الخبير السياسي، سعدالله زارعي:

الزواوي كان نموذجاً تامّاً للتفاعل البنّاء بين الإيرانيين والفلسطينيين

شهد الزواوي مشاهد مختلفة خلال فترة سفارته؛ من مفاوضات كمب ديفيد في السبعينيات إلى الحروب والإشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة، إلى التطورات التي حدثت في المنطقة العربية، بما في ذلك الصحوة الإسلامية والحروب التي أطلقها التكفيريون

المرحوم صلاح الزواوي الذي كان يُعرف بـ”شيخ السفراء” بسبب خبرته وقدم حضوره في إيران، حاول أن يمثل المجتمع الفلسطيني بأكمله خلال فترة مسؤوليته الطويلة في السفارة الفلسطينية في طهران.

وعلى الرغم من أنه كان سفيراً رسمياً للسلطة الفلسطينية في طهران، وكانت لحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممثلية خاصة في طهران، إلا أن سلوك الزواوي في الأوساط الدبلوماسية كان بطريقة تمثل كل الحركات والأطياف الفلسطينية.

شهد الزواوي مشاهد مختلفة خلال فترة سفارته؛ من مفاوضات كمب ديفيد في السبعينيات إلى الحروب والإشتباكات بين الفلسطينيين والصهاينة، إلى التطورات التي حدثت في المنطقة العربية، بما في ذلك الصحوة الإسلامية والحروب التي أطلقها التكفيريون.

في هذه الحقبة، كان الزواوي مقاوماً وثابتاً على الخط الأصيل ولم ينحرف عن مسار الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وكانت هذه قضية مهمة، ومن هذا الاتجاه كان معززاً لدى مكاتب المقاومة الفلسطينية في طهران، وأصدقائنا في جهاد وحماس يعتبرون الزواوي بأنه كبيرهم في طهران وكانوا يتعاملون معه.

خلق الزواوي، الذي كان يحضر مراسيم مختلفة للثورة الإسلامية، علاقة وطيدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخلق الثقة عند مؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتأكيد وفاته كشخصية فلسطينية ذات خطوة ثابتة ومستقرة ينبغي أن يحترم ويذكر كنموذج تام للتفاعل البنّاء في العلاقات بين الدولتين والشعبين الإيراني والفلسطيني.

 

المصدر: الوفاق/ خاص