في الوقت الذي تُقبل فيه دول أوروبية وكندا على تعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التوترات الدولية المتصاعدة، يُبدي عدد متزايد من حلفاء الولايات المتحدة حذراً من الاعتماد الزائد على الصناعات العسكرية الأميركية. وأشارت وكالة “بلومبرغ” إلى أنّ الحلفاء الذين أقرّوا أكبر زيادة في الإنفاق العسكري منذ عقود، باتوا ينظرون بشكّ إلى شعار “اشترِ المنتجات الأميركية”، الذي روج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى أوروبا، في حين “قد لا يكون أمامها خيار آخر”.
ويشعر الزعماء الأوروبيون بأنّ تعزيز الاعتماد على الأسلحة الأميركية قد يعرّضهم لمخاطر استراتيجية أكبر، خاصةً في ظل التهديدات العلنية التي أطلقها ترامب، والتي تُعد مثيرة للجدل داخلياً. وفي هذا السياق، يتخوّف العديد من الساسة الأوروبيين من تداعيات سياسية داخل بلدانهم في حال توسيع العلاقات الدفاعية مع واشنطن.
على سبيل المثال، سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منذ انتخاب ترامب، لتعزيز الاستقلالية الدفاعية الأوروبية عبر الاعتماد على الشركات المحلية، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء صندوق دفاعي بقيمة 150 مليار يورو لدعم هذا التوجه. كذلك، تدرس كندا الانسحاب من برنامج المقاتلة الأميركية “إف-35″، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى شراء طائرات سويدية، إذ قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني مؤخراً: “لا ينبغي لنا بعد الآن أن نرسل ثلاثة أرباع إنفاقنا الدفاعي إلى أميركا”.