الإرث العلمي لشهداء البرنامج النووي الإيراني؛ 555 بحثاً علمياً في مسار التنمية والسلام

الوفاق/ أعلن نائب وزير العلوم للشؤون البحثية تفاصيل عن الأنشطة العلمية والبحثية والمكانة الدولية للشهداء العلميين للبلاد.

وأدان الدكتور بيمان صالحي، في أعقاب اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، بشدة هذه الجرائم ضد الإنسانية، وكشف عن تفاصيل تتعلق بالإنجازات العلمية والبحثية والمكانة الدولية للشهداء العلميين.

 

وجاء في التقرير: ان اغتيال النخب العلمية لا يمثل مجرد إزالة جسدية لعالم، بل هو محاولة لإعاقة مسار الاستقلال العلمي وتقدم الشعب الإيراني. وأشار الدكتور صالحي إلى أن شهداء البرنامج النووي ساروا في درب العلم والتنمية المستدامة والأمن البشري والتقنيات السلمية، حيث تثبت البيانات والأدلة العلمية أنشطتهم البحثية التي تضمنت تأليف 555 بحثاً علمياً مسجلاً.

 

 

* نشر 555 بحثاً علمياً بمستوى دولي رفيع

 

 

وفقاً لتقارير قياس الأداء العلمي الصادرة عن نائبية البحث العلمي في وزارة العلوم، قام شهداء جامعة الشهيد بهشتي خلال الفترة من 1996 إلى 2025 بنشر 555 مقالة علمية في أبرز الدوريات الدولية المرموقة. وقد نُشرت هذه الأعمال في مجلات محكمة متخصصة، مفهرسة في قواعد البيانات العالمية المعتمدة، وتمتعت بعوامل تأثير علمي مرتفعة.

 

وأوضح الدكتور صالحي أن الجزء الأكبر من هذه الإنتاجات العلمية كان في مجالات مثل: السلامة الإشعاعية، والتصوير الصناعي، والنانوتكنولوجيا، والطاقة السلمية، والبيئة، والمواد الجديدة التطبيقية، مشيراً إلى أن تركيز هذه الأبحاث كان -بدلاً من الجوانب العسكرية- منصباً بالكامل على تحسين حياة البشر وحل المشكلات العامة للبلاد والعالم.

 

 

 

* التركيز البحثي على التقنيات غير العسكرية والتطبيقية

 

 

يشير تحليل محتوى هذه الأبحاث إلى أن المصطلحات الرئيسية المتكررة في أعمال الشهداء العلميين تضمنت:

 

– سلامة المفاعلات  reactor safety

 

– التصوير المقطعي  tomography

 

– التصوير بأشعة غاما  gamma-ray imaging

 

– المواد النانوية  nanomaterials

 

– الحماية من الإشعاع  radiation shielding

 

– أنظمة التشخيص  diagnostic systems

 

– التطبيقات البيئية  environmental applications

 

وهذه المصطلحات تعكس الطابع التطبيقي والتقني والسلمي لهذه الأبحاث.

 

 

* تصنيف الموضوعات البحثية

 

تنقسم هذه الأبحاث من حيث الهيكل الموضوعي إلى المجالات التالية:

 

– السلامة في أنظمة الطاقة ومحطات الطاقة السلمية

 

– تقنيات التصوير الإشعاعي في الصناعة والطب

 

– تطوير مواد جديدة للتطبيقات البيئية

 

– استخدام المحاكاة المتقدمة لتحليل سلوك المواد والإشعاعات

 

– تقنية النانو ودراسة الخصائص البصرية والإلكترونية للمواد ثنائية الأبعاد

 

 

* أبرز الإنجازات العلمية لخمسة من العلماء الشهداء

 

كشف التقرير عن الإحصاءات العلمية لخمسة من أبرز العلماء الشهداء في البلاد كما يلي:

 

– الشهيد الدكتور سيد أميرحسين فقهي: 160 بحثاً علمياً ـ 2678 استشهاداً ـ مؤشر H-Index 27

 

– الشهيد الدكتور محمدمهدي طهرانجي: 119 بحثاً علمياً ـ 1089 استشهاداً ـ مؤشر H-Index 17

 

– الشهيد الدكتور أحمدرضا ذوالفقاري: 127 بحثاً علمياً ـ 1427 استشهاداً ـ مؤشر H-Index 22

 

– الشهيد الدكتور عبدالحمید مینوتشهر: 123 بحثاً علمياً ـ 1624 استشهاداً ـ مؤشر H-Index 22

 

– الشهيد الدكتور فريدون عباسي دواني: 113 بحثاً علمياً ـ 493 استشهاداً ـ مؤشر H-Index 10

 

 

وأوضح الدكتور صالحي أن هذه الإحصائيات لا تعكس فقط المستوى العلمي الرفيع لهؤلاء العلماء على المستوى العالمي، بل تبرز أيضاً تأثيرهم الواسع في إنتاج ونقل المعرفة عند حدود العلم المتقدمة.

 

 

* الدبلوماسية العلمية والعلاقات الدولية الواسعة

 

 

وأكد نائب وزير العلوم للبحث العلمي على دور الشهداء العلميين في الدبلوماسية العلمية قائلاً: كان هؤلاء الباحثون رواداً في التعاون العلمي مع باحثين من مختلف دول آسيا وأوروبا ومناطق أخرى من العالم. تم إعداد أكثر من 40% من الأوراق البحثية لهؤلاء الشهداء عبر تعاون علمي دولي، مما يعكس الثقة العلمية العالمية بهم وشفافية مسيرتهم المهنية والأخلاقية بالكامل. وأضاف: مستوى التعاون العلمي هذا لا يظهر فقط الدور الفعال لإيران في السلسلة العالمية للمعرفة، بل يوضح أيضاً كيف استخدم هؤلاء الباحثون العلم كأداة لبناء جسور من التفاهم والتقدم والصحة العالمية.

 

 

* تعميم المعرفة وإضفاء الطابع المجتمعي عليها

 

 

وأبرز الدكتور صالحي سمة أخرى مميزة لنشاطات هؤلاء العلماء، وهي سعيهم لجعل العلم في متناول المجتمع. وأوضح: أجريت العديد من هذه الأبحاث بهدف التطبيق المباشر في الصناعة، والصحة، والطاقة، والبيئة في البلاد.

 

وأكد بقوة: الاستشهادات الكثيرة التي حظيت بها أعمال هؤلاء العلماء من جامعات وباحثين مرموقين حول العالم، بالإضافة إلى انتشار أبحاثهم الواسع على المستوى الدولي، كلها مؤشرات تدل على فعالية هذه الأبحاث، ونزاهتها العلمية، والمكانة المرموقة لهؤلاء العلماء في طليعة المعرفة العالمية.

 

 

* استهداف المؤسسات العلمية اعتداء على مستقبل البشرية

 

 

واختتم الدكتور صالحي التقرير بالتأكيد على أن اغتيال العلماء هو اغتيال للمستقبل، وقال: أولئك الذين كرسوا علمهم لتحسين حياة البشر، قد سقطوا ضحايا للاغتيال ظلماً. وأضاف: هذه الجريمة ليست فقط انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة، بل تشكل أيضاً تهديداً للحرية العلمية في العالم.

 

المصدر: الوفاق