أصدر الفنان الإيراني “محسن جاوشي”، مساء الأحد الماضي، مقطوعة موسيقية بعنوان “علاج”، من كلمـات كاظم بهمني، وألحان وأداء جاوشي، وذلك ردًا على الهجوم الذي شنّه الكيان الصهيوني على إيران.
ونشر جاوشي هذه المقطوعة على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
علاج
محسن جاوشي يرسم في أنشودته الاستراتيجية “علاج” أفق النصر التاريخي للشعب الإيراني، وفي خطوة فنية لافتة، أعلن موقفه الصريح من الحرب المفروضة، عبر إصدار أنشودته الثورية “علاج”، التي جاءت في الليلة التاسعة من الحرب، لتكون أول ردّ فني مباشر على العدوان الصهيوني–الأمريكي.
وقد اعتُبر هذا العمل، الذي نُشر في لحظة حرجة من التاريخ الإيراني، صرخةً فنية استراتيجية، حيث استخدم چاوشي موهبته الإلهامية في التأريخ، ليقدّم من خلال كلمات كاظم بهمني، وبموازاة صواريخ إيران، هجومًا شعريًا على الخونة الداخليين وأعداء البشرية.
صاحب ألبوم “إبراهيم”، وجّه في هذا العمل انتقادًا لاذعًا للرئيس الأمريكي، الذي “نفخ في بوق الحرب ثم قرع طبول السلام”، داعيًا أحرار العالم إلى المواجهة النهائية مع النظام العالمي الظالم وقاتل الأطفال.
ووصف جاوشي كلًّا من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بأنهما “فئران ليلية يجب أن تفتك بهما أنياب قطط العالم”.
الاستماع إلى “علاج” في ظلّ أجواء الحرب يتطلّب قلبًا قويًا؛ فالأنشودة تبدأ بدقيقة من الموسيقى المشحونة بالتوتر، ثم يظهر صوت جاوشي خلف مؤثر صوتي أنيق، ليبدأ استجواب رموز الظلم والطغيان، ساخرًا من ذرائعهم الكاذبة للهجوم على إيران.
أما الشاعر كاظم بهمني، فقد صاغ في هذه القصيدة الهجينة بنيةً سردية متعددة الطبقات، بلغة بسيطة، لكنها تنقل أعمق تعقيدات الأزمة العالمية، وتبثّ في المستمع ترددات من الأمل والبطولة واليقين.
هذه المعركة الثقافية والفنية، التي بدأها ابن إيران الغيور، تُبشّر بإحياء عاجل لقوة إيران الناعمة؛ تلك القوة التي يخشاها العدو أكثر من أي سلاح، والتي يمكنها أن تقلب المعادلات لصالح المصالح الوطنية.
شارك في تنفيذ هذا العمل الفني كلٌّ من: عادل روحنواز (عازف الغيتار الكهربائي)، توحيد نوري (عازف البيانو)، محسن جاوشي (التوزيع الموسيقي)، مهدي كريمي (المكساج والماسترينغ)، حامد تلخآبي (تصميم الغلاف).
كلمات الأنشودة
بأشلاء أجسادنا.. وبضفائر بناتنا.. ماذا كنتم تريدون أن تفعلوا؟.. نحن أحياء… مثل الأمل..
عيشوا هذه الأيام القليلة.. وافتخروا بالقتل.. نفختم في بوق الحرب.. ثم فجأة تطلبون السلام؟.. يا أبناء إبليس الأشرار!.. يا أسوأ أهل الأرض!.. نحن أهل اليقين.. فهل ترغبون في المقامرة؟ ..
أيها الناس، العلاج في الوطن!.. الدنيا ليست سوى شفتين ولسان.. هذه حرب جسدٍ لجسد.. يا أحرار العالم!.. فكّروا في تربية.. الأقوام المستعبِدة!
ظلمهم بلا حدود.. أفكارهم مظلمة وشريرة.. صفارات إنذارهم المتواصلة.. ثقوب قبتهم الحديدية..
أيها القطط، اقتلوا.. هذه الفئران الليلية!.. قتلة الأطفال ليسوا هاوية.. من هو أجبن منكم؟..
نحن قادمون.. يا جراثيم الظلم والطغيان.. لا يزال هناك وقت.. اهربوا من بيوتكم.. الحديث ليس عن عدد أو قلة.. سيف غضبنا ذو حدّين.. حتى ضربة واحدة ثمينة..
هذه الشفرة… شفرة يوم الجزاء.. الكعبة خُلقت لتفهموا.. اسجدوا لذو الفقار!..
أيها الناس، الله يحمينا.. لم يُرِد لنا إلا الخير.. نعم، الله في كلّ مكان.. فلم الخوف من الأعداء؟..
لا تعوّلوا إلا على نظر الله ولطفه.. الخونة كانوا وسيبقون.. هذا من صنع الأجانب.. اللعنة على هذه الفئة الدنيئة.. وحين تنقشع غبار الفتنة.. لا رحمة على الظالم.. ولا على المرتزقة!
أنشودتي “ابني” و”أمّ الوطن”
وكان جاوشي قد نشر سابقًا مقاطع من أنشودتيه “ابني” و”أمّ الوطن”، مرفقة بمقاطع فيديو توثّق الهجوم الصهيوني على إيران، وردّ القوات العسكرية الإيرانية عليه.
في أنشودة “ابني” يقول: “أبي هنا، وأمي هنا، ووطني هو إيران.. فأين أذهب؟ كلّ مكان غير هذا الوطن هو سجنٌ لي”..
وفي “أمّ الوطن” يقول: “لا قوة عظمى قادرة على إخضاعها.. إن كانت المرأة تهمينة، فالرجل تهمتن.. الوطن قد بكى، لكنه صبر > أمّ الوطن الجريحة… أمٌّ أسدية”.