دعوة إلى نمذجة فنية لمواجهة الحرب الإعلامية

الكاريكاتير سلاح الوعي

الفنانين في هذه المرحلة كـ "المجاهدين في ساحة المعركة"، والعمل الفني في هذه الظروف هو شكل من أشكال الجهاد.

في ظلّ العدوان الصهيوني الأخير على إيران، شدّد الفنان الإيراني مسعود شجاعي طباطبائي، رسام الكاريكاتير وأمين مسابقات “هولوسايد” و “ترور آنلاين” أي “إغتيال آنلاين”، على ضرورة أن يتحمّل الفنانون مسؤوليتهم التاريخية، مؤكدًا أن الكاريكاتير أداة فعّالة في فضح العدو وتنوير الرأي العام، وأن الرمزية الفنية عنصر حاسم في مواجهة الحرب النفسية والإعلامية.

 

وأشار إلى أن الهجوم الصهيوني على مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني كشف عن لحظة بطولية تجسّدت في موقف الإعلامية سحر إمامي، التي تحوّلت إلى رمز للشجاعة، داعيًا إلى نمذجة هذه الشخصيات والأحداث فنيًا، كما حدث مع رموز المقاومة في غزة.

 

وأوضح شجاعي طباطبائي أن الفنانين، لا سيما رسامي الكاريكاتير، يمتلكون لغة بصرية يفهمها العالم أجمع، ما يجعلهم في موقع مسؤولية مزدوجة: داخليًا لمواجهة الحرب النفسية، وخارجيًا لكشف الوجه الحقيقي للعدو.

 

وأضاف أن الهجمات الإعلامية التي يشنّها العدو عبر القنوات المعادية ووسائل التواصل الاجتماعي، تستهدف وعي الناس، ما يحتّم على الفنانين أن يكونوا في طليعة المواجهة.

 

وتحدّث عن قنوات مثل “إيران إنترنشنال” التي تستضيف نتنياهو، أو “من و تو” التي تم إغلاقها لصالح قنوات صهيونية أخرى، والتي تعمل على تشويه الحقائق والتأثير على الرأي العام، مؤكدًا أن هذا الواقع يُحتّم ردًا فنيًا سريعًا وذكيًا.

 

وفي معرض حديثه عن الحرب الناعمة، شبّه شجاعي طباطبائي دور الفنانين في هذه المرحلة بـ”المجاهدين في ساحة المعركة”، مؤكدًا أن العمل الفني في هذه الظروف هو شكل من أشكال الجهاد.

 

واستحضر تجربة الحرب المفروضة على إيران، حين ظنّ صدام المقبور، بدعم غربي كامل، أنه قادر على احتلال إيران خلال أسبوع، وهو ذات الوهم الذي يعيشه الصهاينة اليوم.

 

وأضاف أن العدو ارتكب خطأً استراتيجيًا في تقديراته، تمامًا كما حدث في قضية “البيجرات” في لبنان، حين ظنّ أن حزب الله انتهى، وهو الآن يظنّ أن إيران يمكن أن تُهزم خلال أسبوعين. وأرجع هذا التقدير الخاطئ إلى دعم إدارة ترامب، التي كانت تسعى لحسم الملف الإيراني خلال ستين يومًا.

 

وأكد شجاعي طباطبائي أن الفنانين يجب أن يكونوا إلى جانب الشعب والجنود، مشيرًا إلى أنه تلقّى خلال الأيام الماضية رسائل تضامن من فنانين حول العالم، ما يدلّ على أن القلق على إيران وشعبها يتجاوز حدود الجغرافيا.

 

وختم بالقول إن الكاريكاتير ليس مجرد فن، بل أداة استراتيجية للتنوير والمواجهة، داعيًا إلى تحويل الرسوم إلى منتجات فنية قابلة للنشر والتأثير، وعدم الاكتفاء بالطرح اللحظي. كما شدّد على أن الرمزية الإعلامية عنصر حاسم في المعركة، وأن سحر إمامي أصبحت رمزًا عالميًا للشجاعة، يجب البناء عليه فنيًا وإعلاميًا.

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة