كانت حركاته المراوغة، ولمساته للكرة، وتمريراته الرأسية، وتمريراته الحاسمة بدقة جراحية التي كان يستخدمها لتمييز زملائه، مثل قصيدة ليوباردي تلقى في شورت وكعب حذاء كرة القدم. مذهلة وحزينة في آن واحد. أهدافه – سواء كانت أكروباتية أو تقنية بحتة أو قوية – سواء كانت تتوج هجمة جماعية واضحة أو تستغل ركلة ثابتة – كانت تشبه لوحات ليوناردو دافنشي على أنغام “رسالة إلى إليز” لبيتهوفن. لدرجة أننا اليوم، عندما نراها مرة أخرى، سواء في قمصان أياكس وميلان، أو بالأحرى في القميص البرتقالي للمنتخب الهولندي، لا نستطيع إلا أن نبقى مفتونين، شبه مصدومين، أمام كل هذا الجمال والرشاقة.
في “قاعة المشاهير” الخاصة بنا التي تضم أبرز لاعبي كرة القدم على مر العصور، لا يمكن أن يغيب عنها ماركو فان باستن، المهاجم الأكثر رقياً في كرة القدم الحديثة وأحد أقوى اللاعبين في التاريخ. لاعب مثالي، فائز بالفطرة (24 لقبًا جماعيًا في مسيرته، بالإضافة إلى 8 ألقاب كأفضل هداف، وحذاء ذهبي و3 كرات ذهبية، ليحطم بذلك الرقم القياسي للأسطورتين كرويف وبلاتيني)، مذهل، محبوب من جماهيره. ولكنه كان أيضًا، وهذا هو الجانب المأساوي من قصته، لاعبًا سيئ الحظ، يعاني من آلام شديدة ومكتئب للغاية، عندما تسببت المشاكل المتكررة في كاحله الأيمن “الملعون” في تحوله، في غضون بضع سنوات فقط، من أفضل لاعب في العالم إلى لاعب شاب متقاعد مبكرًا وقسريًا من كرة القدم.