الخبير الاستراتيجي، مصيّب نعيمي:

الزواوي كان يؤمن بأن فلسطين لن تتحرر إلّا ببنادق المقاومين

كانت نشاطاته واضحة خاصة على السلك الدبلوماسي وكان يعمل جاهداً لإيصال حقيقة فلسطين والإحتلال الصهيوني لهذا البلد الذي يعاني أكثر من 75 عاماً من الإحتلال

2023-02-20

كان السيد صلاح الزواوي من أبرز الشخصيات الفلسطينية والمقاومة منذ القدم، حيث كان من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم دخل الحراك السياسي، ومنذ ذلك الوقت كانت له رؤية واضحة وصريحة بالنسبة للحلفاء والأعداء، فكان له دور كبير في بناء الثقة بين قوى المقاومة وكان يقوم -رغم كل الصعوبات- في مسار صحيح وبنى علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيضاً مع قوى المقاومة في كل مكان، وكان يعمل على مدار الساعة على مستوى فهم القضية الفلسطينية، إن كان في المرحلة التي كان هو ضمن منظمة التحرير وقوى التحرير في فلسطين وخارجها، وإن كان في المرحلة الطويلة التي كان يقوم بدور السفير ومقدم السفراء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كانت نشاطاته واضحة خاصة على السلك الدبلوماسي وكان يعمل جاهداً لإيصال حقيقة فلسطين والإحتلال الصهيوني لهذا البلد الذي يعاني أكثر من 75 عاماً من الإحتلال. وكما نعرف كان هو من فلسطين وهجر فلسطين وخرج منها، ولم يكن يوماً إلا أن قدّم خطوة جديدة في ترويج المقاومة وتحقيق الحق الفلسطيني في العودة لأراضيه وتحريره من العدو الصهيوني.

على ضوء ذلك، يمكن أن نقدّر هذا الشخص بمستوى الرجال الفلسطينيين الأساسيين الذين لم ينحنوا أبداً، ولم يكن هو يوماً مع المساومة مع الإحتلال. ورغم أنه كان ضمن القوى التي أقدموا على بعض التقارب مع الكيان الصهيوني بهدف تحرير الأرض؛ لكنه كان يتحدث دائماً بأن أرض فلسطين لا يمكن أن تُحرر إلا عبر بنادق المقاومين، فمثل هذا الشخص يجب أن نكنّ له كل التقدير والإحترام وستبقى مواقفه من ضمن مواقف المناضلين الفلسطينيين الذين بنو وجودهم في مواجهة الإحتلال منذ البداية، ورحلوا وختمت حياتهم وهم مقاومون أساسيون في هذا المشوار ورحمة الله عليه ونرجو من الله تعالى أن يزيد من أمثاله بين قوى التحرير الفلسطينية، إن شاء الله تعالى.

 

المصدر: الوفاق/خاص