محسن رضائي: لم نكشف حتى الآن عن كامل قدراتنا

وشرح محسن رضائي في مقابلةٍ مع التلفزيون الايراني مساء الاحد الظروفَ الأخيرة وطبيعةَ العدوان الغاشمِ للكيان الصهيونيِّ على ايران ومصيرَ هذه المعركة.

قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي تعليقا على نهج الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحالي في الرد على العدوان الصهيوني: “نتصرف حاليًا بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة”.

 

وشرح محسن رضائي في مقابلةٍ مع التلفزيون الايراني مساء الاحد الظروفَ الأخيرة وطبيعةَ العدوان الغاشمِ للكيان الصهيونيِّ على ايران ومصيرَ هذه المعركة.

 

وأكد أن هذه الحربَ خطيرةٌ وأن أمامنا حربًا صعبةً قد تستمرُّ لأسابيع، مؤكدًا: إنَّ انتهاءَ هذه الحربِ وانتصارَنا على إسرائيل سيُغيِّرانِ الجغرافيا السياسيةَ للمنطقة.

 

وتوقع رضائي أنه بانتصارِ إيران على الكيانِ الصهيوني، سيتشكلُ جيشٌ إسلاميٌّ يتألفُ من أربعِ دولٍ، هي إيران والسعودية ومصر وتركيا، وستقعُ الأراضيُ المحتلةُ في أيدي الفلسطينيين دونَ حرب.

وأضاف رضائي: إنَّ نتيجةَ هذا التغييرِ هي أن يصبحَ العالمُ المستقبليُّ عالمًا متعددَ الأقطاب؛ الصين وروسيا وأوروبا وأمريكا وقطبًا إسلاميًا بحضورِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ ودولٍ إسلاميةٍ أخرى.

 

وأكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام: “كما أن حرب الدفاع المقدس التي استمرت 8 سنوات أوصلت إيران إلى مثل هذه القدرات في المجالات الدفاعية والنووية والعلمية، فإن نهاية هذه الحرب ستجلب لنا الكثير من الانتصارات والانفراجات ، لدرجة أن حتى أميركا ستتوسل للاستثمار في البلاد”.

وقال رضائي، قائد الحرس الثوري خلال فترة الدفاع المقدس (1980-1988)، في الاشارة إلى المسار التاريخي للمواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني: “منذ بداية الثورة، خضنا صراعًا سياسيًا مع كيان الاحتلال الصهيوني. لم نر قط فائدة في خوض حرب عسكرية بمفردنا، إلا إذا تكاتفت جميع الدول الإسلامية للقضاء على هذه الجرثومة المفسدة؛ لذلك اخترنا استراتيجية دعم الشعب الفلسطيني. في حادثة لبنان، أرسلنا لواءً فقط للدفاع عن ذلك البلد. وعندما طلبت منا الحكومة السورية المساعدة لمواجهة داعش، فعلنا الشيء نفسه؛ بينما كنا على بُعد خمسين إلى ستين كيلومترًا من حيفا، وكان بإمكاننا تدميرها وتل أبيب بالكامل، لكننا كنا نعتقد أن إيران لا ينبغي أن تدخل الحرب بمفردها”.

وفي إشارة إلى التغيير في نهج الكيان الصهيوني، أضاف: “شنّت إسرائيل حربًا علينا؛ أولًا بمهاجمة القنصلية الإيرانية (في دمشق) واستشهاد أخينا العزيز، الشهيد زاهدي، ثم استشهاد الاخ هنية في طهران وسلسلة هجمات أخرى. أجّلنا عملية “الوعد الصادق 3″ وأبدينا ضبط النفس، لكن خلال العام الماضي، بدأت الكيان صراعًا شاملًا، ونحن الآن في ساحة معركة شاملة”.

وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، أوضح قائلًا: “ساندت الحكومة الأمريكية نتنياهو بإصدارها الإذن بالهجوم. وقد منح ترامب هذا الإذن علنًا. في الجولة السادسة من المفاوضات – عندما كنا مستعدين لعرض خطتنا – ظنّوا أننا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجعوا إسرائيل على الهجوم. برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة. سواء تفاوضنا أم لا، كانوا مصممين على الهجوم”.

واكد إن قرار قائد الثورة الحكيم بقبول المفاوضات غير المباشرة كشف عن هوية الولايات المتحدة وإسرائيل واضاف: “لو لم نتفاوض، لاستخدموا أيديهم الخفية ذريعةً؛ زعموا في الداخل أنهم يريدون تنظيم الاقتصاد الإيراني باستثماراتٍ تبلغ تريليون دولار، واننا لم نسمح بذلك؛ وفي الخارج، زعموا أن إيران تسعى لامتلاك قنبلة ذرية. والآن بات واضحًا لشعبنا أن هدفهم لم يكن فقط إيقاف التخصيب وبرنامج الصواريخ، بل أيضًا السعي وراء أهدافٍ أكبر؛ أرادوا إدخال إيران في فلكهم وفلك إسرائيل للهيمنة على غرب آسيا”.

وأضاف رضائي: “تواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه المؤامرة ببصيرةٍ وقوة؛ الحرب مستمرة، ولكن بفضل الله، هزيمة العدو مؤكدة”.

وأشار رضائي في حديثه إلى النهج الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائلاً: “نتصرف حاليًا بضبط النفس ولم نستخدم كل قدراتنا؛ لأننا يجب أن نحافظ على الرأي العام العالمي وشعبنا معنا. لكن هذا لا يعني الضعف؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر على الساحة يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القدرة”.

وتابع محذرًا: “إذا استمر اتجاه الدعم الأمريكي والأوروبي للكيان الصهيوني، قد نصل إلى نقطة أننا سنُجبر على دخول مراحل أخرى من الصراع. إذا ظهرت طائرات بريطانية أو فرنسية أو أمريكية في سمائنا وواجهت صواريخنا، فستتخذ الحرب بالتأكيد أبعادًا أخرى. لطالما حرصنا على ألا نكون البادئين، لكننا سنكون الخاتمين للحرب”.

واضاف: “لقد أدرنا الحرب بحكمة وعقلانية. نتقدم خطوة بخطوة، بمنطقية، ووفق خطة دقيقة”.

وبينما شدد على خطأ حسابات الكيان الصهيوني في تقييم القوة الوطنية الإيرانية، أشار إلى أن العدو يعتقد أنه بتوجيه ضربات عسكرية محدودة، يمكنه تعطيل هيكل القيادة في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية وإضعاف الإرادة السياسية للشعب.

واوضح رضائي، إن ما حدث كان عكس تحليل العدو تمامًا وقال: “ليس لم نواجه فراغًا في القيادة فحسب، بل تم ايضا تعيين القادة الجدد بسرعة وحسم. يعتمد هيكل قواتنا المسلحة على مستويات قيادية عميقة وقوات مُدربة تم صقلها في ميادين صعبة، بما في ذلك مواجهة داعش ومكافحة الإرهاب الدولي في سوريا والعراق.

 

 

المصدر: ارنا