یکاد لا یمرّ شهر ولا أسبوع إلاّ وتعلن فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة عن منجز فی جدید فی کافة المجالات، لا سیما فی الجانب العسکری الذی یحوز على أهمیة قصوى نظرا لتواصل التهدیدات من قبل الأعداء، حیث أعلن مدیر مؤسسة الصناعات الجویة بوزارة الدفاع العمید “افشین خواجة فرد” ان نماذج من طائرة “قاهر” المحلیة الصنع ستدخل الخدمة کطائرات مسیرة.
فریق مصممی الطائرة
وأضاف: تم تطبیق نسخ من هذه الطائرة حسب حاجة القوتین المسلحتین للبلاد (الجیش والحرس الثوری) واللتین وجهتا فریق مصممی الطائرة نحو ما هو مطلوب، وتم احداث تغییرات فی هذه الطائرة التی ستظهر للعیان کطائرة مسیرة.
واکد أن التوصل الى هذا الانجاز یدل على قدرة الطاقات الشابة للبلاد على جعل هذه الطائرة تطیر من دون طیار لأن لهذه الطائرة خصائص تمکنها من اداء عملیات خاصة من دون طیار.
وأشار الى ان مؤسسة الصناعات الجویة التابعة لوزارة الدفاع الایرانیة لدیها مهام عدیدة فی مجال الجوفضاء وتضم شرکات تعمل فی مجال الطائرات الحربیة وطائرات النقل العسکری والطائرات المسیرة والطائرات الخفیفة وانتاج المحرکات، وأوضح أن هذه المنظمة تنتج الان 10 انواع من المحرکات تستخدم معظمها للطائرات المسیرة وصواریخ الکروز، کما انها بلغت مرحلة الاکتفاء الذاتی فی مجال تصمیم وانتاج المحرکات الثقیلة ایضا، مضیفا بأن محرک “اوج” قد صنع فی نسختین أو جیلین تمت الاستفادة من اول نسخة منها فی مقاتلة “کوثر” المحلیة الصنع والنسخة الثانیة استخدمت للطائرة النفاثة “یاسین” (طائرة تدریب) وان 43 شرکة معرفیة ساهمت فی انتاج محرک “اوج”.
برنامج محدد لتطویر الطائرات المدنیة
واضاف: ان المؤسسة لدیها برنامج محدد لتطویر الطائرات المدنیة والتی لها خصائص خاصة بها موضحا “سنسعى بالتاکید الى الاستفادة من التعاون الدولی لکن بنظرة تعتمد على القدرات الداخلیة وتستعین بالخبرات الخارجیة ایضا”.
وتابع: نحن الآن حددنا دولتین او 3 دول للتعاون معها فی هذا المشروع (تطویر الطائرات المدنیة) ونتفاوض حالیا معها وان هذه الدول قد رحبت بهذا المشروع.
کما اکد ان ایران حصلت على علم ومعرفة الصیانة الکاملة للطائرات (اوفرهول) رغم الحظر المفروض على البلاد وانها لدیها قدرة کاملة فی هذ المجال ، کما شدد على ان علم ومعرفة صناعة قطع الغیار للطائرات قد بلغت مرحلة الکمال فی ایران التی حققت الاکتفاء الذاتی فی هذا المجال باذعان الدول الاخرى التی تطلب مساعدة من ایران فی هذا المجال وتعترف بالاکتفاء الذاتی الایرانی فیه.
ما الذی تغیّر فی المقاتلة الجدیدة
قاهر 313 ، التی تم تقدیمها فی البدایة کمقاتلة، سیتم استخدامها الآن کطائرة شبح بدون طیار، وسیبدأ هذا فصلًا جدیدا فی قوة الطائرات بدون طیار الإیرانیة.
وجرى الکشف عن نموذج هذه المقاتلة المتقدّمة الأولی قبل 10 سنوات فی 11 فبرایر 2011 بحضور الرئیس محمود أحمدی نجاد.
کان طول قاهرة 313، 14 متراً وعرضها 5 أمتار، کانت هذه المقاتلة عبارة عن طائرة ذات محرک واحد ذات مقعد واحد، والتی قیل فی وقت الکشف عنها أن المقطع العرضی للرادار منخفض واستخدام مواد متطورة فی جسمها، وقیل أیضًا أن هذه المقاتلة قادرة على استخدام جمیع أنواع الأسلحة الأصلیة ولدیها القدرة کما أن لدیها طیران منخفض الارتفاع.
مُسیّرات شبحیة
یوضح تحویل هذا المشروع إلى طائرة بدون طیار أن بناء طائرات بدون طیار الشبح فی القوات المسلحة الایرانیة یتم متابعته ببرنامج موثق ومشاریع مختلفة.
فی العقد الماضی، تم تجهیز القواعد الأمریکیة فی المنطقة وکذلک الجیش الصهیونی بمقاتلات شبحیة من الجیل الخامس، من ناحیة أخرى، قامت بعض دول الخلیج الفارسی بشراء مقاتلات متقدمة لزیادة قوتها الدفاعیة.
فی السیاق أیضاً، وفی ظلّ تصاعد التهدیدات الغربیة الصهیونیة ضد البلاد کان لابد للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ان تطوّر أسطولها الجوی لمواجهة أی تهدیدات.
حلّ فعال للتعامل مع المقاتلات
على الرغم من أن القوات المسلحة الایرانیة قد وجدت حلاً للتعامل مع المقاتلات فی مجال الدفاع، لکن فی مجال القوة الجویة، من خلال تبنی استراتیجیات محلیة، فقد إتّجهت نحو تصمیم وإنتاج المعدات التی تلعب دورا فی تطویر الصناعات الفضائیة الجویة، على الرغم من إنفاقها المحدود الاّ أن هذا الامر کان فاعلاً واستطاع أن یحافظ على التوازن العسکری فی المنطقة، وتغییر المعادلات لصالح إیران وجبهة المقاومة.
واستمرت هذه القضیة حتى قال القائد السابق لقوات القیادة المرکزیة الأمریکیة فی اجتماع للجنة الدفاع بالکونغرس الأمریکی إن “استخدام إیران المکثف لطائرات مسیرة صغیرة ومتوسطة الحجم للاستطلاع والعملیات الهجومیة یعنی ذلک لأول مرة منذ حروب أوائل الخمسینیات نعمل بدون تفوق جوی کامل”.
إیران رائدة عالمیة فی المُسیّرات
قبل أیام قلیلة، قالت صحیفة الجاردیان نقلاً عن مسؤولین فی المخابرات الأمریکیة، أن إیران تبرز کقائدة عالمیة فی إنتاج طائرات بدون طیار رخیصة وقاتلة.
لقد استثمرت القوات المسلحة الایرانیة، وخاصة وزارة الدفاع والقوات الجویة التابعة لحرس الثورة الاسلامیة، ورکزت بجدیة على تطویر قدرات الطائرات بدون طیار فی العقد أو العقدین الماضیین.
تمخّض عن هذا الاستثمار فی السنوات الأخیرة أن اکتسبت القوات المسلحة الایرانیة القدرة على تصمیم وإنتاج أنواع مختلفة من الطائرات بدون طیار ذات التطبیقات والنطاقات المختلفة، بحیث تُعرف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الیوم بأنها أکبر قوة طائرات بدون طیار فی المنطقة وواحدة من أعتى قوى الطائرات بدون طیار فی العالم.
