مدیر مؤسسة شهید فلسطین للوفاق:

تحقیق إنجازات عالیة رغم الاعتداءات المالیة والعسکریة

" تسعى لتنفیذ جمعیة تعاونیة استهلاکیة للمواد التموینیة تستفید منها عوائل الشهداء وأعضاء الجمعیة وأصدقاؤهم وتهدف لتوفیر الاحتیاجات الأساسیة بأسعار أقل من السوق ودعم المنتج الوطنی وتحقیق ربح بسیط یدعم بعض مشروعات الجمعیة ویحقق العدید من فرص العمل ویبلغ رأس مال المشروع ما یقارب من خمسین ألف دولار أمریکی".

2023-02-20
یتفق الکل الإنسانی على أن قطاع غزة والذی تبلغ مساحته 365 کیلومتراً، ویتجاوز عدد سکانه الملیونی نسمة، جلّهم من الشباب حیث تبلغ نسبة الأعمار من 15 إلى 29 (43%) من النسبة العامة للسکان. ویعتبر القطاع منطقة جغرافیة من أکثر المناطق کارثیة على حیاة الإنسان فی جمیع مجالات الحیاة وخاصةً الأساسیة منها، إذ تعتبر منظمات حقوق الإنسان أنّ قطاع غزة فی عام 2020 بقعة جغرافیة غیر صالحة للسکن والإقامة البشریة ونسبة المیاه الصالحة للشرب لا تتجاوز ما نسبته 2% من میاه القطاع بسبب التلوث الناتج عن دخول میاه الصرف الصحی ومیاه البحر المالحة لأحواض المیاه الجوفیة. أضف لذلک ممارسات الاحتلال وسیاساته المنصبة على رؤوس السکان المتمثلة فی العدوان على مدار اللحظة وسیاسات الحصار المفروضة براً وجواً وبحراً من الجهات الثلاثة للقطاع، والمصائب لا تأتی منفردة، فهناک الفساد الداخلی والذی من أکبر مظاهره هو الانقسام. إضافةً إلى التجاذبات الحزبیة، فالخدمات والوظائف تُقدم على أسس حزبیة فقط ضاربةً بعرض الحائط الکفاءة والحاجة وهذا ظاهر فی ممارسات الإدارات الحاکمة فی الضفة وغزة والجمعیات والمؤسسات التابعة لهم. أمّا المؤسسات الأجنبیة صاحبة المیزانیات الضخمة والکبیرة تصرف کرواتب على موظفیها ومعظم هذه المیزانیات تصرف بعیداً عن التنمیة وتطویر قطاعات اجتماعیة أو محاربة الفقر، بل تذهب نحو نشر الثقافة الغربیة مثل مشروع حریة المرأة، العنف ضد المرأة، المساواة بین الرجل والمرأة والکثیر من العناوین التی تهدف إلى سلخ المجتمع عن أصالته. فی ظل هذه الأجواء تعمل مؤسسة الشهید – فرع فلسطین کمجتمع مدنی وجمعیة خیریة تؤمن بأصالة الشعب الفلسطینی وتنحاز لخیاراته والتی فی مقدمتها خیار المقاومة ورعایة ومساندة الفئات المستضعفة والمظلومة بفعل سیاسات المحتل والفساد الداخلی. وللإطلاع بشکل موسع على الجمعیة وأهم إنجازاتها أجرت صحیفة الوفاق مقابلة مع مدیر المؤسسة – فرع فلسطین “نافذ الأعرج”، وکان معه الحوار التالی:
رؤیة وأهداف مؤسسة شهید فلسطین 
تهدف مؤسسة شهید فلسطین وفقاً للأعرج:” إلى تبوء مکانة بارزة بین الجمعیات غیر الحکومیة فی فلسطین من خلال العمل المتمیز والإنصاف بین المستفیدین دون أی فرقة.
أمّا أهم قیّمها فهی الإخاء والعدل والمساواة بین الفئات المستفیدة دون أی تمییز أو فرقة على أساس الدین أو الجنس أو العمر أو القومیة أو العقیدة السیاسیة ودون المساس بإنسانیتهم أو کرامتهم، فمؤسسة شهید فلسطین هی للکل الفلسطینی ولکافة شرائح المجتمع دون تمییز. ولمؤسسة شهید فلسطین توأم وهی جمعیة الأنصار الخیریة بل هما روح فی جسدین لا ینفصلان ولا یقبلا القسمة.
أمّا الأهداف فتتوزع على کفالة الأیتام والفقراء والمحتاجین والمتضررین من فقدان من یعیلهم ومساعدة کل ضحایا سیاسات الاحتلال سواء على المستوى الإنسانی أو المادی بما یخدم الفئة المستهدفة وهم الأیتام والشهداء، وإقامة مشروعات تنمویة تخدم برامج ومشاریع الجمعیة وتکون مصدر من مصادر التمویل.
صمود المؤسسة أمام التهدیدات الأمیرکیة 
یعتقد مدیر المؤسسة الأعرج بأنهم حققوا خطوات کبیرة یعترف بها الصدیق والعدو ویقول:”عمل العدو على تدمیر المؤسسة أکثر من مرة عبر قصف مقرها والنیل من عزیمة وصلابة العاملین فی المیدان، ولمّا شعر بفشله فی سیاسة کسر الإرادات بالقوة والقصف بالطائرات توجه نحو سیاسة تجفیف منابع الدعم، وذلک عبر تهدیده للمصارف التی نمتلک فیها أرقام حسابات إما بإغلاقها حساباتنا أو محاکمة المصارف بتهمة تمویل الإرهاب، ما دفعها لإلغاء حسابات الجمعیة، ویضیف:” على الرغم من هذه الصعوبات استطعنا خلق بدائل لتأمین المال وإیصاله للفئات المحتاجة بعیداً عن أیّ تمییز حزبی أو قومی أو دینی، وعندما شعر المحتل بفشل إجراءاته، أوکل المهمة إلى أبناء جلدتنا وخاصةً الأجهزة الأمنیة فی الضفة الغربیة، عبر منعنا من إیصال الخدمات والحقوق لأصحابها فی الضفة وذلک بذریعة أن مصادر المال من الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، لکننا تغلبنا على کل هذه المضایقات وأوصلنا الدعم والعون لأسر الشهداء ولأصحاب البیوت المدمرة بفعل ممارسات الإحتلال”.
العدوان الإسرائیلی المباشر على المؤسسة
یتابع الأعرج: “إذا أردنا أن نذهب للغة الأرقام والتواریخ التی لا تعرف المجاملة نسرد ما تعرضت له مؤسسة الشهید من عدوان على النحو التالی: مع بدایة عام 2003 سطت قوات الاحتلال الإسرائیلی على أموال الجمعیة وصادرتها، کذلک تعرضت الجمعیة لعدوانٍ مباشر فی تواریخ مختلفة، ففی العام 2004م تعرض مقر المؤسسة لقصف طائرات الأباتشی الصهیونی ما أدى إلى تدمیر مقرها بکل محتویاته وأجهزته وأرشیفه، لکننا بالرغم من العدوان استمرت المؤسسة فی تقدیم خدماتها ورسالتها التی قامت من أجلها. وتکررت الاعتداءات الاسرائیلیة على المؤسسة لتکون خاتمتها مع نهایات عدوان 2008م والتی تدمرت على إثره  کل محتویات المؤسسة من أجهزة ومقتنیات وأرشیف للمعلومات”.
آلیة سیر العمل ونشاطات المؤسسة
یشیر الأعرج بأنّ:”عمل مؤسسة شهید فلسطین یصب فی المجال الإغاثی ویستهدف الفئات التی تضررت بفعل سیاسات الاحتلال وممارساته الوحشیة وخاصةً عوائل الشهداء وأصحاب البیوت المدمرة والفئات المهمشة والمستضعفة، ویتابع قائلاً:”أصبح الشارع الفلسطینی یطلق على مؤسستنا إسم المؤسسة الإیرانیة والسبب فی ذلک یعود إلى تأکیدنا مع کل خدمةٍ نقدمها لأی مواطن فلسطینی أن مصدر الدعم والتمویل هو الجمهوریة الإسلامیة فی إیران”.
برنامج رعایة عوائل الشهداء 
الشهداء هم ملح الأرض وشرف وجودها، دماءهم تلون السماء والأفق وعیونهم تتلألأ نجوماً فی لیالی الشتاء لتغمر کل أحبائهم والفقراء بالدفء والأمل، تتلعثم الکلمات  کعادتها وتقف عاجزة والأقلام تجف ولو کان عددها عیدان الأشجار والبحار لها مداد لما حصت دموع أطفالهم وحسرات أمهاتهم وأراملهم.
من هنا أخذت المؤسسة وفقاً للأعرج على عاتقها منذ لحظة التأسیس الوقوف إلى جوار عوائل الشهداء وإسنادهم وتقدیم الدعم المعنوی والمادی لهم، حتى أصبحت المؤسسة قبلةً لعوائل الشهداء وکهفاً یلوذون إلیه وقت شدائدهم والکل یشید بأدائها الذی یقوم على أساس من المساواة والعدالة بین الجمیع”، ویضیف قائلاً: المؤسسة على مسافة واحدة من جمیع عوائل الشهداء لا تفرق فی تقدیم الخدمة بینهم سواء على أسس سیاسیة أو حزبیة فی الوقت التی تعج به الساحة الفلسطینیة بالصراعات الحزبیة على کل صغیرة وکبیرة. هذا ویبلغ عدد الشهداء عدد شهداء الضفة الغربیة 2966، وعدد شهداء قطاع غزة 7500. تقدم المؤسسة لهذه العوائل الخدمات من أجل تعزیز صمودهم ومساندتهم فی جمیع مجالات حیاتهم. ویکمل الأعرج حدیثه:” استطاعت المؤسسة أن تقدم العون والمساندة للمئات من أیتام الشهداء عبر برنامج کفالة أیتام الشهداء الذین بلغ عددهم حتى کتابة هذا التقریر 588 طفلا”.
مشروع مساعدة أصحاب البیوت المهدمة 
یقول الأعرج بأنه :” لا یخفى على أحد سیاسات الإحتلال التی تُمارس على مدار الساعة ضد کل ما هو فلسطینی على هذه الأرض المبارکة والمقدسة، ولا یقتصر الصراع على الحجر والشجر والإنسان بل على أبسط مقومات الحیاة وتکاد تکون المعرکة على کل شبرٍ من أرض فلسطین، فالاحتلال یستهدف تدمیر بیوت کل من یشارک بالعمل المقاوم ضد الاحتلال بغرض تخویف عائلات المقاومین والمجتمع المقاوم من الاستمرار بالمقاومة، لذلک تقوم مؤسستنا بتقدیم الدعم المالی لأصحاب هذه البیوت المدمرة على أیدی القوات الصهیونیة، والتی فقد بلغ عددها 300 منزل، وتهدف هذه المساعدة المالیة تمکین أصحاب هذه المنازل من إعادة إعمارها وتعزیز الصمود الفلسطینی”.
 إحیاء یوم القدس
فیما یتعلق ب إحیاء یوم القدس یقول الأعرج: “تحیّ مؤسسة شهید فلسطین یوم القدس العالمی کل عام، هذا الیوم الذی تقف فیه الأمة الإسلامیة فی کل أصقاع الأرض أمام قضیتها المرکزیة فلسطین ودرة تاجها القدس والمسجد الأقصى المبارک، وقد أحیت المؤسسة فی عام 2022م هذا الیوم عبر طباعة ونشر شعار یوم القدس والذی جاء تحت عنوان (القدس هی المحور)، ونحن أول من نشر هذا الشعار فی الساحة الفلسطینیة”، ویضیف :”نسقنا مع قوى المقاومة لإنجاح مهرجان یوم القدس العالمی، وقمنا سویاً بتوزیع المکرمة على عوائل شهداء معرکة سیف القدس بعد الانتهاء من مراسیم المهرجان مباشرةً، وتجدر الإشارة فی الأعوام السابقة أننا کنا نقیم فعالیة یوم القدس العالمی بمفردنا ولکننا فی تلک السنة شارکنا بوفدٍ کبیر فی مهرجان قوى المقاومة “.
السلة الغذائیة
یشیر الأعرج بأنّ:”الفقر والفقر المدقع یُعتبر سمة فی تشخیص الواقع الفلسطینی وعملنا فی السنوات الماضیة وخاصةً فی شهر رمضان المبارک على توزیع السلة الغذائیة التی تقدم للأسر الفقیرة والمتعففة وتبلغ قیمة کل سلة ما یزید عن خمسین دولاراً أمریکیاً، وذلک عبر علاقات وصداقات المؤسسة فی الداخل والخارج وما نتطلع إلیه ونعمل من أجله هو زیادة الدعم واستمراره”.
مشروع ملابس العید للأطفال
یوضح الأعرج بأنّ :”العید فی کل أرجاء الأرض وعند جمیع الشعوب ومختلف الدیانات لا تکتمل الفرحة به إلا بفرحة الأطفال وفرحة کل طفل تتوج بملابس العید وبما أن لکل شعبٍ ثقافته المحلیة فقد شاعت مقولة فی أوساط  شعبنا تقول”العید لیس لمن لبس الجدید ولکن لمن مات شهید”وهی مقولة فیها الکثیر من التحدی ومواجهة الواقع”. لذلک عملت الجمعیة لتأمین ملابس العید للأطفال وتسعى لاستمراریة الدعم لهذا المشروع”. ویضیف:” کذلک نفذت الجمعیة مشروع توزیع أضحیة العید للعوائل المتعففة فی ظل الارتفاع الکبیر للأسعار، وخاصةً فی المناسبات الدینیة، کذلک نفذت الجمعیة عدداً من المشاریع لمساعدة أبناء قطاع غزة نذکر منها إقامة عرس جماعی لأبناء الشهداء وتقدیم کل ما یلزم لهم. وکذلک مشروع مساعدات یومیة عاجلة للأسر الفقیرة وتتمثل هذه المساعدة المساهمة فی ثمن علاج _ إطعام مسکین وفقیر _ تعبئة أسطوانة غاز منزلی للطهی _ الخبز_ أجرة مواصلات للفقراء وغیرها” …
ویؤکد الأعرج :”أنّ عمل المؤسسة مستمر ونسعى لتنفیذ مشروعات جدیدة أهمها: مشروع الإقراض الحسن لعوائل الشهداء والأسر الفقیرة عبر دعم مشروعات صغیرة أو قروض زواج على أن یتم إرجاع المبلغ للجمعیة على دفعاتٍ میسرة، ما یساهم بالتخفیف عن کاهل هذه الفئات، التی تثقلها الفوائد فی المصارف التی کانت تلجأ إلیها سابقاً، لذا سیساهم هذا المشروع بالحد من الفقر، وتقدر قیمة تنفیذ المشروع بخمسین ألف دولار أمریکی”. ویتابع بأن الجمعیة :” تسعى لتنفیذ جمعیة تعاونیة استهلاکیة للمواد التموینیة تستفید منها عوائل الشهداء وأعضاء الجمعیة وأصدقاؤهم وتهدف لتوفیر الاحتیاجات الأساسیة بأسعار أقل من السوق ودعم المنتج الوطنی وتحقیق ربح بسیط یدعم بعض مشروعات الجمعیة ویحقق العدید من فرص العمل ویبلغ رأس مال المشروع ما یقارب من خمسین ألف دولار أمریکی”.
علاقة المؤسسة بالإعلام والقوى السیاسیة المختلفة
یتحدث الأعرج عن علاقات المؤسسة بوسائل الإعلام المختلفة فیقول بأنّها:”ترتبط  بعلاقات جیدة مع وسائل الإعلام سواء المحلیة منها أو الخارجیة”، کذلک تجمعها علاقات ممیزة وجیدة مع العدید من القوى السیاسیة المختلفة ومع منظمات المجتمع المدنی وذلک کله یصب فی خدمة ومصلحة أبناء الشعب الفلسطینی المقاوم”.
المصدر: خاص الوفاق

الاخبار ذات الصلة