تقرير خاص للوفاق

مشاريع بن سلمان الخيالية تُعمّق الفقر في المجتمع

يقول الخبراء الإقتصاديون أنّ من أسباب الفقر في المملكة السعودية عدم إهتمام المسؤولين بشؤون الشباب وخلق فرص العمل لهم بل هناك إهتمام زائد بأمور شكلية وللتغطية على الفشل الإقتصادي نحو إقامة مهرجانات هيئة الترفيه.

2023-02-20

إن المشاريع التي يخطط لها محمد بن سلمان في هذه السنوات الست الاخيرة أثارت جدلاّ كبيراً على مستوى الفضاء الإفتراضي حيث جعلت المحللين والباحثين يشهرون سيوف الإنتقاد أمام مشاريعه التي تسبب في تعميق الفقر في المملكة بدل أن يهتم ولي العهد بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.

في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون السعوديون خاصة في مجالي البطالة والسكن والتي لم يهتمّ بها محمد بن سلمان،خصّص مبالغ باهظة جداً بالمشاريع الترفيهية التي لاتُعدّ من أولويات الشعب في المملكة العربية لاسيما ما قامت به هيئة الترفيه من إقامة حفلات الرقص والموسيقي ونشر الإباحيات.

 

أزمة الفقر تجتاح المملكة

تُشاهد المملكة السعودية بمعدّل الفقر ما بين ١٢٫٥ الى ٢٥٪ حالة الفقر الشديد حيث إحتلّت المركز العاشر عالمياً في معدل الفقر كما قرّرت الإحصائيات الرسمية عام ٢٠١٧. لم تُصدر إحصائيات رسمية عن معدل الفقر في المملكة بعد ذلك العام ولكن هناك توقّعات في وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الإجتماعية تؤكد أن هناك ٤ ملايين فقيراً يعيشون في المملكة حالياً.

يقول الخبراء الإقتصاديون أنّ من أسباب الفقر في المملكة السعودية عدم إهتمام المسؤولين بشؤون الشباب وخلق فرص العمل لهم بل هناك إهتمام زائد بأمور شكلية وللتغطية على الفشل الإقتصادي نحو إقامة مهرجانات هيئة الترفيه.

بناء على ما تم نشره من قبل وسائل الإعلام العربية منها موقع المرسال، وقد يستمر ارتفاع معدل الفقر في المملكة العربية السعودية وهذا تزامنًا مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ، فنجد أنه هناك أكثر من ثلثي الشباب السعودي والذي يقل عمره عن 30 عامًا، لا يعمل في أي وظيفة، ويتوقع البنك الدولي أن الفقر في المملكة لا يزال في الظهور، حيث أصبح هناك وصول غير كافي للفرص الاقتصادية، ولم يعد هناك إعانات سخية وخدمات عامة مجانية كما كان في السابق”.

فيما توجد هناك تقارير غير رسمية عن معدّل البطالة في السعودية ،وفق ما ذكرت وكالة العربية للأنباء والتي تُدار من قبل السعودية إنّه أظهرت تقديرات مسح القوى العاملة للهيئة العامة للإحصاء في السعودية، أن معدل البطالة للسعوديين بلغ 9.9% في الربع الثالث من عام 2022، بانخفاض بمقدار 1.4 نقطة مئوية عن الربع المماثل من 2021، البالغ فيه 11.3%. وعلى أساس ربعي، ارتفع معدل البطالة بين السعوديين بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنة بنسبة 9.7% في الربع الثاني من 2022.

قد سبق نشر التقرير عن فرض الضرائب على كل السلع التي يستخدمها الشعب في حياته اليومية لاسيما المأكولات والحليب والفواكه وهذا الأمر أدّى إلى وضع إقتصادي كارثي في المملكة أثار سخط الناس تجاه مشاريع بن سلمان والتي يدفع ثمنها المواطن.

 

مشاريع ولي العهد من جيوب الناس الفقراء

 

إنّ بعض المحللين السعوديين يعتقدون أنّ المشاريع الترفيهية التي يقيمها بن سلمان في المملكة سببت بفرض ضرائب قوية على كل اساسيات الشعب من الأطعمة والأشربة وغيرهما وبمعنى صريح هذا يعني ان بن سلمان يخطّط لمشاريعه التي لاتساهم ولا ذرة في تحسين الوضع المعيشي للفقراء ولا تخلق فرصا للعمل بل تساهم في إفقار الشعب حيث تُصرف أموال باهظة لايُقدّر حجمها من جيوب الفقراء والتي تحصل عليها الممكلة من خلال فرض الضرائب القاسية وإرتفاع الأسعار في السوق في حال يتوقع الشعب وخاصة الطبقة الفقيرة المطلقة والتي يُقدّر عددها ٤ملايين كما سبقت الإشارة اليها، أنّ تُخصّص هذه الأموال في تحسين الوضع الإقتصادي لهم.

وفي تقرير سابق تم نشره على صحيفة وموقع “الوفاق” سبقت الإشارة إلى أنّ الإحصائيات الموجودة على وسائل الإعلام السعودية أن نسبة الناس الذين لايمتلكون بيتا تصل الى ٣٧٪ فيما تؤكد بعض الإحصائيات الأخرى أنّ نسبتهم مايقارب ٥٠٪ كما صرّحت به صحيفة السبق في أكتوبر عام ٢٠٢٠ وغيرها من المنصات الإعلامية في عام ٢٠٢١ و٢٠٢٢.

 

المشاريع الخيالية تُفقر الناس أكثر

 

لم ينس العالم ذلك المشهد الذي ظهر فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في القصر الملكي السعودي في حال كان يعرض صور الأسلحة والطائرات الأمريكية على ولي العهد السعودي ليبتزّه ولكن كانت ردّة فعل ولي العهد تجاه هذا الإستخفاف، إبتسامة رضاء وقبول بهذه المعاملة التي مورست معه.

بعض المحللين السعوديين يعتقدون أنّ العالم الأوروبي تعلّم طريقة الإبتزاز من ترامب لمحمد بن سلمان ومن هنا يعرض عليه مشاريع خيالّية لايُصدّق أحد أن يتمكّن من تحقيقها في الكرة الأرضية حيث تحتاج إلى مبالغ باهظة ليست السعودية قادرة على دفعها بل إنّ هذه المشاريع تجعل المملكة السعودية تأكل لحم ثروات المواطنين وفرض الضغوط الإقتصادية الأكثر عليهم.

 

مشروع المربع الجديد الخيالي

 

جاء مشروع المربع الجديد الخيالي في حال أثار إنتقادات كثيرة تجاهه بين النخب العلمية والمحللين في السعودية وقد سبق لهذا المشروع، مشروع نيوم والذي قال عنه المحلّلون إنّه يحتاج زمناً أكثر من قرن لتحقيقه وثروة لاتملكها السعودية أبداً.

ووصف بعض المحلّلين هذه المشاريع بأنّها خيالية ومن هنا نشر حساب خط البلدة على تويتر: مشروع المربع الجديد دجل وخيال! بعيداً أنّ مشروع المربع الجديد في الرياض يتوسّطه مكعّب يشبه الكعبة إلا أنّ هناك كثير من الخرافات وردت في الفيديو الدعائي الذي نُشر.

تابع حساب خط البلدة: ظهور صحون طائرة وكأنّك تُشاهد كرتون جرندايزر وظهور حيوانات من زمن الدينصورات وظهور صخور وأحجار عملاقة تطير في السماء وظهور أشجار غريبة مستوحاة من كرتون السنافر. ظهور أجسام غريبة لم يجد أحد لها تفسيراً وأخيراً ظهور المجسم كأنه داخل عوالم بحرية.

ففي كلام ساخر قال حساب خط البلدة مخاطباً بن سلمان: فإلى متى سيستمرّ محمد بن سلمان بتقديم المشاريع الخيالية المستوحاة من الأفلام؟

 

الحقيقة وراء كواليس نشر المشاريع الخيالية

 

قال السعوديون عن مشروع المريع الجديد إنّهم يريدون من خلال هذا المشروع أن يؤسّسوا أكبر داون تاون حديث بالعالم فهذا الأمر ينطبق على العقل حيث يمكن لأي دولة في العالم أن تتخذ هذه السياسة وبغض النظر عن قدرتها على تنفيذها أم عدمها، يمكنها أن تحاول تحقيقه ولكن بعض الأمور التي حاولت السعودية أن تظهرها كمستقبل للمشروع لاينطبق على العقل بل إنّها أشياء خيالية أو كرتونية كما سبق ذكرها سابقاً. Tفي السياق ذاته قالت وكالة رويترز للأنباء في مارس 2021 ضمن تقرير نشرته عن الو ضع الإقتصادي في المملكة: “إن اقتصاد السعودية في خطر بفعل مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان الخيالية.”

يعلم المخاطب العربي حينما يرى هذه الأفلام الخيالية كمشاريع يخطط لها بن سلمان، أنّها مزيّفة ولاتمكّن للسعودية ولا لأي دولة بالعالم أن يحقّقها حيث تطير الأحجار في السماء وتوجد الدينصورات على الشوارع وطبعاً هذا الأمر مايقبل به إلّا من لايملك العقل ومن هنا يخطر سؤال ببال كلّ قارئ عربي، لماذا تنشر السعودية هذه الأفلام عن مشاريعها في حال تجعل الناس يسخرون منها؟ هنا يأتي جوابان رداً على هذا السؤال فيما لم يخلوا من الصحة كلاهما:

الفرضية الأولى وهي سياسيّة: أنّ الغربيين والكيان الصهيوني تعلّموا من التاجر دونالد ترامب طريقة إبتزاز السعودية فمن أجل ملء جيوبهم ونهب ثروات الشعب السعودي يقومون بعرض مشاريع خياليّة على بن سلمان حتى يسرقوا أمواله ويبتزّوه والجدير بالذكر إنّ علماء علم النفس يقولون عنه إنّه يحبّ الشهرة وأن يعرض نفسه كأقوى رجل على المستوى العربي في العالم. لا تخلو هذه الفرضية من الصحة حيث رأينا أنّ الإبتزاز من محمد بن سلمان قد أدّى سابقاً إلى نتائج إيجابية للغرب وخاصّة هذا الأمر شهده العالم في عهد دونالد ترامب.

الفرضية الثانية وهي إجتماعية ولها مثبتاتها: أنّ محمد بن سلمان يحاول أن يخلق صورة كاذبة خيالية كبيرة عن مستقبل حكمه للمجتمع حتى تكون هذه الصورة تغطية على جرائمه البشرية في الداخل بحق معتقلي الرأي والمنتقدين وفي الخارج بحق من تسفك دماءه خاصّة 370 إنساناً برئياً قتلتهم السعودية في اليمن وهذا العدد آخذ بالإرتفاع حيث يموت عدد كبير من اليمنيين في ظل عدم توفر أبسط الإمكانات الصحية والمعيشية و في ظل الحصار الذي تفرضه السعودية على اليمن.

تأييداً للفرضية الثانية يمكننا الإشارة إلى ما يقوله علماء علم النفس بأنّه ” كلّما كانت الكذبة كبيرة، يصبح تصديقها أسهل من قبل الناس” وهذا الأمر إستفادت منه بريطانيا في الحرب العالمية الثانية وإعترفوا فيما بعدها بأنّهم تمكّنوا من خلال هذه السياسة أن ينتصروا على المنافسين.

 

المصدر: الوفاق خاص