انبرى فنانو الكاريكاتير والغرافيك في محافظة فارس، مستخدمين أدواتهم الفنية وأقلامهم، لمواجهة عدوان الكيان الصهيوني، بهدف فضح جرائمه بلغة عالمية، وتعزيز السكينة والوحدة والتضامن داخل المجتمع الإيراني.
الفن من جهة يعكس واقع المجتمع، ومن جهة أخرى يمتلك قدرة هائلة على تشكيل الرأي العام. وعندما يتحدث الفن بلغة عالمية، فإنه يكتسب قوة أوسع، ويصبح مرآةً للمجتمع العالمي، ويخاطب وجدان الشعوب.
في الأزمات، تتجلّى رسالة الفنان بوضوح أكبر؛ فهو يرى الحاجات الفكرية والنفسية لمجتمعه، ويشعر بمسؤوليته في تقديم دعم معنوي ناعم في مثل هذه الظروف.
كما يدرك الفنانون جيدًا أن لغة الفن يمكن أن تكون وسيلة إعلامية قوية للتعبير عن مواقف البلاد، وكشف الحقائق التي تسعى وسائل الإعلام المعادية إلى طمسها.
وفي الأسبوع الأخير، دخل فنانو الكاريكاتير والغرافيك في محافظة فارس إلى الساحة، مؤدين دورهم في الحرب المركّبة التي تتجاوز البعد العسكري.
الكاريكاتير… لغة عالمية لعرض مظلومية الشعب الإيراني
قال أحمدرضا سهرابي، أحد أبرز رسامي الكاريكاتير في فارس: “الحروب اليوم لم تعد تقليدية أو أحادية البعد، بل أصبحت مركّبة تجمع بين الأبعاد الصلبة والناعمة، والفن قادر على أداء دور محوري في الجانب الناعم من هذه المواجهة”.
وأضاف: “في الحروب التقليدية، يتواجه الطرفان في ساحة واحدة، لكن في الحروب الحديثة، تتعدد الجبهات والمستويات، وتُخاض المعركة في ميادين الإعلام والفن أيضًا”.
وأوضح سهرابي أن الكاريكاتير، رغم بساطة خطوطه، يمتلك تأثيرًا بالغًا، وهو فن عالمي قادر على إيصال مظلومية الشعب الإيراني إلى العالم.
الفن… ساحة لعرض وحدة الشعب الإيراني
يرى سهرابي أن البلاد اليوم بحاجة ماسّة إلى التلاحم الحقيقي، وأن على فناني الكاريكاتير أن يقدّموا رؤى مختلفة من خلال أعمالهم.
وقال: “حتى لو كان لدى الفنانين انتقادات تجاه الحكومة أو المسؤولين، فهذا ليس وقت الانقسام. يجب تنحية الخلافات السياسية جانبًا، لأن ما يجري هو عدوان على الوطن والشعب”.
لغة السخرية… موجزة وفعّالة
أما فرامرز كشتكار، أحد رسامي الكاريكاتير في فارس، فقال: “لغة الكاريكاتير الساخرة أقوى من عشرات الصفحات النصية. ففي ثوانٍ معدودة، يمكن للكاريكاتير أن ينقل رسالة عميقة إلى المتلقي، بينما يحتاج النص إلى دقائق لقراءته”.
جهد فني لتعزيز التلاحم والسكينة في زمن الحرب
يرى كشتكار أن على الفنانين أن يكونوا سندًا للشعب في هذه الظروف، وأن يقدّموا أعمالًا تبثّ الطمأنينة وتعزّز روح التضامن.
ويشاركه الرأي محمدرضا خسرواني، أحد المصممين الغرافيكيين في فارس، الذي كان نشطًا مع مجموعة من الفنانين خلال الأسبوع الماضي.
وقال: “في هذه الأيام، يجب أن يكون القلب مطمئنًا، لأن ما يدخل إلى القلب هو ما تراه العين. وكما قال الشاعر: “ز دست دیده و دل هر دو فریاد، که هر چه دیده بیند، دل کند یاد”، أي “من العين والقلب معًا، نرفع النداء، فكل ما تراه العين، يطلبه القلب”. فمن الأفضل أن يكون ما تراه العين، قد خرج من القلب”.
وأضاف: “شعرنا أن علينا أن نفعل شيئًا من أجل تهدئة قلوب الناس وتعزيز وحدتهم. فأنتجنا مجموعة من التصاميم، نُشرت بعضها في شكل ملصقات في المدينة، وبعضها الآخر على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وختم بالقول: “ما نقوم به لا يُقارن بشجاعة الشهداء؛ هم قدّموا أرواحهم ودماءهم، ونحن قدّمنا فنّنا”.