صرّح وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عباس عراقجي، بأنه سيناقش خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، لا سيما بعد التطورات الأخيرة.
وقال عراقجي، في حديثه للصحفيين مساء الأحد لدى وصوله إلى موسكو، في معرض الرد على سؤال لمراسل “إرنا”: لدينا وروسيا دائمًا مخاوف مشتركة، وهموم مشتركة، وأعداء مشتركون، ولدينا دائمًا تفكير مشترك، ودعم مشترك، ومشاورات وثيقة فيما بيننا لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وهذا ما سيتم البحث حوله خلال لقائنا مع الرئيس الروسي يوم الاثنين”.
وأشار إلى أنه “في ظل هذه الظروف الحرجة الجديدة التي يتعرض فيها النظام الدولي لتهديد حقيقي، تكتسب مشاوراتنا مع روسيا أهمية بالغة، ونحن نسعى لتنسيق مواقف بعضنا البعض”.
وصرح عراقجي أنه في ظل الظروف الخاصة التي تعيشها المنطقة، من الضروري أن تجري إيران وروسيا مشاورات أكثر دقة وجدية وتقاربًا.
*الزيارة إلى موسكو كان مخططا لها مسبقًا
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن زيارته إلى موسكو كان مخطط لها مسبقًا، وتابع: “تأتي هذه الزيارة بعد الهجوم الأمريكي على جمهورية إيران الإسلامية ومن الطبيعي أن تكون مناقشاتنا الآن أكثر جدية وتغطي أبعادًا أوسع”.
وقال عراقجي: إن الهجوم الأمريكي (على المنشآت النووية الإيرانية) هجوم وعدوان يجب إدانتهما بالتأكيد. ونحن نقدر موقف روسيا التي أدانت هذا العدوان بأشد العبارات يوم الأحد.
وأضاف: نأمل أن يصاحب ذلك خطوات عملية في مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى.
وفي إشارة إلى لقائه بالرئيس الروسي يوم الاثنين، قال وزير الخارجية: على أي حال، سنجري مناقشات جادة ومهمة في الاجتماع مع بوتين، وأنا متأكد من أنها ستكون في مصلحة كلا البلدين.
وصرّح عراقجي بأن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة هو هجوم على ميثاق الأمم المتحدة، ويتعارض معه تمامًا، وأضاف: “إن الهجوم الأمريكي على إيران هو أيضًا هجوم على القوانين والحقوق الدولية، والأهم من ذلك، هجوم على معاهدة حظر الانتشار النووي ونظام منع الانتشار”.
وأضاف وزير الخارجية: “على أي حال، فإن نظام منع الانتشار، الذي يلعب دورًا مهمًا في الأمن الدولي، هو نظام متماسك وجاد للغاية، حيث يتم دعم الدول التي تتخلى عن الأسلحة النووية من حيث الاستخدام السلمي للطاقة النووية ومن حيث ضمان استمرار برامجها السلمية بأمان”.
وأضاف عراقجي: “عندما يقع مثل هذا الهجوم على المنشآت النووية لدولة ما، ويُذكر بفخر، ولا يتمكن مجلس الأمن والمؤسسات الدولية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، من منع هذا الهجوم أو على الأقل إدانته، فمن الطبيعي أن يُطرح هذا السؤال الكبير حول دور معاهدة حظر الانتشار النووي في حماية مصالح الدول المهتمة بدخول مجال الطاقة النووية السلمية”.
وقال في هذا الصدد، ان الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية اثار التساؤل بقوة حول معاهدة حظر الانتشار النووي، وهزّ نظام منع الانتشار، وستكون له عواقب وخيمة على الأمن الدولي. هذا واضح تمامًا، وفي أعقاب هذه الإجراءات، أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء الإجراءات التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة.
*ردنا على الهجوم الأمريكي سيكون دفاعًا مشروعًا
وأوضح وزير الخارجية: “لقد وقع الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية في وقت لم يحدث فيه ما يستدعي الدفاع عن النفس، على سبيل المثال”.
وقال: “هذا الهجوم الأمريكي الخطير للغاية لا يحمل سوى عنوان العدوان، وبالطبع، ما نفعله ردًا عليه هو دفاع عن النفس؛ إنه دفاع مشروع تمامًا ضد عدوان وهجوم غير مشروع”.
واختتم عراقجي حديثه قائلاً إن الأعمال العدوانية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني تتحدى النظام الدولي، وقال أن “عواقب هذه الأعمال خلقت عواقب وتحديات جسيمة ليس فقط لإيران، بل أيضًا للمنطقة والمجتمع الدولي والقوانين والحقوق الدولية، وستظهر عواقبها ونتائجها في المستقبل”.