الوحدة في ظل التهديد..

الشركات القائمة على المعرفة لم تتوقف عن الإنتاج

الوفاق/ صرّح أحد مسؤولي لجنة تقنية النانو في البلاد إن "الشركات القائمة على المعرفة لم تتوقف عن الإنتاج فحسب، بل إنها أظهرت عزمها على مواصلة المسار من خلال طلبات جديدة للحصول على شهادات النانو وإطلاق خطوط إنتاج جديدة." وأشار محمد باقري إلى الدور الرئيسي للتكنولوجيات المتقدمة في تعزيز الأمن الوطني والصناعي للبلاد، وقال: "الإنجازات العلمية لإيران ثمرة سنوات من جهود الباحثين والعلماء، وقد وصلنا اليوم إلى مستوى يتحدى حتى المنافسين العالميين."

*ردّ فعل النخب والشركات القائمة على المعرفة: “سنبقى ونقاوم

 

وأكّد هذا الخريج من جامعة أميركبير الصناعية، في إشارة إلى الروح العالية للمقاومة في المجتمع العلمي والتكنولوجي في الظروف الراهنة، وقال: “لم تتوقف النخب والشركات القائمة على المعرفة عن أنشطتهم البحثية والعلمية رغم تعرض بلدنا لهجمات الأعداء، وهناك أمثلة عديدة على هذه الروح المقاومة بين الشركات القائمة على المعرفة والصناعات الكبرى.”

 

وأضاف باقري، والذي عاد إلى إيران بعد سنوات من الدراسة والبحث في كندا والولايات المتحدة، في رسالة له: “نحن نسكن في طهران ولن نرحل أبداً. أما الذين يجب أن يغادروا هذه الأرض، فهم يجلسون على بُعد 2300 كيلومتر من هنا.”

 

وقال باقري: “في القطاع الصناعي، أعلن المدير التنفيذي لإحدى الشركات القائمة على المعرفة: أنا وزملائي جميعاً مستعدون للتضحية بهذه الشركة وكل ممتلكاتنا من أجل شبر واحد من أرض إيران. نحن اليوم أقوى من الأمس وسنواصل عملنا بصلابة أكبر.”

 

وأكّد أن “هذا الجو الموحّد ليس واضحاً فقط على مستوى المجتمع العام، بل أيضاً بين الشركات القائمة على المعرفة والصناعات الكبرى. لقد زادت التهديدات الأخيرة من تماسكنا وأثبتت أن إيران قادرة، حتى في أصعب الظروف، على مواصلة تقدمها بالاعتماد على القوة الداخلية والتكنولوجيات المحلية.”

 

وأكّد باقري قائلاً: “لم تكتف شركاتنا القائمة على المعرفة بعدم التوقف عن الإنتاج، بل أظهرت عزمها على مواصلة المسار من خلال طلبات جديدة للحصول على شهادات النانو وإطلاق خطوط إنتاج جديدة.” وأشار إلى أمثلة واقعية، وأضاف: “أعلن المديرون الصناعيون صراحة أنهم مستعدون للتضحية بكل ممتلكاتهم من أجل الحفاظ على وحدة أراضي البلاد. هذه المواقف تعكس النضج الفكري لمجتمع التكنولوجيا في بلادنا.”

 

وأكّد باقري: “كل باحث إيراني اليوم هو جندي في جبهة العلم والتكنولوجيا. لقد أثبتنا أننا قادرون على مواصلة تقدمنا في أصعب الظروف، وسنواصل هذا المسار بقوة أكبر.”

 

وأشار إلى الأجواء السائدة في المجتمع العلمي الإيراني في الظروف الحالية، مؤكدًا: “نشهد اليوم وحدة غير مسبوقة بين الباحثين والخبراء التكنولوجيين والشركات القائمة على المعرفة. ما نراه في الفضاء الافتراضي والشبكات العلمية يعكس العزم الراسخ لهذا المجتمع لمواصلة مسار التقدم بأقصى قوة.”

 

وتطرق عضو منظومة الابتكار والتكنولوجيا في البلاد إلى الدعم المعنوي المتلقّى من المجتمع الدولي، قائلاً: “تلقينا العديد من رسائل الدعم من دول عديدة، بما في ذلك مسؤولون علميون من دول إسلامية وصديقة مثل نائبي وزير العلوم في فنزويلا وباكستان، والتي تعكس الاحترام العالمي لمقاومة بلادنا.” وأضاف: “الكثير من هذه الرسائل ترى إيران رائدة في إحقاق حقوق الأمم العلمية، وتتمنى أن يستمر هذا المسار بنجاح. المجتمع العلمي الإيراني ومبتكرونا، اعتمادًا على القدرات الداخلية والروح الثورية، لن يسمحوا أبدًا بأن تعيق التهديدات الخارجية تقدم البلاد.”

 

 

* اغتيال العلماء يعبّر عن خوف الأعداء

 

 

من جانبها، أصدرت مؤسسة العلوم الوطنية بيانًا أكدت فيه: “نطالب المجتمع الدولي بعدم الصمت تجاه الإرهاب العلمي في إيران، فهذا الصمت خيانة لمستقبل الإنسانية”.

 

نص بيان المؤسسة لإدانة الهجوم الصهيوني على بلادنا كالتالي:

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”

 

إن الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني وحليفه المطلق، الولايات المتحدة الأمريكية، ضد علماء ونخب إيران العلمية، وقادتها المضحين، والأبرياء من الشعب، هي انتهاك صارخ لكافة معايير حقوق الإنسان. إن اغتيال العلماء الإيرانيين الذين كانوا يساهمون في توسيع آفاق المعرفة والتقنيات السلمية ليس فقط انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، بل هو دليل على ذعر الأعداء من ازدهار إيران الإسلامية علميًا.

 

تُدين مؤسسة العلوم الوطنية هذا الهجوم الصارخ على حرمة العلم وتقدم المعرفة الإنسانية، مؤكدةً على المكانة السامية للبحث العلمي. نحن نؤمن بأن دماء شهداء طريق العلم ستكون مشعلاً يهدي الباحثين في هذا البلد، ولن تتمكن أي مؤامرة من إيقاف مسيرة التقدم العلمي لإيران.

 

وتطالب المؤسسة المجتمع الدولي بعدم السكوت عن هذا الإرهاب العلمي، لأن صمته خيانة لمستقبل البشرية، كما تحث على الاعتراف بالحق الأساسي للباحثين في ممارسة أنشطتهم السلمية والدفاع عن حرية البحث العلمي.

 

كما ندعو منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمفكرين إلى تشكيل تحالف عالمي لوقف جرائم الصهاينة.

 

 

* الباحثون والأساتذة لا يتوقفون عن النهوض بالعلم والتكنولوجيا

 

وفي هذا السياق، أكّد المعهد الوطني للهندسة الوراثية والتقنية الحيوية، في بيان له، إن “الباحثين والأساتذة والطلاب في إيران الإسلامية يعملون بكامل طاقتهم من أجل النمو والارتقاء العلمي والتقني للبلاد ولن يتوقفوا عن ذلك.”

وجاء في البيان الذي أصدره المعهد الوطني للهندسة الوراثية والتقنية الحيوية والجمعية الوراثية الإيرانية، والذي يدين العدوان الصهيوني الأمريكي الغاشم على إيران الإسلامية، ويطالب الباحثين والطلاب والعلماء حول العالم بإدانته، النص التالي:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

“وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”

 

في أعقاب العدوان الوحشي والخيانة الخبيثة على أراضينا العزيزة من قبل الكيان الصهيوني الدموي وأمريكا المجرمة، والذي تم خرقاً للاتفاقيات والقوانين الدولية، خاصة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، نحن الأساتذة والباحثين والطلاب في المجتمع العلمي الإيراني، ندين بأشد العبارات الكيان الصهيوني الغاصب وأمريكا المجرمة.

 

ونحن، إذ نؤيد ونتبع توجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية، ونلتزم بمبادئ وأهداف الثورة الإسلامية النبيلة، ونعزي أسر الشهداء، نؤكد على ضرورة الرد الحازم على أي عدوان جديد من قبل القوات المسلحة بأي شكل وفي أي زمان ومكان.

 

مما لا شك فيه أن هذا الهجوم الغادر، الذي بدأ أثناء المفاوضات الدبلوماسية، يمثل وحشية صارخة وانتهاكاً للمبدأ الأساسي لسيادة الدول في القانون الدولي والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. هذا العمل لم يعرض فقط للخطر الاستقرار الإقليمي والعالمي، بل ألحق أيضاً أضراراً جسيمة بالنظام القانوني والأخلاقي العالمي.

 

لقد تعرضت بلادنا لسنوات عديدة لهجمات وعقوبات اقتصادية وثقافية واجتماعية بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني؛ لكن خلال الأيام الـ12 الأخيرة من الأعمال الإرهابية التي استهدفت مناطق مختلفة من البلاد، استشهد أكثر من 500 مواطن وأصيب أكثر من 3000، بينما كان حوالي 90٪ من الضحايا مدنيين.

 

إن قتل الأطفال والنساء الأبرياء، والعلماء والنخب الأكاديمية، والقادة والعسكريين، وتدمير المراكز الدفاعية والبنى التحتية للبلاد، كشف زيف ادعاءاتهم، وهو بلا شك انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ومبدأ حظر استخدام القوة في العلاقات بين الدول.

 

حان وقت تحمّل المسؤولية، فالعالم يشهد مرحلة مريرة. لقد أظهر الكيان الصهيوني، بعد تجاهله لكل القوانين الدولية والإنسانية واحتجاجات الشعوب ضد جرائمه بحق الإنسانية وقتل الأبرياء في فلسطين، مرة أخرى من خلال عدوانه على إيران الإسلامية أنه لا يحترم أي من المعايير العالمية. هذا الكيان، بدعم من أمريكا، يسعى لتدمير المعايير العالمية التي هي إنجاز ثمين للإنسانية، ويجب على العالم والشعوب الحرة اليوم أن تتحد لوقف هذا الكيان العنصري.

 

نحن نناشد الأمم المتحدة، مجلس الأمن، محكمة العدل الدولية، المنظمات غير الحكومية، وجميع النخب والأساتذة والباحثين والطلاب والمفكرين وأحرار العالم في إيران والشرق الأوسط وأوروبا والعالم أجمع أن يقفوا ضد هذا الظلم الصارخ، وأن يتحركوا بناءً على الفطرة الإنسانية ومسؤولياتهم القانونية لمواجهة مثل هذه الاعتداءات واستعادة حقوق الشعب الإيراني، وأن يستخدموا كل الوسائل المتاحة لمعاقبة هذه الجرائم ووقفها. إن الباحثين والأساتذة والطلاب في إيران الإسلامية يعملون بكل قوتهم من أجل النهوض بالعلم والتكنولوجيا في البلاد ولن يتوقفوا.

 

 

* زملاء العلماء الشهداء سيسيرون على دربهم بجهد مضاعف

 

 

من جهته، أكد رئيس جامعة طهران في رسالة إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية على مواصلة طريق شهداء الجهاد العلمي بسرعة أكبر للوصول إلى القمة.

 

وجاء في نص الرسالة:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إلى قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد خامنئي(حفظه الله)

 

بعد التحية والاحترام،

 

وبعد الصلاة على محمد(ص) وآله (عليهم السلام)، وتحيةً لأرواح شهداء كلية الهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي -الشهداء العظام الدكتور محمد مهدي طهرانجي، والدكتور أحمدرضا ذوالفقاري، والدكتور عبدالحميد مينوتشهر، والدكتور أميرحسين فقهي، والدكتور فريدون عباسي- وجمع من قادة الحرس الثوري الشجعان والأبرياء المظلومين من أرض إيران الذين نالوا شرف الشهادة على يد أشد الأشرار، أعلن أنه بفضل الله وعونه، فإن زملاء هؤلاء العلماء الشهداء سيقومون بواجبهم وسيسيرون بجهد مضاعف وجهاد علمي على الدرب الذي وضع هؤلاء الشهداء أساسه.

 

وبكل تأكيد، سيثبت المجتمع العلمي بإرادته المضاعفة للأعداء المتوحشين – أمريكا وإسرائيل الإرهابية المجرمة – أن إرادة الأمة وإيمانها لن يُخمدا. إنه خطأ حسابي من الأعداء أن يظنوا أن بالاغتيال والجرائم يمكنهم إيقاف تقدمنا العلمي والمعنوي، ووهمهم أن بقتل العلماء يمكنهم انتزاع العلم منا. لذا، وباستعانتنا بالله تعالى واستمداداً من أرواح شهدائنا المقدسة، وبتوجيهاتكم السامية، سنواصل طريقهم بعزيمة أقوى وبسرعة أكبر نحو القمة، ليكون ذلك صفعة قوية على أفواه المثرثرين وأعداء إيران الإسلامية.

وفي الختام، أدعو الله تعالى بفرج القائم المنتظر وبطول عمركم المبارك.

 

* استمرار التقدّم التكنولوجي مضمون

 

إلى ذلك، أكّد عضو هيئة التدريس بجامعة الشهيد بهشتي أن الأعمال الإرهابية لن توقف أبدًا تقدم البلاد، مشيرًا إلى أن العلماء الجدد تربوا في مدرسة الشهداء، خاصة شهداء البرنامج النووي، ليواصلوا طريقهم.

 

وأدان عضو هيئة التدريس بجامعة الشهيد بهشتي بشدة الأعمال الوحشية للكيان الصهيوني الغاصب، مؤكدًا أن أعمال العنف الصهيوني لم تدنها فقط حكومات وشعوب المنطقة، بل أيضًا الضمائر العالمية اليقظة. وأضاف: “حتى في الدول التي تدعم حكوماتها “إسرائيل”، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية، قامت الشعوب والطلاب بإدانة هذه الأعمال.”

 

ووفقًا للأستاذ الجامعي، فإن هذه الإدانات تعكس الضمير الإنساني والإيمان بحقوق الإنسان، ولا يمكن تبرير هذه الأعمال الوحشية بأي حال. وأوضح: “إيران لم تكن ولن تكون البادئة بهذه الهجمات، بل “إسرائيل” هي التي انتهكت الحرمات الجوية والأرضية للبلاد، وكان على إيران الدفاع عن نفسها.”

 

وفي إشارة إلى الاغتيال الجبان للعلماء النوويين الإيرانيين، قال: “إيران تنتهج أنشطتها النووية في إطار القوانين والالتزامات الدولية، بما في ذلك معاهدة حظر الانتشار النووي، ولم تسع أبدًا لصنع أسلحة نووية ولن تفعل ذلك.”

 

وأكد أن ادعاءات “إسرائيل” مجرد اتهامات سياسية، وأن المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرارًا أن إيران لم تحرف البرنامج النووي السلمي. كما أشار إلى الضغوط السياسية على المنظمات الدولية، مؤكدًا أن إيران ستواصل تطوير تكنولوجيتها النووية بشكل قانوني.

 

ووصف عضو هيئة التدريس بجامعة الشهيد بهشتي إسرائيل بأنها “دولة غير شرعية وعميلة لأمريكا في المنطقة”، غزت أرض فلسطين وأقامت كياناً إرهابيًا لخدمة مصالح القوى الغربية. وأوضح: “إسرائيل” هي في الواقع شرطي المنطقة الذي ينفذ أجندة النهب الأمريكية والأوروبية، ومن الطبيعي أن يواجه أي تقدم أو مطالبة بالحقوق في المنطقة، خاصة في إيران، معارضة شديدة من هذه القوى.

 

وأضاف: “الأعمال الإرهابية ضد العلماء النوويين ليست الأولى من نوعها، ففي السنوات الماضية شهدنا استشهاد مجيد شهرياري، مصطفى أحمدي روشن، ومحسن فخري زاده. هذه الأعمال لا تهدف إلا إلى منع التقدم التكنولوجي والاستقلال العلمي لإيران.” وأكد أن هذه الأعمال الإرهابية لن توقف تقدم البلاد، قائلًا: “العلماء الجدد تربوا في مدرسة الشهداء ليواصلوا المسير.”

 

واختتم بالتأكيد على أن قدرات إيران في المجال النووي والتكنولوجي المتقدم تثير مخاوف الأعداء، الذين يبحثون عن أي ذريعة لمواجهة التطور العلمي للبلاد.

 

المصدر: الوفاق