات استخدام مزدوج علمي وتقني. وأسماء، بيانات، صور، وعناوين مدراء وعلماء الكيان المتورّطين في هذه البرامج، ومنهم من يحمل جنسيات غير إسرائيلية.

سيتم نشر أجزاء من الوثائق لإطلاع الشعب الإيراني، بينما ستُقدَّم بعض النتائج العلمية والبحثية إلى المؤسسات المعنية داخل البلاد. كما ستُستخدم أجزاء منها من قبل القوات المسلحة الإيرانية، وسيُتاح تبادل بعضها مع الدول الصديقة أو تُقدَّم للمؤسسات والمجموعات المناهضة للصهيونية.

 

*تواطؤ امريكي- أوروبي

 

  1. تكشف الوثائق بوضوح كيف أن أمريكا وبعض الدول الأوروبية قد دعموا وساهموا، بشكل مباشر، في تطوير البرامج التسليحية للكيان الصهيوني، في الوقت الذي يتهمون فيه إيران زورًا بالسعي وراء أهداف غير سلمية. ويأتي ذلك رغم أن إيران تسعى فقط للاستفادة السلمية من الطاقة النووية من أجل الصحة ورفاهية المواطنين، ويُعلَن بشكل واضح أنها لا تسعى لتصنيع السلاح النووي، إلا أن محور الهيمنة يواصل فرض أشد الضغوط على الجمهورية الإسلامية.
  2. من أكثر الوثائق إثارة، تلك التي تحتوي على تقارير زائفة ومتكررة من الكيان الصهيوني إلى بعض المنظمات الدولية ضد برنامج إيران النووي السلمي، والأدهى من ذلك أن هذه الأكاذيب انعكست كما هي في تقارير وادعاءات تلك المنظمات!

 

*اختراق الشبكات الأمنية المتعددة

 

  1. تم التخطيط والتنفيذ للوصول إلى هذه الوثائق ونقلها من الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل احترافي ومعقد، بحيث تم اختراق الشبكات الأمنية المتعددة والممرات الأمنية المعقدة التي يعتمدها الكيان الصهيوني لحماية هذه الوثائق.

ورغم تشديد الكيان الصهيوني على حماية هذه المعلومات الاستراتيجية، إلا أن تصميم وإبداع جهاز الأمن الإيراني أحبط تلك الإجراءات، ولم يتمكن الكيان من إدراك أبعاد الاختراق أو التستر على فشله الأمني، خاصة بعد لجوئه إلى اعتقال عدد من الصهاينة في محاولة لإعادة ترميم صورته المتصدعة أمام الرأي العام، دون جدوى.

 

  1. ما حققته وزارة الأمن الإيرانية في ظل مساعي الكيان الصهيوني لعرض صورة حصينة لنفسه، وفي وقت كان يتصور فيه أنه أغلق كافة منافذ الاختراق، يُعدّ ضربة استراتيجية تضاف إلى صدمة “طوفان الأقصى” التي نفذها المجاهدون الفلسطينيون.

هذه العملية، بلا شك، تُعدّ منعطفًا تاريخيًا آخر في سجل الإخفاقات الاستخبارية للكيان الصهيوني، وإنجازًا لا يُضاهى لمحور المقاومة، أسقط مجددًا “أسطورة التحصين الأمني” لهذا الكيان.

تؤكد هذه العملية مجددًا التزام وتفاني جنود الإمام المهدي (عج) في أداء واجبهم الكامل والمجاهد في مواجهة أعداء الشعب الإيراني، وتُبيّن عمق احترافيتهم ودقتهم في التصدي للأعداء، تحت القيادة الحكيمة لقائد الثورة سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف)، وذلك حتى ظهور الإمام الحجة (عج)، بعون الله تعالى.

 

* استهداف المنشآت النووية السرّية للكيان الصهيوني

 

من جانبها أصدرت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي بياناً في أعقاب العملية المعقدة الاخيرة لأجهزة الاستخبارات الايرانية، مُؤكّدة انه في حال وقوع اي عدوان محتمل على المنشآت النووية الايرانية، سيتم استهداف المنشآت النووية السرية للكيان الصهيوني. وجاء في بيان أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي: “بفضل جهود كوادر الاستخبارات الايرانية على مدى عدة أشهر، ومن خلال عمليات استخباراتية معقدة واستطلاع دقيق، تم إكمال بنك أهداف قواتنا المسلحة المضحية لمواجهة أي عمل شرير محتمل من قبل الكيان الصهيوني.

 

واضاف البيان: يُعدّ هذا الإنجاز الاستخباراتي العظيم جزءًا هامًا من التخطيط الذكي والإجراءات الصامتة ومن دون صخب للنظام الإسلامي المقدس في مواجهة ضجيج الأعداء، ومن أهمها أيضًا الجهود المتواصلة للقوات المسلحة لبناء قدرات عملياتية تتناسب مع نقاط ضعف وقوة كيان الاحتلال الصهيوني وداعميه. واليوم، فان الوصول إلى هذه المعلومات واستكمال الدورة المعلوماتية-العملانية، قد وفر لقواتنا المسلحة امكانية التصدي الفوري لأي عدوان محتمل من جانب الكيان الصهيوني على المنشآت النووية للبلاد، وذلك بمهاجمة منشآته النووية السرية والرد على أي عدوان يلحق بالبنى التحتية الاقتصادية والعسكرية، بما يتناسب تمامًا مع نوع العدوان.

 

*إنهيار أسطورة الموساد

 

الى ذلك، هنّأ القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، وزارة الامن على الضربة القاضية التي وجهتها للكيان الصهيوني المجرم ونقل كم هائل من الوثائق المذكورة في التقرير إلى البلاد بسلام، معتبرا هذا الإجراء، دلبلا على نفوذ إيران الاستخباراتي في أعماق الكيان الصهيوني وخباياه.

 

وقال القائد العام للحرس الثوري في رسالة التهنئة التي وجهها، مساء أمس: إن النجاح الكبير الذي حققته وزارة الامن بمثابة عملية “طوفان الأقصى 2” في المجال الاستخباراتي، وضع مرة أخرى خطاً فاصلا يبطل اوهام ومزاعم إضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة ويسقط ادعاءات القوة الاستخباراتية والأمنية للكيان الغاصب.

 

واضاف: إن الضربة القاضية التي وجهتها وزارة الامن للكيان المجرم، ونقل هذا الكم الهائل من الوثائق المذكورة إلى البلاد بسلام، والذي هو مثال واضح على الآية الكريمة “فَاَتاهُمُ اللهُ مِن حَیثُ لَم یَحتَسِبوا”، يُظهر التفوق الاستخباراتي للجمهورية الإسلامية الإيرانية واختراقها أعماق الكيان الصهيوني وطبقاته الخفية والمستترة. بهذه الضربة الاستراتيجية، انهارت أسطورة الموساد، للكيان الصهيوني.

 

* صفعة قوية للكيان الصهيوني

 

كما هنّأ القائد العام للجيش اللواء “عبد الرحيم موسوي” في رسالة له، بالانتصار الاستخباراتي لجنود الامام المهدي (عج) المجهولين أمام الكيان الصهيوني، مُعتبراً هذا الإنجاز صفعة قوية أخرى لهذا الكيان الغاصب، ومُؤشّراً يُبشّر بالزوال المبكر لتلك الغدة السرطانية.

 

وفي رسالة له وجهها لوزير الامن حجة الاسلام “اسماعيل الخطيب”، اعتبر اللواء موسوي، ان هذا الإنجاز القيم، والذي جاء بفضل الله وإرادة وصمود ونضال وزارة الاستخبارات الشريفة والنبيلة، يعد صفعة قوية أخرى بوجه الكيان الصهيوني الغاصب، ومؤشرا مشجعا على الزوال المبكر لتلك الغدة السرطانية في العالم، ويؤكد تعزيز قوة الردع والمواجهة الأكثر دقة وفتكا في حال أي هجوم محتمل على إيران. كما هنأ في رسالته هذه الزملاء والرفاق الكرام في وزارة الامن الايراني، وجهازها العظيم والمشرف في البلاد، وشعب إيران العظيم، على هذا النجاح الباهر.

 

*قوة إيران الاستخباراتية

 

من جهته، أكّد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة العميد عزيز نصير زادة، في رسالة تهنئة وجّهها الى وزير الأمن حجة الإسلام والمسلمين السيد إسماعيل خطيب، أن العملية القوية التي نفذها مجاهدو الإمام المهدي (عج) المجهولون، أظهرت مرة أخرى مستوى الإشراف والتفوق الاستخباراتي الإيراني في ساحة الأمن الإقليمي والدولي المعقدة والمليئة بالتحديات. وجاء في نصّ رسالة وزير الدفاع: إن العملية القوية والاستثنائية التي نفذها مجاهدو الإمام المهدي (عج) المجهولون في كشف معلومات حساسة تتعلق بالكيان الصهيوني، أظهرت مجددًا قدرة النفوذ ومستوى الإشراف والتفوق الاستخباراتي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في ساحة الأمن الإقليمي والدولي المعقدة والمليئة بالتحديات.

 

* تحفة استخباراتية

 

الى ذلك، هنّأ رئيس منظمة استخبارات حرس الثورة الاسلامية العميد محمد كاظمي، وزارة الامن الايرانية على الضربة الاستخباراتية القاصمة التي وجهتها للكيان الصهيوني، ووصفها بأنها تحفة استخباراتية. وقال العميد محمد كاظمي في رسالة وجهها الى وزير الامن اسماعيل خطيب: نحمد الله تعالى أن رفاقنا البواسل في وزارة الامن قد جرحوا كيان الكيان الصهيوني المجرم جرحا عضالا جديدا، يعجز العدو الضعيف الصامت عن الرد عليه أو إنكاره.

 

واعتبر رئيس استخبارات الحرس الثوري، جهود كوادر وزارة الامن من خلال الحصول على معلومات حساسة وحيوية عن الكيان الصهيوني، الذي يحظى بدعم واستثمارات ضخمة من امريكا، لم يُسقط السلطة المصطنعة لهذا الكيان المجرم فحسب، بل تحدى أيضا فعالية الشيطان الأكبر كداعم كامل لهذا الكيان القاتل وحامي مصالحه وأمنه.

 

واضاف: من جهة أخرى، أبرزت هذه العملية الاستخباراتية الدقيقة قدرة أجهزة الاستخبارات والأمن في الجمهورية الإسلامية الايرانية على حماية منجزات الثورة الإسلامية، وضرب أعداء إيران اللدودين، وضمان أمن شعبنا العزيز، وكانت دليلاً آخر على ضعف وخداع رئيس الوزراء المجرم للكيان الصهيوني الغاشم.

 

المصدر: الوفاق