ولا يزال خطر التصعيد مرتفعاً في هذا الجيب الأذربيجاني الذي تقطنه غالبية أرمينية، على الرغم من التقدّم الذي أُحرز أخيراً في محادثات السلام بين باكو ويريفان وتكثيف الجهود الغربية للتوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة التي تعدها روسيا جزءاً من منطقة نفوذها التقليدية.
وقال المجلس الأوروبي في بيان إنّ «الاتحاد الأوروبي يُطلق اليوم بعثة مدنية في أرمينيا»، موضحاً أنّه سينشر مراقبيه لمدة سنتين على الجهة الأرمينية من الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
*المساهمة في الاستقرار
وأوضح المصدر أنّ البعثة المؤلّفة من نحو مائة عضو «مدنيين فقط»، ستضمّ بناءً على طلب يريفان «50 مراقباً غير مسلّح»، وستهدف إلى المساهمة في الاستقرار في المناطق الحدودية لأرمينيا.
من جهته، قال الرئيس الأرميني فاهاغن خاتشاتوريان الاثنين، على «تويتر»، إنه ممتنّ للغاية للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لإظهار هذا التضامن القوي مع أرمينيا، معرباً عن اعتقاده أنّ البعثة ستؤدي دوراً في وقف التصعيد، وستساعد في تحقيق السلام في المنطقة.
وكانت يريفان قد اتهمت باكو أخيراً بالرغبة في تنفيذ «تطهير عرقي» في ناغورني قره باغ عبر إجبار الأرمن الذين يعيشون هناك على مغادرة هذه المنطقة. ويشهد إقليم قره باغ منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) إغلاقاً لمحور حيوي لإيصال الإمدادات إليه.
وأعلن رئيس الحكومة الأرميني نيكول باشينيان (الخميس) أنّ أرمينيا سلّمت أذربيجان مشروع معاهدة سلام تهدف إلى إنهاء الصراع بين الدولتين المتجاورتين. وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (السبت) إنّ باكو «تدرس» هذه المقترحات، وذلك بعد لقاء مع باشينيان في ميونيخ وصفه بـ”البنّاء”.
واندلع نزاع بداية تسعينات القرن الماضي بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز للسيطرة على ناغورني قره باغ. وأسفر النزاع الأول عن ثلاثين ألف قتيل وانتهى بانتصار أرمينيا. لكنّ جمهورية أذربيجان انتصرت في حرب ثانية في خريف 2020 خلّفت نحو 6500 قتيل وأتاحت لها استعادة مساحات كبيرة من الأراضي.