ورفع المشيّعون أعلام ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع) والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب الأعلام الفلسطينية، في تأكيد واضح على وحدة القضية والمواجهة المشتركة مع الكيان الصهيوني. كما ردّد المشاركون شعارات من قبيل: “لبيك يا خامنئي” و”الإيراني يموت ولا يقبل الذلّ” و”الموت لأمريكا واسرائيل”، في رسالة قوية تعبّر عن صمود الشعب الإيراني في مواجهة العدو الصهيوني.
وشارك الملايين في مراسم التشييع، حيث امتلأت الطرقات الممتدة من ساحة “الثورة الاسلامية” إلى ساحة “الحرية” غرب طهران بالجماهير، في مشهد عظيم من التلاحم الشعبي خلف قائد الثورة الإسلامية.
وتؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي قدمت آلاف الشهداء خلال العقود الأربعة الماضية على درب القدس، من خلال هذه الحشود أنها ماضية في طريق المقاومة والثبات، تحت راية القيادة الحكيمة لسماحة الإمام الخامنئي (دام ظله).
وحملت هذه المشاركة المليونية رسالة واضحة مفادها: “نحن مع الوطن، مع قواتنا المسلحة، ومع خيار الصمود والمقاومة، ونستلهم القوة وصامدين تحت القيادة الحكيمة لقائد الثورة الاسلامية”.
*رسالة قوية تحمل معاني الوحدة والانسجام
ووجّه الشعب الإيراني، في ظل الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية من قبل العدوين الأمريكي والصهيوني، رسالة قوية تحمل معاني الوحدة والانسجام والتلاحم. كما حضر العديد من مسؤولي البلاد خلال المراسم، مُؤكّدين على مواصلة درب الاقتدار والصمود بوجه الأعداء، كما شاركت فصائل المقاومة، حاملين شعاراتها وأعلامها إلى جانب أعلام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مرددين إداناتهم للأعمال الإجرامية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة.
تزامنت هذه المراسم مع اليوم الثاني من شهر محرم الحرام، ومصاب سيد الشهداء أبي عبدالله الإمام الحسين(ع)، حيث عزز من أهمية الفعالية، وأشاد المشاركون ذكرى من وقفوا بوجه الظلم وقوى الاستكبار في العالم.
وشارك في المراسم عدد المعزين من لبنان والعراق واليمن ليؤكدوا أنهم أينما كان هناك شر وتهديد ضد إيران، سيكونون معها يداً واحدة، مؤكدين دعمهم لقائد الثورة الإسلامية باعتباره إمام الأمة، وملتزمين بتنفيذ أوامره من أجل إحياء الأمة الإسلامية ودعم أبناء غزة.
وتزينت جدارية ساحة انقلاب في طهران بصور شهداء عدوان الكيان الصهيوني المجرم.
وحظيت مراسم تشييع شهداء الاقتدار في ساحة الثورة بطهران بتغطية إعلامية واسعة في وسائل الإعلام الدولية.
*مشاركة المسؤولين إلى جانب الشعب
وشارك رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان في مراسم تشييع جثامين شهداء العدوان الصهيوني بساحة انقلاب في طهران. كما حضر المراسم رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية حجّة الاسلام غلام حسين محسني ایجئي، وعدد من مسؤولي الحكومة. كما شارك نجل سماحة قائد الثورة الاسلامية في المراسم، وشارك العميد إسماعيل قاآني قائد قوّة القدس التابع للحرس الاسلامي في المراسم.
وسجّل الأدميرال علي شمخاني، المستشار السياسي لقائد الثورة الإسلامية، أول ظهور علني له بعد إصابته في العدوان الصهيوني الأخير على طهران.
* إلى الأبد إيران
في السياق، كتب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان في تغريدة: “أشكركم أيها الشعب العزيز من أعماق قلبي؛ لقد ودّعتم شهداء الوطن بمحبة، ووصل صوت وحدتنا إلى مسامع العالم. تعلّمنا من الإمام الحسين بن علي(ع) ألّا نستسلم، ألّا ننحني أمام الظلم. خدمة هذا الشعب الحرّ شرف حياتي. إلى الأبد إيران”.
*الشعب يرفع راية الشرف
من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف، في رسالة له بمناسبة مراسم التشييع، أن الشعب الإيراني يرفع راية الشرف، وقال: أيها الشعب الإيراني الكريم، النبيل والفخور؛ اليوم، وحدتكم وحضوركم في هذه الأيام الحرجة كان أعظم رد على العدو الصهيوني قاتل الأطفال. وكتب: شهد التاريخ مرة أخرى مشهداً في شوارع هذه الأرض. أيها الشعب بخطواتكم النابعة من الإيمان، حملتم الأجساد الطاهرة لأبناء هذه الأرض وأثبتم أن إيران لا تزال وطنا للعظماء.
وأكد: “أنحني أمام عظمة حضوركم في حفل وداع قادة الجيش الإسلامي الأبيين الذين ضحوا بأرواحهم في وجه العدوان الصهيوني”. كما أكد قاليباف أن الشعب اليوم لم يحمل الجثامين فحسب، بل رفع أيضاً راية شرف إيران. وأكد قاليباف أن وحدة وحضور الشعب في هذه الأيام الحرجة كان أعظم رد على العدو الصهيوني قاتل الأطفال، مؤكداً: اليوم، رأى العالم أن إيران وقفت موحدة، حتى أولئك الذين قد يختلفون معنا في الرأي؛ لكنهم وقفوا جنباً إلى جنب في الدفاع عن إيران ودماء الشهداء. وقال في ختام رسالته: علينا أن نعاهد الشهداء على مواصلة طريقهم وبناء إيران قوية ومستقلة وكريمة ومقتدرة، وأن لا نترك دماء هؤلاء الأعزاء تذهب هدراً.
* المنتصر في الميدان هو الشعب الإيراني العظيم
من جهته، قال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني ایجئي: إن شعبنا بحضوره الحماسي والواعي في مراسم تشييع الجثامين الطاهرة لشهداء الاقتدار أثبت أنه تعلم الدروس في مدرسة الإمام الحسين(ع)، وإن استشهاد قادته وعلمائه وأبناء وطنه وأحبائه لا يمنعه من تحقيق هدفه المقدس فحسب، بل تُسرّع هذه الأحداث من تحقيقه.
وتابع قائلاً: لقد أثبت شعبنا مرة أخرى أنه لن يخضع للإذلال ولن يستبدل عزّته بأي شيء آخر. وأوضح أنه من المؤكّد أنّ المنتصر في الميدان هو الشعب الإيراني العظيم، وسيُباد المجرمون كما شهد التاريخ؛ كما أن مصير أمريكا المجرمة والکیان الصهيوني الدنيء والمهين لن يكون سوى الدمار والفناء والزوال. وقال: لقد أثبت شعبنا في الأحداث الأخيرة أنه يتمتع بروح ملحمية، وحماسة وطنية، وإيمان راسخ، وثقة بالنفس وإن شعبًا بهذه الصفات سينتصر في الميدان.
* الإيرانيون قدّموا الدم لا التراب
في السياق، قال وزير الخارجية سيد عباس عراقجي: إن التاريخ سیکتب إن “الإيرانيين لقد قدّموا الدم لا التراب؛ وقدّموا أعزاءهم ولا الكرامة؛ وصمدوا أمام وابل من آلاف الأطنان من القنابل، ولم يستسلموا”.
وکتب عراقجي في منشورة نشرها على صفحته في إنستغرام بعد مشارکته في المراسم: إن ذكرى الشهداء ومسارهم سيبقى حيّاً في القلوب اليقظة، وإن كان فقدانهم صعبًا ومُفجعًا، وإن الأجيال الرشیدة والواعية والمؤمنة ستواصل مسيرتهم. وأضاف: المنشآت والمباني، مهما بلغت أهميتها وقيمتها، تعود بعظمة جديدة وصلابة أكثر مع مرور الزمن، حتى لو استغرق الأمر سنوات لكن فخر الأمة أغلى من أي شيء آخر. وتابع: اليوم، حافظ الإيرانيون على كرامتهم واعتزازهم بمقاومة بطولية ضد نظامين مسلحين بالأسلحة النووية. ويتطلعون إلى المستقبل أكثر فخرًا وشرفًا وثباتًا من أي وقت مضى.
*جاهزون للضغط على الزناد
إلى ذلك، أكّد وزير الداخلية أن أمريكا والكيان الصهيوني أثبتا عدم إلتزامهما بأيّ وعود، وقال: إن جميع المسؤولين والقوات المسلحة في البلاد على أهبّة الاستعداد، يقظون وأيديهم على الزناد، للردّ بقوّة إذا ما أقدم العدو على نكث وعده.
وقال إسكندر مؤمني خلال المراسم، وفي إشارة إلى الرسالة الثالثة للقائد الثورة الاسلامیة بأن الشعب الإيراني لن يستسلم أبداً: كما شاهد الجميع، قال قائد الثورة الاسلامیة إن هذا النصر الصامد ملك للشعب الإيراني العظيم. وأكد أن الشعب أظهر تضامنه وأذهل العالم، مُضيفاً: عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن، يضع كل الاختلافات جانباً ويتحد الجميع للدفاع عن البلاد والوطن ووحدة إيران.
وصرح قائلاً: اليوم، أثبتت هذه الملحمة العظيمة التي سطرها الشعب في الميدان تمسكه بمبادئه ووحدة إيران وسلامة أراضيها ولا شك أن هذه الملحمة ستترك أثرها اليوم أيضًا وسيدرك العدو أي دولة يتعامل معها.
*الشعب وجه صفعة قوية للکیان الصهيوني
من جهته، أكّد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام اللواء “محسن رضائي”، أن قائد الثورة قاد بشكل مباشر الدفاع المقدس للقوات المسلحة للبلاد ضد هذه الحرب الجبانة، وقال: إن الشعب الإيراني وجه صفعة قوية بوجه الكيان الصهيوني الشرير. وتحدث رضائي، السبت، خلال مراسم تشييع شهداء العدوان الصهيوني، عن رسالة القيادة بشأن عدم استسلام إيران والوحدة الفريدة للمواطنين الإيرانيين، وهنأ الشعب والقوات المسلحة الإيرانية على الانتصارات العظيمة، مشيدا بالقيادة الحكيمة والشجاعة لقائد الثورة. وأكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أن اليوم، تعززت مكانة إيران في المنطقة والعالم، وتغيرت النظرة إلى إيران في غرب آسيا.
*محطة خالدة ومصيرية في تاريخ إيران
إلى ذلك، صرّح المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد علي محمد نائيني، على هامش المراسم، بأن تصريحات ترامب المتخبطة ناتجة عن الهزيمة الثقيلة التي مُني بها أمام إيران، مؤكداً أن هذا اليوم شكّل محطة خالدة ومصيرية في تاريخ إيران، حيث شهد العالم مشهداً مهيباً للوحدة والغيرة والعزة وصمود الشعب الإيراني. مُؤكّداً أن هذه المراسم حملت رسالة قوة وثبات لأعداء الأمة، وعبّرت عن شكر عميق من الشعب لتضحيات الشهداء الأعزاء.
وأضاف: نصيحتنا لترامب أن يفتح عينيه ويكفّ عن الثرثرة والتصرفات غير المتزنة. الهزيمة القاسية في الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً أدّت بوضوح إلى اضطرابه واهتزازه، مما انعكس في تصريحاته غير المتزنة.
*تظاهرة لوحدة الشعب
هذا وجاء في رسالة وزارة الخارجية بمناسبة مراسم تشييع جثامين شهداء العدوان الصهیوني: “لم تكن مراسم التشییع هذه مجرّد مراسم وداع، بل كانت تجسيدًا لوحدة شعب ردّ على الإرهاب بلغة الحضور. شعب اجتاز اختباراتٍ عديدة على طريق الاستقلال والحرية والكرامة وخرج منتصرًا. وكتبت وزارة الخارجية في رسالة نشرتها في شبكة إكس بمناسبة المراسم: شيع الشعب الإيراني العظيم اليوم، بحضور حماسي ومعنوي، الجثامین الطاهرة لأبناء الوطن، الرجال والنساء والأطفال الذين استشهدوا خلال الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وجاء في الرسالة: إن هذا الحضور الثابت ليس فقط دليلاً على وفاء الشعب لطريق التضحية والمقاومة من أجل الوطن وكرامة الشعب الإيراني، بل إنه يبعث أيضاً رسالة واضحة إلى العالم: أن الشعب الإيراني يحول التهديدات إلى وحدة والحرب إلى فرصة لتحقيق الإرادة الوطنية ومواصلة الطريق.
وأضافت الرسالة: تحيي وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ذكرى القادة والجنود والنخب الشهداء وكل أبناء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم خلال الغزو العسكري الصهيوني لإيران وتهنئ وتعزي عوائل الشهداء العظيمة وتقدر الشعب الإيراني العظيم،ويؤكد مرة أخرى على المبدأ أن الأمن لا يمنح من القوى الأجنبية، بل هو ثمرة صمود الشعب الذي يواصل مسيرته المشرفة بخطوات ثابتة في المراحل التاريخية.
*إيران رغم كونها دولة محبة للسلام، لن تستسلم
من جهته، أكّد المتحدث باسم الخارجية اسماعيل بقائي: “لقد أثبت الإيرانيون عبر التاريخ أنهم رغم كونهم محبين للسلام إلا أنهم لن يستسلموا ولن يخضعوا للإذلال أبدًا”. وقال بقائي خلال المراسم: اليوم هو الثاني من شهر محرم، وإن مراسم التشييع المتزامنة وتكريم أبناء الوطن الذين استشهدوا خلال حرب العدوان الصهيوني لها مغزى كبير في هذه الأيام. وأكد أن الشعب الإيراني يتبع مدرسة عاشوراء وقال: “إن ما يحدث اليوم والحماس الوطني والتضامن الذي يشهده تشييع الشهداء، إضافة إلى كونه مؤشرا على اللحمة الوطنية، فهو دليل على روح وطبيعة سعي الإيرانيين إلى الكرامة”.
* الوحدة والدفاع عن كرامة وأمن البلاد فوق كل اعتبار
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية “فاطمة مهاجراني” في رسالة على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي: أظهر الحضور المجيد للمواطنين الإيرانيين في مراسم تشييع شهداء العدوان الصهيوني مرة أخرى أن الشعب الإيراني يضع الوحدة الوطنية والدفاع عن كرامة وأمن البلاد فوق كل اعتبار.