ترامب یسقط أقنعته الزائفة و يعلن الحرب على الشعب الإيراني

أظهرت ساعات الفجر الأولى، عبر مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حماقة تاريخية عظمى للسمسار الأمريكي ترامب، الذي يظن أنه بفعله الدنيء هذا سيجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية – قيادةً وشعبًا – تستسلم وترفع الراية البيضاء وتأتي متوسلةً إلى طاولة المفاوضات المزعومة، خاضعةً لشروط الإدارة الأمريكية وكيانها الصهيوني المدلل.

رغم المحاولات الخادعة التي بذلتها الإدارة الأمريكية منذ بدء العدوان الصهيوني على إيران، ورغم كل التصريحات الزائفة والمسرحيات الطنانة، أسقط ترامب أقنعته الزائفة وتسبّب في تدهور الوضع في المنطقة بشكل مباشر وخطير، مُعلنًا الحرب على الشعب الإيراني – الضحية المقتدرة – ومُؤكّدًا وقوفه إلى جانب الكيان الصهيوني المُعتدِي الجلّاد

 

أظهرت ساعات الفجر الأولى، عبر مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حماقة تاريخية عظمى للسمسار الأمريكي ترامب، الذي يظن أنه بفعله الدنيء هذا سيجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية – قيادةً وشعبًا – تستسلم وترفع الراية البيضاء وتأتي متوسلةً إلى طاولة المفاوضات المزعومة، خاضعةً لشروط الإدارة الأمريكية وكيانها الصهيوني المدلل.

 

ترامب لا يتعظ ممن سبقه من الساسة الأمريكيين

 

على ما يبدو، إن الرئيس الأمريكي ترامب لا يقرأ التاريخ جيدًا ولا يتعظ ممن سبقه من الساسة الأمريكيين الذين خاضوا تجارب عديدة في الهجمات والتدخلات العسكرية، بدءًا من فيتنام وكوبا إلى العراق ولبنان وأفغانستان وغيرها.

 

الأمر الوحيد الذي يظهر جليًا هنا للجميع هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدافع وبكل مشروعية عن نفسها وشعبها ضد الهجمات الصهيو-أمريكية، وأن الإدارة الأمريكية، بدخولها في حرب نتنياهو ضد إيران، قد جعلت نفسها رسميًا وعلنًا شريكًا مباشرًا في الحرب التي يشنها الصهاينة على إيران، وبالتالي عليها تحمل مسؤولية تبعات قرارها هذا، وأن مصالحها أصبحت هدفًا مشروعًا للرد الإيراني.

 

أمريكا تتخبط وليست في وضع مستقر

 

زد على ذلك أن يخرج ترامب، بعد عدوله عن موقفه السابق بإعطاء مهلة 15 يومًا وتنفيذه الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية، ليتفوه بتصريحات مضطربة سعيًا منه لتصوير انتصار رمزي في الميدان، ثم يأتي دون أي فاصلة ليتحدث عن السلام! ما هذا إلا تأكيد للمرة الألف أن أمريكا تتخبط وليست في وضع مستقر، وقد جاءت لإنقاذ ما تبقى من كيان صهيوني إجرامي.

 

وعليه، فإن الدعوة إلى السلام وإنهاء الحرب بسرعة تعني هزيمة أمريكا وخوفها من قوة إيران واقتدارها. وربما إن الأعداء إلى الآن لم يدركوا إرادة الشعب الإيراني المناضل، الذي يرفض التفاوض بالإكراه وإملاء شروط غير منطقية عليه من أجل دفعه نحو سلام مفروض.

 

وأي إنجاز وانتصار يتحدث عنه السمسار ترامب، الذي يعتقد أنه يدير العالم وكأنه صفقة تجارية مبتذلة، يُملي فيها ما يشاء من الشروط والبنود ويختلق الأرباح والخسائر وفقًا لأهوائه المجنونة؟ وهذا ما أكده الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية والمفتش السابق للأسلحة في لجنة الأمم المتحدة الخاصة، ويليام سكوت ريتر جونيور، قائلًا:”إنه حقًا غبي للغاية وعار وطني أن يقصف ثلاث منشآت فارغة باستخدام أحدث حزمة قصف في الترسانة الأمريكية. ”

 

وأضاف ريتر جونيور:”منشآتان نوويتان (نطنز وأصفهان) سبق أن قصفتهما إسرائيل، أما المنشأة الثالثة فما زالت سليمة. اليورانيوم المخصب بنسبة 60% ما زال مستمرًا، وأجهزة الطرد المركزي IR6 و IR8 لا تزال تعمل، وقد تم إخلاء جميع المعدات الحساسة وهي مخزنة بأمان. ”

 

وتابع الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية:”الشيء الوحيد الذي يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي هو إيران بحد ذاتها، التي لا تريد امتلاك سلاح نووي، بغض النظر عن مدى رغبتك (ترامب) في امتلاكه. أنت حقًا مصدر إحراج وطني. ”

 

الضربات الأمريكية على إيران هي ضربات استعراضية ولم تحقق أي شيء يذكر

 

وأضاف سكوت ريتر جونيور أن الضربات الأمريكية على إيران هي ضربات استعراضية ولم تحقق أي شيء يذكر، بينما وضعت المجتمع الدولي في حالة تهديد.

 

ساسة أمريكيون يعارضون الهجوم الأمريكي على إيران

 

وقد انتقد الموقع الإخباري الأمريكي The Intercept سياسة ترامب، قائلًا:”فقدت إدارة ترامب السيطرة على سياستها الخارجية بشكل كامل، والآن تُملِي إسرائيل سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ”

 

ورأت النائبة الأمريكية إلهان عمر أن الضربات على إيران، التي أمر بها الرئيس ترامب ونُفذت دون إذن من الكونغرس، تمثل تصعيدًا خطيرًا ومتهورًا للصراع المتقلب بالفعل في غرب آسيا.

 

وأضافت:”إن الضربات العسكرية لن تجلب السلام، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف وزعزعة استقرار المنطقة وتعريض القوات الأمريكية والمدنيين للخطر. لقد رأينا ما يحدث عندما يتم تهميش الدبلوماسية لصالح القنابل، إنها لا تجلب سوى المزيد من الموت والدمار. ”

 

قرار ترامب الكارثي بقصف إيران دون إذن يمثل انتهاكًا خطيرًا للدستور

 

وتابعت النائبة الأمريكية مؤكدةً:”يجب على الكونغرس التصويت فورًا على قرارات صلاحيات الحرب، فالشعب الأمريكي سئم من الحروب التي لا تنتهي. “ودعت إلى إنهاء هذا الجنون قبل فقدان المزيد من الأرواح.

واعتبرت عضو الكونغرس ياسمين أنصاري أن ترامب قام بعمل عسكري غير قانوني ضد إيران بدون إذن من الكونغرس، مما يُخاطر بجر أمريكا إلى حرب أخرى لا نهاية لها.

 

وبدورها، رأت زميلتها ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز أن قرار ترامب الكارثي بقصف إيران دون إذن يمثل انتهاكًا خطيرًا للدستور وصلاحيات الكونغرس في الحرب، مضيفةً:”لقد خاطر بتهور ببدء حرب قد تطاردنا لأجيال. هذا الإجراء يستحق بكل تأكيد المحاسبة. ”

 

إدانات عالمية لاستهداف ترامب للمنشآت النووية الإيرانية

 

هذا وقد انهالت على ترامب المواقف العالمية المنددة لمواقفه وتصرفاته اللاعقلانية. فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران، ووصفه بأنه تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الدوليين، وحث جميع الأطراف على خفض التصعيد، مؤكدًا أن الدبلوماسية، وليس العمل العسكري، هي الطريق الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدمًا.

 

وأعلنت السعودية أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في إيران، المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المملكة إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة إيران، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.
كما دعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وأعرب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عن إدانة بلاده للقصف، واصفًا إياه بـ:”تصعيد خطير يمثل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، وقد يجر البشرية إلى أزمة بعواقب لا رجعة فيها. ”

 

بينما أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، بل للتنمية السلمية.

 

وأدان الرئيس التشيلي غابرييل بوريك الهجوم الأمريكي، مؤكدًا أن:”الهجمات على المحطات النووية محظورة بموجب القانون الدولي. ”

 

ورفضت فنزويلا القصف “رفضًا قاطعًا وحازمًا”، بينما حذر الرئيس البوليفي لويس آرسي من أن الهجوم:”يهدد السلام العالمي وينتهك القانون الدولي. ”

 

كشف خدعة ترامب

 

علق توماس كيث، أحد المراقبين في هذا المجال، على الهجمات التي تكشف خدعة ترامب، قائلًا: “لو دُمِّرت فوردو، لرأينا فوهات بركانية واضطرابات كهرومغناطيسية ورحلات جوية طارئة وأجهزة قياس زلازل تضيء وألسنة لهب تحت الحمراء تحت الجبل. لكن بدلًا من ذلك، تلقينا تغريدة من حساب في شمال إسرائيل يهتف: ‘دُمِّرت فوردو’.”

 

وأشار إلى أنه لا يوجد حتى الآن تأكيد من رادار الفتحة الاصطناعية (SAR)، ولا تجمعات فوهات، ولا تحليل وميض متعدد الأطياف، ولا بصمة نارية تحت الأرض، ولا حلقة BDA. ووضح أن تدمير المنشأة فعليًا يتطلب تسلسلًا دقيقًا وتأكيد القياس عن بُعد، وهذا لم يحدث.

وخلص إلى أن الهجوم لم يفشل فقط، بل أدى إلى تصعيد الوضع دون نجاح استراتيجي، قائلًا:”إذا استمر موقع فوردو في الخدمة غدًا، فإن واشنطن نفذت أغلى عملية تفجير في تاريخ المخابئ، فقط لتشاهد طهران تتسلق سلم التصعيد دون أن تتضرر. ”

 

المصدر: ارنا