باعتباره خرقاًٍ قانونياً وتهديداً للاستقرار العالمي

إدانات دولية واسعة للعدوان الصهيوني على إيران

 شهدت الساحة الدولية حالة من الترقب عقب الهجوم العسكري الصهيوني على إيران فجر يوم الجمعة، والذي استهدف منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية، بالإضافة إلى عمليات اغتيال طالت شخصيات عسكرية وعلماء في المجال النووي ورد الفعل الإيراني على الاعتداء الصهيوني، بإعلان عملية «الوعد الصادق 3»، أطلقت  فيه إيران موجات صاروخية متتالية، استهدفت المراكز الصناعية العسكرية للكيان، وأسفرت عن حالة من الدمار الواسع في مدينة «تل أبيب»، وبعض المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة.

 

 

ومع تصاعد المخاوف الدولية من احتمال انجرار المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق، أدانت العديد من دول العالم العدوان الصهيوني على إيران وقالت انه خرق للقانون الدولي وتهديد للدبلوماسية ، وأجمعت المواقف على اعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادة طهران وتهديداً مباشراً لأمن المنطقة برمتها، في حين دعت مواقف بعض الدول الأوروبية إلى ضبط النفس وعدم التصعيد، في المقابل كان  موقف الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تدور في فلكها  داعماً للعدوان بل ومشاركاً  فيه بشكلٍ غير مباشر .

 

 

أبرز ردود الفعل الإقليمية والعالمية:

 

 

المواقف الآسيوية  

 

 

الصين: أدانت الصين انتهاك سيادة إيران، معربةً عن رفضها لتفاقم التوترات والصراعات في المنطقة. كما دعت إلى خفض التصعيد وأكدت استعدادها للعب دور بناء في تهدئة الأوضاع.

 

 

إندونيسيا: استنكرت بشدة الهجوم الصهيوني، محذرةً من عواقب قد تؤدي إلى توسع رقعة النزاع في المنطقة.

 

 

اليابان: أدانت الهجوم، مشيرةً إلى أنه سيؤدي إلى تدهور الوضع الإقليمي، وأكدت رفضها لاستخدام الوسائل العسكرية لحل النزاعات فقد قال وزير الخارجية الياباني «تاكيشي إيوايا» إنه «في خضم الجهود الدبلوماسية الجارية، بما يشمل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، ان استخدام القوة العسكرية أمر مؤسف للغاية».

 

 

باكستان: من جهتها، أكدت باكستان أنّ العدوان الصهيوني على إيران غير مبرر وغير مشروع، موضحةً أنّ الضربات تنتهك سيادة إيران ووحدة أراضيها، وتتعارض بوضوح مع ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.وشدّدت على حق إيران في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، معربةً عن تضامنها مع الشعب الإيراني.

 

 

المواقف العربية

 

 

سلطنة عمان: وصفت سلطنة عمان الهجوم الصهيوني بأنه تصعيد خطير ومتهور وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، مشددةً على أنه سلوك عدواني يقوض الاستقرار الإقليمي.

 

 

السعودية: أدانت بشدة الهجوم العسكري الصهيوني ضد إيران، معتبرةً أنه انتهاك لسيادتها ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية. وشددت على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف التصعيد فوراً. كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن تواصل وزيرها مع نظرائه في إيران ومصر والأردن لبحث تداعيات التطورات الأخيرة.

 

 

قطر: شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أنه بينما تعمل دول العالم لإيجاد حلول دبلوماسية للملف النووي الايراني، تدمر تصرفات العدو الصهيوني فرص السلام. وأضاف: لا بد للمجتمع الدولي من إيقاف هذه التجاوزات الخطيرة قبل فوات الأوان.

 

 

الإمارات: أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات الاستهداف العسكري الصهيوني الذي تعرضت له إيران .وعبرت في بيان عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

 

العراق: أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن توقيت الاعتداء على إيران يكشف عن نية متعمدة للتصعيد وجر المنطقة إلى مواجهة أوسع بدلاً من منعها.وجدد السوداني الرفض القاطع لاستخدام أراضي العراق أو مجاله الجوي في تنفيذ أو تسهيل أي أعمال عدوانية ضد أي دولة مجاورة.

 

 

اليمن: اعتبر العدوان الصهيوني محاولة لوقف إسناد إيران للشعب الفلسطيني، محملاً تل أبيب وشركاءها المسؤولية عن تداعياته الخطيرة.

 

 

لبنان: الرئيس اللبناني، جوزف عون، أكد بدوره أنّ الاعتداءات الصهيونية على إيران استهدفت كل الجهود والمبادرات للمحافظة على الاستقرار في المنطقة، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً لمنع «إسرائيل» من تحقيق أهدافها.

 

 

مصر: اعتبرت مصر العدوان الصهيوني على إيران «تصعيداً إقليمياً سافراً بالغ الخطورة». وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان بأنها تتابع «بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة»، معتبرةً العدوان الصهيوني على إيران «انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي».

 

 

ردود الفعل الأوروبية والغربية

 

 

تركيا: ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم الصهيوني على ايران، وطالب «الأسرة الدولية أن تضع حداً لسلوك قطاع الطرق «الإسرائيلي» الذي يستهدف الاستقرار العالمي والإقليمي».بدورها، حذرت وزارة الخارجية التركية من أن الهجمات ستؤدي إلى تصعيد خطير، مؤكدةً أن كيان العدو يرفض الحلول الدبلوماسية.

 

 

روسيا: نددت روسيا بالضربات الصهيونية على إيران ووصفتها بأنها «غير مقبولة» و«غير مبررة».وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن «الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقاً».ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن «روسيا قلقة وتدين التصعيد الحاد للتوتر».

 

 

فرنسا: كتب ماكرون في منشور على منصة إكس يقول إنه تحدث مع عدد من قادة العالم، من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب.ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

 

 

بلجيكا: عبّر وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفوت على منصة إكس عن قلقه من أن يؤدي العدوان الصهيوني على إيران إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة .وأضاف بريفوت أن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد بأي ثمن.

 

 

ألمانيا: دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس الجانبين إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.

 

 

بريطانيا: اعتبر رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» إن التصعيد لا يخدم أحداً في المنطقة، وإنه يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية ، وأضاف نتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد.

 

 

ردود الفعل في أمريكا اللاتينية

 

 

فنزويلا: أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم السبت، عن رفض بلاده القاطع واستنكارها للعدوان الصهيوني على إيران، مؤكداً أنه «هجوم إجرامي على شعب إيران ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويهدد الشرق الأوسط بتصعيدٍ خطير قد لا تُعرف عواقبه».

 

 

كوبا: من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الكوبية بياناً شديد اللهجة تحت عنوان: «نحمل الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» مسؤولية العواقب التي ستترتب على حرب غير مبررة ضد إيران». وأكدت كوبا تضامنها الكامل مع إيران شعباً وحكومة، محذرةً من تصعيد إضافي قد يؤدي إلى انفجار أوسع في المنطقة.

 

 

الاتحاد الأوروبي: حثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس والامتناع عن الرد بالمثل، مؤكدةً في منشور عبر منصة «إكس» أن الوضع في الشرق الأوسط بات مقلقاً للغاية. وأوضحت أن الحل الدبلوماسي أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لضمان استقرار المنطقة والحفاظ على الأمن العالمي. من جانبها، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، التطورات الأخيرة بأنها بالغة الخطورة، مشددةً على ضرورة منع تصعيد التوتر.

 

 

حلف شمال الأطلسي (الناتو): دعا الأمين العام للناتو، مارك روته، إلى العمل الفوري على تهدئة الأوضاع، مؤكداً أن الهجوم الصهيوني جاء بشكلٍ أحادي مما يستوجب تحركاً سريعاً من جانب الحلفاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لمنع تفاقم الأزمة.

 

 

آية الله السيستاني: أكد المرجع الأعلى في العراق آية الله العظمى السيد «علي السيستاني»، أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال باستشهاد مجموعة من العلماء والقادة العسكريين والمدنيين الإيرانيين، بينهم نساء وأطفال، ومهاجمة عدد من المؤسسات والمراكز العلمية في البلاد، برهنت مجددا على خطورة هذا الكيان وعدوانيته.

 

 

وجاء في بيان لمكتب آية الله السيستاني: وإذ ندعو للشهداء الأبرار بالرحمة والرفعة، ونتقدم بالتعازي لأسرهم الكريمة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين والمصابات،  إننا ندين بشدة هذا العمل الإجرامي، ونتوقع من المجتمع الدولي الضغط على هذا النظام المعتدي وداعميه لمنع استمرار مثل هذه الاعتداءات.

 

 

الشيخ نعيم قاسم: أعرب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن إدانته واستنكاره الشديدين للعدوان الإسرائيلي الخطير والمجرم المدعوم من الإدارة الأميركية ضد ‏الجمهورية الإسلامية الإيرانية.‏
وفي السياق، أكد الشيخ قاسم أنه «لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان الإسرائيلي سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزة ‏الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة»، مضيفاً أن «هذا العدوان سيترك آثاره ‏الكبيرة على استقرار المنطقة فهو لن يمر دون رد وعقاب فالجمهورية الإسلامية الإيرانية شُعلة الأحرار والكرامة ‏والعزة وستبقى في الموقع المتقدم للنموذج الإستثنائي الأصيل والحر والداعم للشرفاء والمستضعفين في منطقتنا ‏والعالم».‏

 

 

قوى المقاومة:علق حزب الله اللبناني على الهجوم الصهيوني الواسع الذي استهدف مواقع داخل الجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكدا أن هذا الاعتداء يعد تصعيدا خطيرا في سياق ما وصفه بتفلت الاحتلال من كل الضوابط والقواعد، تحت غطاء أمريكي كامل.

 

 

ودان حزب الله اللبناني في بيان له، بشدة العدوان الصهيوني على إيران، معتبرا أنه يهدد الأمن الإقليمي والدولي، ويأتي كمحاولة من تل أبيب للهروب من أزماتها الداخلية عبر افتعال مغامرات عسكرية قد تشعل المنطقة بأكملها.

 

 

وأعلن تضامنه الكامل مع القيادة الإيرانية والشعب الإيراني، مؤكدا أن مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، بل ستزيدها صلابة في مواجهة الأخطار.بدورها أدانت حركة أنصار الله اليمنية العدوان الصهيوني الذي استهدف الأراضي الإيرانية، مؤكدةً حق إيران الكامل والمشروع في الردّ بكلّ الوسائل الممكنة، فيما اعتبرت المقاومة الفلسطينية أن العدوان يؤكد أن المشروع الصهيوني خطر وجودي يُدخل المنطقة، بأسرها، في مرحلة جديدة.

 

 

وأيّدت الحركة حق إيران الكامل والمشروع في الدفاع عن نفسها، وفي تطوير برنامجها النووي، مضيفة أنها الدولة الوحيدة التي تتبنى القضية الفلسطينية ولم تتراجع عنها رغم كل ما لاقته وتلاقيه من التحديات والتهديدات.ودعت أنصار الله الأمة أن تتحمّل مسؤوليتها تجاه هذا التحدي الكبير، والخروج من حالة الصمت والفرجة، مؤكدةً أنّ العدو الإسرائيلي يهدد الجميع ولا يستثني أحداً.

 

 

من جهتها، رأت حركة حماس أنّ العدوان الإسرائيلي يعكس إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على جرّ الإقليم إلى مواجهات مفتوحة خدمة لأوهامها التلمودية، ومساعيها للهيمنة على شعوب الأمة.

 

 

واعتبرت أنّ إيران تدفع اليوم ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها، وثمن تمسّكها بقرارها الوطني المستقل.

 

 

بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ العدوان على إيران يُدخل المنطقة بأسرها في مرحلة جديدة من مواجهة مفتوحة لطالما سعت إليها حكومة العدو بقيادة مجرم الحرب، بنيامين نتنياهو.

 

 

وعبّرت الحركة، في بيان، عن تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني وحكومته وقيادته، وثقتها بأن إيران، شعباً وقيادة، قادرة على الردّ على هذا العدوان.

 

 

كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على إيران، وأكدت أن هذا الهجوم الذي استهدف منشآت عسكرية ومدنية وقادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم يكن ممكنا لولا الضوء الأخضر والدعم الكامل من الحكومة الأميركية.

 

 

مفتي عمان:أدان مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي بشدة، العدوان الصهيوني على إيران، وأضاف «واثقون بأن الله تعالى سينتصر منهم، وسيحقق على يدي القوات المسلحة الإيرانية ما تتطلع إليه نفوس المؤمنين وتقر به أعينهم». وأردف «نوصي المسلمين جميعا بأن يتفقوا، وأن يتعاضدوا على نصرة إخوانهم: «المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يسلمه ولا يخذله».

 

 

 

المصدر: الوفاق