رصاص الاحتلال كتب بداية المشهد، عندما تحوّلت البلدة القديمة في نابلس إلى ساحة إعدام مفتوحة، حيث أعدم شقيقان أعزلان كانا يحاولان الوصول إلى عائلتهم المحاصرة، في وقت منعت فيه الطواقم الطبية من إنقاذهما أو الوصول إلى من بقي تحت الحصار.
بدأ الاقتحام الكبير لنابلس منذ منتصف الليل بتعزيزات عسكرية مكثفة من عدة محاور. وأعلن جيش الاحتلال أن العملية تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة وتستهدف نشاطات المقاومة وبنيتها التحتية في “حي القصبة”، لكن على الأرض، لا يوجد في المنازل سوى المواطنين العزل، الذين يعانون من الاعتقالات والتعنيف المتواصلين خلال الاقتحامات التي شملت فتح أكثر من 250 منزلا، مع إغلاق كامل للبلدة القديمة.
شوارع نابلس باتت مسرحا لصراع محتدم، تغلغلت أجواء المدينة المغلقة بالدخان الكثيف الناتج عن قنابل الغاز المسيل للدموع، وترافقه أصوات الرصاص الحي التي جرحت عدد من الفلسطينيين وتستمر قوات الاحتلال في تصعيد عملياتها، محولة نابلس إلى مدينة تعيش في ظل رعب مستمر كباقي مناطق شمال الضفة الغربية ، دون أفق واضح للانسحاب.
في شمال الضفة الغربية النار لن تنطفئ من جنين إلى طولكرم ثم نابلس تتسارع خطوات الاحتلال في اقتحاماته مصحوبة بالقتل المباشر والتنغيص على الفلسطينيين.