كبری أميري
تركت هذه الفاجعة أثراً عميقاً في وجدان الشعب الإيراني، وأصبحت محطة تاريخية في مسيرة المواجهة مع العدو الصهيوني.
* القادة العسكريين الذين استشهدوا في الهجوم الصهيوني
الفريق الشهيد محمد باقري
إنطلق من قلب طهران الثائرة، من عائلة ملتزمة. شاب ارتبط اسمه بالدم والشجاعة. إنّه “محمد باقري” الذي سار بخطى ثابتة في طريق الجهاد العسكري والعلمي. منذ الأيام الأولى للدفاع المقدس (حرب الثماني سنوات المفروضة من قبل النظام الصدامي على إيران 1980 – 1988)، كان له حضور فعّال في جبهات دفاع الحق عن الباطل حتى وصل إلى رئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبقي حتى آخر لحظات حياته الحافلة حارسًا لوحدة التراب الوطني وعزّة البلاد.
وُلد الفريق باقري عام 1960 بطهران في عائلة ذات توجهات دينية وسياسية. وهو الأخ الأصغر للشهيد “غلام حسين أفشردي” المعروف بـ”حسن باقري” الاستراتيجي العسكري البارز خلال فترة الدفاع المقدس ومؤسس هيكلية الاستخبارات في حرس الثورة الإسلامية.
وقد شرح سبب تغيير اسم عائلته من “إفشردي” إلى “باقري” قائلاً: “في الشهر الأول من الحرب، ذهبت إلى أهواز وانضممت إلى جبهة خوزستان. أخي أخبرني أنه غيّر اسمه إلى “حسن باقري” لعدم التعرف عليه في الجبهة. في البداية، كنت أعمل باسمي الحقيقي؛ لكن بسبب التشابه الكبير بيننا، سرعان ما اكتشف الجميع علاقتنا العائلية. نتيجة لذلك، غيّرت اسم عائلتي إلى “باقري”، وهذا الاسم بقي معنا تكريمًا لأخي حتى اليوم.”
كانت تجربة فقدان أخيه خلال الحرب المفروضة نقطة تحول في توجهاته الفكرية والمهنية، مما دفعه إلى تعميق نشاطه في المجالات العسكرية والاستخباراتية والدفاعية، حيث تميزت مسيرته بمزج العلم النظري بالتجربة الميدانية.
مع نهاية المرحلة الثانوية واندلاع الثورة الإسلامية، بدأ “محمد باقري” مرحلة جديدة من حياته. بعد انتصار الثورة، التحق بجامعة بوليتكنيك طهران (جامعة أميركبير الصناعية حاليًا) لدراسة الهندسة الميكانيكية؛ لكن مع بداية الثورة الثقافية وإغلاق الجامعات عام 1980، تغير مسار حياته. ففي صيف ذلك العام، انضم إلى حرس الثورة الإسلامية.
أكمل باقري دراساته لاحقًا في جامعة “تربيت مدرس” حتى حصل على الدكتوراه في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا. كما عُرف كعضو في الهيئة العلمية لجامعة الدفاع الوطني، حيث قام بالتدريس فيها وفي جامعة “تربيت مدرس” إلى جانب مسؤولياته الاستراتيجية.
تولى الشهيد باقري مسؤوليات رئيسية في مستويات مختلفة. كما أصبح لاحقًا عضوًا في الهيئة العلمية لجامعة الدفاع الوطني بعد دخوله مجال التعليم العسكري. بعد الحرب، كان أحد الأسماء المؤثرة في إعادة بناء الهياكل الدفاعية للبلاد، حيث صمم هياكل دفاعية جديدة ووضع العقيدة الأمنية الإيرانية في مرحلة ما بعد الحرب.
في 8 يوليو 2016، عُين رئيسًا للأركان العامة للقوات المسلحة بأمر من قائد الثورة الاسلامية. ركّز، في هذا المنصب، على تعزيز التكامل الاستخباراتي، وتطوير القوة الصاروخية، والحرب السيبرانية، والعمليات عبر الحدود، وتعزيز العمق الاستراتيجي للبلاد، وهي مسيرة استمرت حتى نهاية حياته.
في فجر 12 يونيو 2025 نال شرف الشهادة بعد هجوم غادر للكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية.
قضى حياته الحافلة في سبيل استقلال وأمن وعزة الشعب الإيراني، واستشهد وهو في الـ65 من عمره، مرتديًا عباءة القيادة كدرع له، في خندق الدفاع عن الوطن.
الفريق الشهيد حسین سلامي
الفريق الشهید حسین سلامي، القائد العام لحرس الثورة الإسلامیة، وُلِد عام 1960في مدينة كلبايكان التابعة لمحافظة أصفهان، وكان من كبار القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. شغل منصب القائد العام لحرس الثورة الإسلامیة منذ عام 2019.
بعد انتصار الثورة، درس الهندسة الميكانيكية في جامعة العلم والصناعة، وانضم إلى الحرس الثورة الاسلامية مع بداية الحرب المفروضة، حيث كان من القادة النشطين في الجبهات الجنوبية والغربية. بعد الحرب، شارك في دورات عسكرية متقدمة وحصل على الماجستير في الإدارة الدفاعية من الجامعة الحرة.
من أبرز مناصبه:
– قائد كلية دافوس (كلية الدفاع الوطني).
– نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس للعمليات.
– قائد القوة الجوية للحرس الثوري.
– نائب القائد العام للحرس الثوري.
– وأخيرًا، القائد العام للحرس الثوري.
كان من المنظّرين الرئيسيين للعقيدة الدفاعية الإيرانية وتطوير القدرات الصاروخية، وأكّد مرارًا على أن “تدمير الكيان الصهيوني” يمثل هدفًا استراتيجيًا. يُعتقد أن استشهاده جاء ردًا على دوره المحوري في قيادة سياسات الردع الإيرانية.
اللواء الشهيد أميرعلي حاجي زاده
اللواء الشهيد أميرعلي حاجي زاده، مؤسس القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية، وُلِد في 9 فبراير 1962 في طهران، وانضم إلى الحرس الثوري عام 1980، وأصبح أحد أبرز الشخصيات العسكرية خلال الحرب المفروضة وما بعدها.
شارك في عمليات عسكرية مهمة مثل “كربلاء 4 و5″ و”الفتح 8″ و”الفتح المقدمة”. بعد تأسيس القوة الجوفضائية للحرس عام 2009، عُيّن أول قائد لها وبقي في المنصب حتى استشهاده في 12 يونيو 2025.
عُرف اللواء حاجي زاده كمهندس رئيسي لأنظمة الصواريخ الإيرانية. في يوليو 2019، أعلن عن إسقاط طائرة أمريكية مسيرة اخترقت المجال الجوي الإيراني، مؤكدًا على الدفاع الحازم عن سيادة البلاد. كما شدد على الاكتفاء الدفاعي الذاتي، معتبرًا أن أمن إيران يعتمد على القدرات المحلية.
استُشهد اللواء حاجي زاده في 12 يونيو 2025 خلال هجوم صهيوني على الأراضي الإيرانية، بعد أن قاد لعقود مسيرة تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية لتصبح في مصاف الأقوى إقليميًا.
الفريق الشهيد غلام علي رشيد
الفريق الشهید غلام علي رشيد، قائد معسكر خاتم الأنبياء(ص) المركزي، وُلد عام 1953 في مدينة دزفول. كان من المناضلين قبل الثورة الإسلامية وعضواً في مجموعة “المنصورون”. قبيل الثورة، اعتقلته السافاك مرّتين وسُجن، وبعد انتصار الثورة، انضم إلى الحرس الثوري وأدى دوراً بارزاً في عمليات الدفاع المقدس.
خلال عملية “خيبر” عام 1983، لعب دوراً محورياً في تأسيس معسكر خاتم الأنبياء(ص)، وتولى قيادته لاحقاً. شغل منصب قائد هذا المعسكر -أعلى وحدة عملياتية في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية- منذ عام 2016 حتى استشهاده.
تقلّد خلال مسيرته العسكرية مناصب رفيعة، منها:
– نائب عمليات الأركان المشتركة للحرس الثوري
– نائب الاستخبارات والعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة
– نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة
أكمل دراسته في الجغرافيا السياسية حتى حصل على الدكتوراه من جامعة “تربيت مدرس”، ودرّس في جامعتي “الدفاع الوطني” و”الإمام الحسين (ع)”.
استُشهد 12 يونيو 2025 خلال هجوم الكيان الصهيوني على طهران، حيث كان هذا القائد الاستراتيجي والمفكّر الميداني صاحب الدور الفريد في تنسيق عمليات الجيش والحرس الثوري.
انضمام قادة آخرين إلى قافلة الشهداء
في أعقاب العدوان الصهيوني الإرهابي، ارتقى إلى الشهادة أيضاً:
– اللواء غلام رضا محرابي (نائب الاستخبارات في هيئة الأركان العامة)
– اللواء مهدي رباني (نائب العمليات في هيئة الأركان العامة)
– اللواء داوود شيخيان (قائد الدفاع الجوي في القوة الجوفضائية للحرس الثوري)
هؤلاء الشهداء كانوا من رموز الدفاع المقدس خلال الثماني سنوات من الحرب المفروضة، وإرثهم العسكري سيظلّ نبراساً للأجيال القادمة.
5 شهداء من جامعة الشهيد بهشتي أغلقوا ملف ترقياتهم بالشهادة
في 12 يونيو 2025، فقدت جامعة الشهيد بهشتي خمسة من أعز أبنائها، وحزنت على خمسة من أساتذتها البارزين وعلمائها النوويين.
الشهيد محمد مهدي طهرانجي
وُلد في 5 يوليو 1965 في طهران، وكان أستاذًا متفرغًا في كلية الفيزياء بجامعة الشهيد بهشتي، ورئيسًا لجامعة آزاد الإسلامية، من أبرز مناصبه:
– رئيس الجامعة آزاد الإسلامية (منذ 2019 حتى استشهاده)
– عضو هيئة أمناء جامعة آزاد الإسلامية
– نائب رئيس المجمع العلمي للعتبة الرضوية (2016–2018)
– مستشار رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام في مجال البحوث العلمية والتكنولوجية
– رئيس جامعة الشهيد بهشتي (2012–2016)
– نائب رئيس البحوث العلمية والتكنولوجية في مركز الأبحاث الاستراتيجية (2016)
– رئيس مركز النشر الجامعي (2008–2012)
– اختير أستاذًا متميزًا على مستوى إيران عام 2012
الشهيد فريدون عباسي
وُلد في 8 سبتمبر 1958، وكان أستاذًا متفرغًا في كلية الهندسة النووية بجامعة الشهيد بهشتي، وحاصلًا على الدكتوراه في الفيزياء النووية من نفس الجامعة.
من أبرز محطاته:
– رئيس قسم الفيزياء بجامعة الإمام الحسين(ع)
– عضو اللجنة المركزية للجمعية النووية الإيرانية
– نجا من محاولة اغتيال عام 2010
– شغل منصب نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية (2010–2013)
– نائب عن مدينة كازرون وكوهجنار في مجلس الشورى الإسلامي (الدورة الحادية عشرة)
– رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي
الشهيد أمير حسين فقهي
وُلد في 11 سبتمبر 1978، وكان أستاذًا متفرغًا في كلية الهندسة النووية، ورئيسًا لمعهد العلوم والتكنولوجيا النووية بجامعة الشهيد بهشتي.
حاصل على الدكتوراه في الهندسة النووية (تخصص الطاقة)، وشغل مناصب أخرى مثل:
– رئيس مجموعة تطبيقات الإشعاع
– نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية
– رئيس معهد العلوم والتكنولوجيا النووية
حصل على عدة جوائز علمية، منها:
– الباحث المتميز لجامعة شهيد بهشتي (2015)
– الأستاذ المميز للجامعة (2011)
– المرتبة الثانية في الأبحاث التطبيقية بجائزة خوارزمي الدولية (2009)
الشهيد عبدالحميد مينوتشهر
وُلد في 6 يونيو 1962، وحصل على الدكتوراه في الهندسة النووية من جامعة “ميفي” الروسية. تخصص في:
– فيزياء المفاعلات النووية
– المحاكاة النووية
– تصميم الوقود النووي المتقدم
– قام بأبحاث مكثفة حول تحسين كفاءة وأمان المحطات النووية، ونشر العديد من الأوراق العلمية في مجلات محلية ودولية
– شغل منصب عميد كلية الهندسة النووية بجامعة الشهيد بهشتي منذ عام 2022
الشهيد أحمدرضا ذوالفقاري
وُلد في 26 نوفمبر 1959، وكان أستاذًا متفرغًا في كلية الهندسة النووية بجامعة الشهيد بهشتي، وحاصلًا على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية النووية من “إمبريال كوليدج” في بريطانيا.
انضم إلى جامعة الشهيد بهشتي في 23 سبتمبر 1999، وعمل في المجالات الفنية المتعلقة بالطاقة النووية.
شغل منصب:
– نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية
– عميد كلية الهندسة النووية سابقًا