وفي شمال الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مساء السبت مخيم جنين، حيث فجّرت منزلاً، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان ودوّي انفجارات سُمعت في أنحاء متفرقة من المدينة. ووفقًا لشهود عيان، واصلت جرافات الاحتلال عمليات الهدم داخل المخيم، في إطار خطة إسرائيلية معلنة منذ التاسع من يونيو الجاري تقضي بهدم نحو 95 منزلاً. وأفادت بلدية جنين بأن أكثر من 600 منزل دُمّر بشكل كامل حتى الآن، بينما تعرضت عشرات المنازل الأخرى لتدمير جزئي، ما يجعلها غير صالحة للسكن دون إعادة إعمار شاملة.
في سياق متصل، تستمر قوات الاحتلال في فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة، بالتوازي مع تحركات عسكرية مكثفة ودوريات مشاة، ضمن خطة ممنهجة لهدم 106 مبانٍ في كلا المخيمين. تأتي هذه العمليات في سياق الحملة العسكرية التي أطلقها الاحتلال في 21 يناير الماضي، والتي بدأت في مدينة جنين وامتدت إلى مناطق أخرى في شمال الضفة.
وفي نابلس، هاجم مستوطنون، بحماية من قوات الاحتلال، منزل عائلة صوفان في قرية بورين، وأجبروا سكانه على مغادرته، كما نصبوا خيمة أمامه في محاولة لترهيب أهالي القرية. واندلعت مواجهات عنيفة عند أطراف قرية تل بين المواطنين وقوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين. وفي مدينة أريحا، اقتحم مستوطنون تجمع شلال العوجا البدوي، وتجولوا بين مساكن المواطنين في إطار الممارسات الاستفزازية المتصاعدة.
وفي خِربة سمرا القريبة من مدينة طوباس، اضطرت ست عائلات فلسطينية للنزوح عن منازلها بفعل اعتداءات متكررة للمستوطنين خلال العامين الأخيرين. امتدت الاقتحامات العسكرية لتشمل بلدات وقرى في محافظات طولكرم، قلقيلية، رام الله، طوباس، والخليل، حيث استخدمت قوات الاحتلال القنابل الغازية والرصاص الحي خلال عملياتها، لا سيما في مخيم الفوار ومخيم العروب جنوب الخليل.
تأتي هذه الانتهاكات في سياق السياسات الإسرائيلية المتصاعدة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي ترتكب خلالها قوات الاحتلال، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إبادة جماعية بحق السكان الفلسطينيين، شملت القتل والتجويع والتدمير والنزوح القسري، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم. وفق بيانات حقوقية، فإن العدوان الإسرائيلي خلّف أكثر من 189 ألف ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين.