اكد السفير الايراني لدى موسكو: من سخرية المفارقات في التاريخ أن كيانا ليس طرفا في المعاهدات الدولية التي تحظر أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك معاهدة منع الانتشار، يرفض قبول ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويمتلك أسلحة نووية، ويهدد الدول الأخرى علانية باستخدام هذه الأسلحة.
وفي مقال له كتب السفير الايراني لدى موسكو “كاظم جلالي” ، انه علاوة على ماذُكر اعلاه فان هذا الكيان الصهيوني يتولى دور منفذ القانون الدولي، وبالتعاون مع عضو دائم في مجلس الأمن، يسمح لنفسه بمهاجمة المرافق النووية السلمية لعضو في معاهدة حظر الانتشار النووي.
وتابع جلالي انه يوم الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025، شهد المجتمع الدولي حربا عدوانية واسعة النطاق، انتهكت بشكل صارخ جميع قواعد ومبادئ القانون الدولي، ودمرت المدن والمناطق المدنية والمواطنين المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك منشآت الطاقة التابعة لدولة عضو في الأمم المتحدة.
وعلاوة على ذلك استهدفت ايضا المنشآت النووية السلمية التابعة لدولة عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، والتي تخضع للإشراف الشامل للوكالة الدولية للطاقة النووية، كما استهدفت بعض هذه الهجمات الشنيعة المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وخاصة موقعي تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، ومنشأة أراك للماء الثقيل، والتي تخضع بالكامل لضمانات وإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا.
واوضح جلالي ان الكيان الاسرائيلي ، الذي يعتبرالوحيد الذي يمتلك أسلحة نووية في المنطقة، ليس عضوا في أي من معاهدات نزع السلاح الرئيسية الثلاث، بما في ذلك معاهدة عدم الانتشار، واتفاقية الأسلحة الكيميائية، واتفاقية الأسلحة البيولوجية.
و في حين أن هذا الكيان،وخلافا للقواعد الدولية، يمتلك جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل الثلاثة، ويسعى بشكل منهجي إلى خداع وتبرير أفعاله العدوانية من خلال اتهام إيران ببرنامج نووي سلمي، دون تقديم أي أدلة أو وثائق.
وبيّن السفير الايراني لدى موسكو ، ان هذه الإجراءات الخطيرة اضعفت نظام منع الانتشار العالمي، وقوّضت مصداقية مهمة الوكالة الدولية للطاقة النووية.مضيفا أنها تقوّض شرعية نظام منع الانتشار وسلامته، وتُشكّل تهديدا خطيرا للسلم والأمن العالميين، معتبرا انه ينبغي أخذها على محمل الجد، وتوعية المجتمع الدولي بأسره، وخاصة العالم متعدد الأطراف.
واشار الى ان الهجوم الذي شنته قاذفات بي-2 الأمريكية في 22 حزيران/يونيو على المنشآت النووية الإيرانية الخاضعة للضمانات في فوردو ونطنز وأراك ، اكدت التكهنات بأن بعض الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، كانت تدعم بشكل ثابت الهجمات “غير المبررة” التي يشنها الكيان الصهيوني على الدول الأعضاء تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.كما اظهر أنه، وكما هي الحال دائما، كانت بعض الدول الغربية على الجانب الخطأ من التاريخ في خلق المآسي الكبرى.
وهنا تابع معتبرا أن المسؤولين الأمريكان أدركوا أن وكيلهم العسكري في المنطقة عاجز عن أداء واجباته بمفرده. ولذلك، دخلوا المعركة، حتى لو كلفهم ذلك تشويه سمعة الادارة الأمريكية دوليا أمام الدول والرأي العام العالمي.
ولفت جلالي الى انه في الآونة الأخيرة،وفي تصريح له لتلفزيون ZDF، قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، مؤيدا بشكل كامل لأفعال الصهاينة، ان “هذا عمل قذر تقوم به إسرائيل نيابة عنا جميعا”.مضيفا ان تعليق المسؤول الألماني ليس زلة لسان، بل هو اعتراف بـ “المعايير المزدوجة” الغربية على الساحة القانونية والدولية، .
واوضح انه وبعبارة أخرى، فإن الكيان الاسرائيلي، نيابة عن التحالف الأحادي، ينتهك نظام منع الانتشار العالمي في حين يتلقى في الوقت نفسه دعمهم.معتبرا انه يجب على المجتمع الدولي ألا يسمح لهذه الجرائم والانتهاكات للأعراف أن تمر دون رد، مؤكدا على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمقاومتها البطولية ودفاعها الوطني، قد عاقبت العدو المعتدي الذي لم يحقق أيا من مطالبه التعسفية وغير القانونية.
و اضاف جلالي ان الحقيقة هي أن ما حدث خلال الأيام الاثني عشر من الهجوم العسكري الصهيوني والأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن مجرد هجوم عسكري على دولة مستقلة عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي؛ بل كان أيضا هجوما مباشرا على المبادئ الأساسية للنظام القانوني الدولي، الذي تشارك فيه القوتان النوويتان، الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الاسرائيلي،رسميا وعلنا. وختم السفير الايراني لدى موسكو، ان للسخرية التاريخية مرارة لا تُطاق تبقى في ذاكرة الأمم لعقود، بل لقرون. لكن على النقيض من هذه الكوميديا السياسية السوداء، ثمة مثل يقول: “ينجلي الليل الحالك ليناوب النهار مكانه”.