لم تتوقف عملية التخطيط لإقامة حدث دولي مهم ومرموق في مجال السياحة الحضرية في طهران، وبعزم جاد من المسؤولين ودعم نشط من الفاعلين في هذا المجال، سنشهد قريبًا إقامة هذا المؤتمر بشكل لائق.
وبناءً على أشهر من الجهود المتواصلة على المستويين الوطني والدولي، كانت طهران، وخاصة المنطقة الثقافية والسياحية في منطقة عباسآباد، قد استعدت لاستضافة حدث عالمي مرموق في مجال السياحة الحضرية.
هذا الحدث، الذي كان من المقرر إقامته في 24 و25 يونيو الحالي 2025، كان نتيجة عملية معقدة ودقيقة من المشاورات الدبلوماسية، والتخطيط التنفيذي، والدراسات الفنية، والتفاعل المستمر مع منظمة السياحة العالمية.
الهدف الرئيسي من استضافة هذا الحدث كان عرض صورة جديدة، نابضة بالحياة وبانية للحضارة، عن عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ صورة تستطيع أن تقدم، بعيداً عن القوالب النمطية الإعلامية، تصوراً حقيقياً وملهماً عن قدرات السياحة الحضرية في طهران والإمكانات الثقافية والإنسانية للشعب الإيراني.
ومع ذلك، وقبيل انعقاد القمة بفترة وجيزة، وقعت تطورات مقلقة على مستوى المنطقة. فقد أدى الهجوم الجبان واللاإنساني من قبل الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، والذي جاء بدعم مباشر من النظام الأمريكي المتسلط، إلى إثارة مخاوف بعض المؤسسات الدولية بشأن الأوضاع الأمنية في المنطقة. وعلى إثر هذه التطورات، تم تلقي رسالة من منظمة السياحة العالمية تشير إلى ضرورة إعادة تقييم توقيت انعقاد القمة.
ومع ذلك، لا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية متمسكة بموقفها المبدئي في السعي للسلام، والتعايش، والمطالبة بالعدالة، والحوار بين الشعوب. لقد كان لإيران دائماً دور بنّاء في مسار بناء الحضارة، وتعزيز الحوار والثقافة، وكانت على مر التاريخ حاملة لرسالة واضحة من التعاطف والتفاعل الإنساني.
لا شك أن أعداء الشعب الإيراني، الذين يخشون هذه الرسالة الوحدوية، يسعون من خلال خلق حالة من عدم الأمن المصطنع وإرباك الساحة الدبلوماسية والثقافية إلى تشويه الصورة الحقيقية لإيران. لكن التجربة أثبتت أنه كلما تقدم شعب بالأمل والعقلانية والإيمان بالمستقبل، أفشل جميع مخططات الأعداء.
إن إيران، بالاعتماد على خطابها الثقافي والحضاري، مستعدة لإيصال صوت السلام والحوار والتعايش بين الشعوب من قلب طهران إلى أسماع العالم. هذا الحدث سيُقام في مستقبل مشرق بحكمة وتضامن وإرادة مضاعفة من الايرانيين.