وتأتي هذه التطورات عقب يوم دام ارتكب فيه الاحتلال الجمعة مجازر أوقعت نحو 100 شهيد.
بدوره أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء من الأطفال نتيجة سوء التغذية إلى 66، في وقت أكد فيه المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع بأن آلاف الأطفال يستشهدون جوعا مع استمرار منع دخول المساعدات.
بالتزامن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن عملية ضد قوات الاحتلال شرق خان يونس، استهدفت فيها 4 حفارات صهيونية مما أسفر عن اشتعال النيران فيها، في حين أكدت أن مجاهدوها رصدوا قتلى وجرحى من الجنود الصهاينة.
وفي الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحامات واعتقالات جديدة، وبالتوازي مع ذلك تتصاعد هجمات المستوطنين بشكل لافت.
*غارات مكثفة على القطاع
في التفاصيل، استشهد أكثر من 30 فلسطينياً في حصيلة غير نهائية، منذ فجر السبت، من جراء سلسلة غارات شنّها طيران الاحتلال الصهيوني وقصف مدفعي على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، أفادت وسائل إعلام بأن قوات الاحتلال كثّفت من غاراتها على أحياء المدينة، مستهدفة تجمّعات للمدنيين ومباني سكنية، من بينها مربّع سكني في منطقة قيزان أبو رشوان، حيث نفّذ “جيش” الاحتلال عمليات نسف واسعة. كما طالت الغارات منطقة بطن السمين جنوب المدينة.
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بعدما استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين بينهم 3 أشقاء من عائلة أبو ستة، إضافةً إلى إصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأفاد مجمع ناصر الطبي بارتقاء شهيد وإصابة آخرين بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وفي شمال غرب مدينة غزة شمال القطاع، قصف الاحتلال مدرسة عدنان العلمي التي كانت تؤوي نازحين، ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة آخرين.
واستشهد 3 أطفال وأُصيب آخرون بجروح في إثر قصف مدفعي استهدف منزلين في جباليا البلد.
هذا وحذرت وكالة “الأونروا” من أنّ الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحدّيات تشغيلية جسيمة، وأنّ هناك عقبات أمام التحرّكات الآمنة وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود إلى القطاع.
* التجويع؛ وسيلة للإبادة
من جهته أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، أنّ عدد الأطفال الشهداء نتيجة لسوء التغذية الحاد ارتفع إلى 66، في ظل استمرار الحصار الصهيوني وإغلاق المعابر.
وأوضح البيان أنّ الاحتلال يواصل منع دخول الإمدادات الغذائية الأساسية، وعلى رأسها حليب الأطفال والمكمّلات الغذائية، في خرقٍ صارخ لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
ووصف البيان سلوك الاحتلال بأنّه “جريمة ضد الإنسانية”، مؤكداً أنّ استخدام التجويع كأداة لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال يُمثّل انتهاكاً موثّقاً للقانون الدولي.
وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الصهيوني وداعميه الغربيين، خصوصاً الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، المسؤولية المباشرة عن هذه الكارثة.
ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التدخّل الفوري لفتح المعابر والسماح بدخول الغذاء والدواء، لإنقاذ حياة الأطفال والمرضى قبل فوات الأوان.
وفي ظلّ استمرار حرب الإبادة الجماعية، يواصل الاحتلال استهداف منتظري المساعدات بشكلٍ متعمّد، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ 112 طفلاً يدخلون مستشفيات غزة يومياً بسبب سوء التغذية.
ويواصل الاحتلال الصهيوني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، الإبادة الجماعية في القطاع، التي تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً النداءات الدولية.
*إنجازات المقاومة في غزة
في غضون ذلك نفذت المقاومة الفلسطينية عددا من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيوني تركز معظمها في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وأوقعت قتلى ومصابين بين صفوفهم، في وقت يشتكي فيه جنود الاحتلال من الإنهاك والإهمال.
في التفاصيل، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها فجّروا عبوة شديدة الانفجار في آلية عسكرية صهيونية في محيط شارع 5 شمال مدينة خان يونس، واستهدفت بالأسلحة الرشاشة حفارا عسكريا توغل في محيط الشارع نفسه.
كما قالت سرايا القدس إنها قصفت بقذائف الهاون تجمعات لجنود الاحتلال شرق مدينة حمد شمال خان يونس، واستهدفت كذلك تجمعات لجنود وآليات الاحتلال في محيط تلة المنطار شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وكانت سرايا القدس قد قالت إنها قصفت بصواريخ 107 خط إمداد وتموضع لجنود الاحتلال شرق محور نتساريم الواقع بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى في القطاع.
وبثت سرايا القدس مشاهد من تفجير مقاتليها آلية عسكرية صهيونية توغلت في محيط مسجد رياض الصالحين شرق مخيم جباليا شمالي شرقي قطاع غزة.
من ناحيتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات جيش الاحتلال الصهيوني في منطقة السطر الغربي شمال مدينة خان يونس.
كما أعلنت أنها قصفت بمشاركة سرايا القدس تجمعات للاحتلال في محيط مسجد حليمة جنوب خان يونس.
*”القسام” تبث مقاطع مصورة لعملياتها
وبثت كتائب القسام مقاطع مصورة قالت إنها لاستهداف جنود وآليات الاحتلال الصهيوني في محاور التوغل بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأظهرت المشاهد استهداف مقاتلي القسام وسرايا القدس ناقلة جند بعبوة ناسفة في عَبَسان الكبيرة شرق خان يونس، مما أسفر عن قتل قائد سَرية الهندسة وسقوط عدد من الجرحى.
وأظهر الفيديو كذلك تفجير عين نفق في منطقة القديحات في عبسان الكبيرة، مما أسفر عن مقتل نائب قائد كتيبة وإصابة 10 آخرين بعدما لجأ الاحتلال إلى تدمير المنطقة بالكامل لمنع المقاومة من سحب الضابط القتيل.
وكانت هيئة البث الصهيونية كشفت أن جنودا في الكتيبة 605 للهندسة القتالية التي فقدت 7 جنود في عملية بقطاع غزة يشتكون من إهمال عام في المعدات، وقال الجنود إن الإهمال يشمل الأسلحة الفردية والمدافع وناقلات الجند المدرعة.
ومنذ بدء حرب الإبادة بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغ عدد الضباط والجنود الصهاينة القتلى 879، إضافة إلى 6012 جريحا، وفق معطيات جيش الاحتلال على موقعه الإلكتروني.
وتأتي هذه العمليات في وقت تتواصل فيه الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، في ظل تصعيد عسكري متواصل جنوب القطاع، ولا سيما في خان يونس ورفح، حيث تحاول قوات الاحتلال التمركز وقطع خطوط الإمداد بين المناطق.
*اقتحامات واعتقالات في الضفة المحتلة
من جانب آخر أصيب فلسطينيان اثنان واعتقل آخرون السبت خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني عدة مناطق في الضفة الغربية، بينها جنين ونابلس والخليل.
وقالت مصادر إن جرافات الاحتلال دمرت عددا من المنازل في مدينة جنين، واعتقلت عددا من الفلسطينيين في قرى عوريف وبيتا وعصيرة القبلية ومادما وزاواتا المحيطة بالمدينة.
كما اعتدت قوات الاحتلال الصهيوني بالضرب المبرح على فلسطيني، واحتجزت آخرين، في عمليات دهم واسعة شنتها بالحي الشرقي بجنين.
كما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية في منطقة البيادر في مدينة جنين، ونشرت فرق المشاة في شارع نابلس.
هذا ونصب مستوطنون، السبت، خياما في أراضي عصيرة القبلية جنوب نابلس، شمال الضفة المحتلة.