اعتبر خطيب جمعة طهران، ان الهجوم الإرهابي والعدوان الإجرامي للكيان الصهيوني الغاصب على ايران، جاء نتيجة يأس هذا الكيان بعد حوالي عام ونصف من الجرائم وقتل الناس العزل في غزة.
ومن على منبر صلاة الجمعة بطهران، اليوم، اكد خطيب جمعة طهران حجة الاسلام “محمد جواد حاج علي اكبري”، على ان الكيان الصهيوني المجرم دخل الميدان بهدفين في هجومه علي ايران؛ موضحا ان الهدف الأول هو تدمير البنية الدفاعية لايران ومعداتها وقيادتها الدفاعية والعسكرية، وشل القدرة الدفاعية الإيرانية عن بُعد بتدميرها وإرهابها في فترة وجيزة، ثم تنفيذ عمليته التخريبية.
واضاف : ان الصهاينة و بفهمهم الخاطئ للشعب الإيراني، ظنوا أنهم في حرب معلوماتية لا هوادة فيها، والتي كانت مطروحة منذ زمن طويل، سيغرسون الوقيعة بين هذا الشعب وحكومته، وسيحققون هدفهم الثاني؛ مشيرا الى انه وعلى الرغم من ان خططهم كانت دقيقة، الا ان حساباتهم كانت غبية وساذجة.
ولفت حجة الاسلام حاج علي اكبري الى الحرب النفسية (الناعمة) التي يشنها العدو ضد ايران فضلا عن الحرب العسكرية (الصلبة)، قائلا : ان الاعداء لم يستهدفوا كيان الاُسر في حربهم الناعمة فحسب، وانما يسعون الى تدميرها خلال الحروب العسكرية ايضا، وخير مثال على ذلك ما يحدث اليوم في غزة من جرائم الابادة والتطهير العرقي على ايدي الصهاينة، وحتى في إيران، لا تزال الحرب ضد الاسر الايرانية مستمرة بفئتيها الصلبة والناعمة؛ متطلعا لى انتصار الشعب الايراني في مواجهة هذا المخطط بكل فخر واعتزاز.
وفي إشارة إلى اقتراب شهر محرم الحرام، طلب خطيب الجمعة في طهران من الخطباء والقائمين على مجالس العزاء والمواكب الحسينية خلال العام القادم بمزيد من الحماس، قائلا : في محرم القادم يتطلب توفير اجواء تسودها الملاحم والحماسات بامتياز؛ وان يكون هناك عاشوراء وتاسوعاء واربعينية مختلفة عن الاعوام السابقة نظرا للتطورات التي تشهدها المنطقة وايران بعد العدوان الصهيوني الغاشم على اراضيها.
وفيما يتعلق برد القوات المسلحة الايرانية على عدوان الكيان الصهيوني، اعتبر حجة الاسلام حاج علي اكبري، ان العمليات الدفاعية وحماية الشعب والدرع الدفاعي الشامل والوحدة المثالية للقوات المسلحة هي أبرز ما يميز هذ الانجاز؛ مضيفا ان تآزر المسؤولين وحضورهم بتناغم وتكاتف في الميدان ما هو الا دلالة على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحت ظل ولاية الفقيه وصمودها الوطني، تحافظ على استقلالها وسيادتها.
واردف، انه “في المقابل هناك كيان إرهابي مزيف، بلا تاريخ، بلا هوية، تدرب على يد امريكا الشيطان الأكبر، وتقوده عصابة من المجرمين، وقتلة الأطفال، والمتعطشين للدماء، والمكروهين بين دول العالم، جاء اليوم ليفتعل حربا مع دولة مثل إيران”.
و اكد خطيب جمعة طهران على ان الكيان الصهيوني، وبعد التورط في هذه الحماقة، يعيش اليوم ظروف المعاناة واليأس، وزواله بات قريبا، وكما صرح به سماحة قائد الثورة الاسلامية، فإن القوات المسلحة الإيرانية ستجعل الكيان الصهيوني الخبيث بائسا.
ومضى الى القول : ان الرئيس الأمريكي الاحمق يطلب من الشعب الإيراني والنظام الإيراني الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتوقيع الاتفاق المهين، ويقول : وقّعوا، لكي أمهّد الطريق للسلام بينكم وبين “إسرائيل”؛ مضيفا انه ينبغي الرد عليه، كما يقول المثل، بأن للوقاحة حدود.
واضاف مستدلا بتصريحات قائد الثورة الاسلامية ردا على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لايران بالاستسلام : إنّ الشعب الإيراني سيصمد في وجه حرب مفروضة، مثلما سيقف بقوة في وجه سلام مفروض.
واعتبر خطيب الجمعة في طهران، أن “سر اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية هو الاستقلال الوطني الإيراني المرتبط بحياة الناس”، قائلا : نحن نعيش ديمقراطية دينية بالفعل.
هذا، وانتقد حجة الإسلام حاج علي أكبري، تقاعس المنظمات الدولية تجاه عدوان الكيان الصهيوني على ايران، قائلا : ان الحقيقة المرة هي أن المنظمات الدولية لا قيمة لها وسون لن تكون لها أبدا، كما رأينا ذلك في وضع غزة؛ مطالبا المجتمع الدولي، في ظل التطورات الجديدة، أن يسعى لإنشاء أمم متحدة جديدة، وإلا فلن تأتي معجزة من هذه الأمم المتحدة غير الكفؤة والتي لا جدوى منها.