إن حياة سيد الشهداء(ع) وحياة الإمام المهدي صاحب الزمان(عج) وجميع الأنبياء من آدم(ع) حتى الرسول الخاتم(ص) كانت تدور حول محور إرساء وإقامة حكومة العدل ضد الظلم.
وأعلن سيد الشهداء(ع) بصراحة أن هدفه من ثورته هو إقامة العدل. ويسير أحرار العالم على هذا النهج، كما كان الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، حيث كان في خطاباته وأعماله يؤكد على ذلك ويعتبر المجالس الحسينية مجالس للرثاء والبكاء وللمعرفة والموعظة معاً.
كان يقول الشهيد نصرالله في بداية شهر محرم: طبعاً نحن ندخل إلى عام جديد ويتلو عاماً وأعوامًا تضج فيه أو فيها منطقتنا بالأحداث والتطورات والتحديات والأخطار سواء عل المستوى السياسي أو الأمني أو على المستوى الثقافي والديني والإيماني أو على المتسوى الاجتماعي والاقتصادي والحياتي، على صعد ومستويات مختلفة. ولبنان هو جزء من هذه المنطقة ويتأثر بما يجري فيها.
سيد شهداء الأمة كان يعتبر المجالس الحسينية مجالس ذكر ومعرفة وجهاد وتقرب إلى الله، ويقول: منذ البداية كان التوجيه وكان المطلوب أن حادثة كربلاء وما جرى على الامام الحسين(ع) في كربلاء يوم العاشر من محرم سنة 61 للهجرة كان المطلوب أن يكون أولاً للمسلمين وللبشرية كلها في ذاك الوقت.
وعلى مدى الأجيال ليس فقط للمسلمين المعاصرين لحادثة كربلاء. كان المطلوب اولاً أن يعرفوا هذه الحادثة وقائدها وأحداثها وخلفياتها وأهدافها وما جرى فيها والتحديات وحجم الأخطار والمؤامرات والانجازات. أيضا لأنّ كربلاء صنعت انجازًا تاريخيًا دائمًا وخالداً وثابتًا لانها حفظت لنا الإسلام وحفظت لنا النواة الأساسية لهذه الامة.
ويتابع: من أجل الحفاظ على هذه الصيغة وبعض هذه الصيغ أمثالها من شعائر حسينية كان محبو أهل البيت(ع) يواجهون الكثير من المخاطر والتحديات. نحن في كل عام نواصل هذا العمل الاسلامي الديني الشرعي المستحب المؤكد الذي فيه إحياء لأمر الإسلام، لأمر رسول الله (ص)، إحياء لكتاب الله لسنة رسول الله(ص)، لأمر أهل بيت رسول الله(ص)، إحياء لهذه الأمة وتعميق صلتها بدينها وعقيدتها وإيمانها. هذا الذي نحن نعمل ونؤكد عليه ونحرص عليه حتى لو أحاطت بنا تهديدات من هنا أو من هناك.
انا أود أن أؤكد على الحضور المباشر في المساجد وفي الحسنيات وفي المجتمعات وفي القاعات وفي الميادين وفي الصالات وفي الخيم حيث تقام هذه المجالس.