وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه في الوقت الذي تتعرض فيه إيران لهجمات وحشية من قِبل الكيان الصهيوني، والتي طالت قادة وعلماء ونساءً وأطفالاً ومدنيين عزل، تلتزم اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) صمتاً مطبقاً، ما يؤكد مجدداً ازدواجية المعايير في تعاطيها مع القضايا الدولية.
وفي هذا السياق، تُطرح تساؤلات حيال الدور الذي يمكن أن تضطلع به اللجنة الوطنية الأولمبية الإيرانية، إلى جانب الرياضيين، في فضح هذا الصمت وإعادة تسليط الضوء على جرائم الاحتلال.
خلال الأيام الماضية، ظهرت صور لعدد من الرياضيين الإيرانيين الذين سقطوا ضحايا في الاعتداءات، وقد التفّت أجسادهم بالعلم الإيراني بدلاً من أن يرفرف على صدورهم في ساحات الأولمبياد. تلك الصور المؤلمة أعادت إلى الأذهان شعار الحلقات الأولمبية الخمس، الذي طالما رفع راية السلام والصداقة بين الشعوب، وفقاً لما تنص عليه مواثيق اللجنة الأولمبية الدولية.
المفارقة المؤلمة تكمن في موقف اللجنة الأولمبية الدولية التي سارعت إلى معاقبة روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، ومنعتها من المشاركة في الألعاب الأولمبية، لكنها في المقابل، تغض الطرف عن المجازر المرتكبة بحق المدنيين والرياضيين في إيران على يد الكيان الصهيوني، رغم ادعائها التمسك بقيم “الصداقة، والمساواة، واحترام التنوع الثقافي والعرقي”.
حتى اللحظة، لم يصدر أي موقف رسمي من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، أو من الرئيسة المنتخبة كرستي كافندري، رغم أن اللجنة الأولمبية الإيرانية وجّهت إليهما رسائل عديدة تطالب بإدانة قتل الرياضيين الأبرياء. لم يُصدر عنهم حتى رسالة تعاطف بسيطة، في تناقض صارخ مع ادعاءاتهم بالوقوف إلى جانب الرياضة الإيرانية.
ورغم أن العديد من المؤسسات الرياضية الدولية أظهرت في السابق عدم استعدادها لاتخاذ مواقف حازمة تجاه الاحتلال، فإن إعادة طرح مطلب تعليق عضوية الكيان الصهيوني أو طرده من المحافل الرياضية الدولية، قد يُعيد تسليط الضوء على القضية ويذكّر العالم بجرائمه.
إن مراجعة ميثاق اللجنة الأولمبية الدولية وما تدّعي تمثيله من قيم، يُظهر بوضوح التناقض بين الشعارات والممارسات الفعلية، حيث تغض اللجنة الطرف عن قتل الرياضيين الإيرانيين، مما يكشف مجدداً البُعد السياسي للرياضة في هذه المرحلة.
ومن هنا، فإن تفعيل أدوات “الدبلوماسية الرياضية” بالتعاون مع الرياضيين الإيرانيين، خاصة الأولمبيين، يمكن أن يسهم في كشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان أمام العالم، ونقل ما يعانيه الشعب الإيراني. كما أن اللجنة الأولمبية الوطنية الإيرانية مطالبة اليوم باستثمار جميع إمكاناتها المتاحة، سواء في المحافل الدولية أو عبر المنصات الرقمية، لكشف هذه الازدواجية، والدفاع عن كرامة الرياضة الإيرانية وحقوق ضحاياها.