بالتزامن مع ذلك، أكد رئيس الجمهورية، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”: “إننا سعينا دائماً إلى تشييد الجسور مع الدول، لا إلى بناء الجدران”، وقال: “نحن روّادٌ للسلام، وأعداء للحروب، وفي الوقت نفسه، عازمون على الدفاع عن وحدود وأمن البلاد والشعب الإيراني”.
بدوره قال رئيس الجمهورية، مسعود بزشكيان، إن الشعب الإيراني دخل الساحة بشجاعة وصنع مفخرة، وأحبط مؤامرات الأعداء.
وصرّح الرئيس بزشكيان، في تصريح له على هامش اجتماع مجلس الوزراء قائلاً: “نفكر في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى في حل مشاكل الناس ومخاوفهم، ويجب أن نتصرف بطريقة لا تسبب لهم المتاعب.”
وأضاف: “ينبغي أن يتحسن مستوى التنسيق بين الحكومة وسائر الأجهزة.”
وأكد بزشكيان: “لقد دخل شعبنا الميدان بشجاعة وحقق مفخرة، وأفشل مؤامرات الأعداء.”
وختم بالقول: “إن هذا الحضور الشعبي والتلاحم الوطني يستحق الشكر، ونحن نعدّ أنفسنا خدّامًا لهذا الشعب، وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة لخدمته.”
كما عُقد اجتماع رؤساء السلطات الثلاث في إيران، باستضافة مجلس الشورى الإسلامي.
وشارك في الاجتماع كل من رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، ورئيس السلطة القضائية حجة الإسلام غلام حسين محسني إيجئي، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف.
وتناول الاجتماع بحث عدد من القضايا والملفات الهامة المتعلقة بالشؤون الداخلية للبلاد.
*ويتفقد بعض المناطق المتضررة من العدوان
في سياق آخر، تفقّد الرئيس بزشكيان، أمس الأول، بعض المناطق والمنازل التي استهدفت في طهران خلال الحرب العدوانية الصهيونية المفروضة على البلاد والتي استمرت 12 يومًا. وفي هذه الزيارة التفقدية لبعض المناطق والمنازل التي تعرت للقصف من قبل الكيان الصهيوني، تحدّث الرئيس بزشكيان مع سكان وأصحاب هذه المنازل، واطلع على تفاصيل الأضرار والإجراءات المتخذة لإغاثتهم والتعويض عن خسائرهم.
*الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية
على صعيد آخر، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف، خلال الاجتماع الأول لمركز تطوير وتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أمس الأربعاء: إيران أصبحت راسخة ومتمكّنة في المجال النووي؛ وبالإضافة إلى تلبية احتياجاتها الخاصة، يمكنها مساعدة البلدان الأخرى في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية.
وأشار عارف إلى الإنجازات القيمة التي حققها تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلاد خلال العقدين الأولين من الثورة الإسلامية، وأضاف: إنه تم وضع الاهتمام بالتقنيات الناشئة والمتقدمة على جدول الأعمال بشكل جدي، ومن خلال المناقشات الأكاديمية والنخبوية، تم التوصل إلى استنتاج مفاده أن التقنيات الناشئة والمتقدمة يجب أن تحظى بالأولوية التامة. وتابع: إنه وفي هذا الصدد، تم وضع على جدول الأعمال، الاستفادة من كافة الإنجازات العالمية محلياً والاعتماد على رأس المال الوطني والفكري، ومن الأمثلة على ذلك إنجازات الحكومة الايرانية في مجال التكنولوجيا النووية السلمية.
*التخصيب فخر وطني وسنحافظ عليه حتماً
من جهته، صرّح وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، في مقابلة مع شبكة CBS الأمريكية: إن إيران خاضت صراعاً من أجل حقها في تخصيب اليورانيوم، واعتبر ذلك فخراً وكرامة وطنية، مؤكداً أن التخصيب السلمي سيُحافظ عليه بالتأكيد، وستُبذل كل الجهود الممكنة في هذا السبيل.
وأوضح عراقجي، في حديثه عن الأضرار التي لحقت بمنشأة “فوردو”، أن لا أحد يملك معلومات دقيقة حول ما حدث حالياً؛ لكن بحسب ما لديه من علم، فإن الأضرار “كبيرة وجدية جداً”، مشيراً إلى أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقوم حالياً بتقييم الوضع، وسترفع نتائجها إلى الحكومة.
وفي رده على سؤال حول إمكانية وصول المفتشين الإيرانيين إلى منشأة “فوردو”، قال عراقجي: “هذا سؤال يجب أن يُوجَّه إلى منظمة الطاقة الذرية، فهم في طور التقييم حالياً”.
ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الهجمات الأمريكية “دمرت” المنشآت النووية الإيرانية، قال عراقجي: “الظاهر يشير إلى أن الأضرار كانت ثقيلة وجدية، وأكرر بأنني لا أملك معلومات دقيقة، لكن يبدو أن المنشآت حالياً غير صالحة للاستخدام حتى يُحدَّد ما إذا كان بالإمكان إعادة تشغيلها ومتى، أو ما إذا كانت ستُعاد للعمل أساساً أم لا”.
*الصناعة النووية الإيرانية محلّية بالكامل
وعن تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص إمكانية عودة إيران للتخصيب خلال أشهر، قال عراقجي: “تقييمه يستند إلى التكنولوجيا والمعرفة الإيرانية في مجال التخصيب، ومن هذه الزاوية أعتقد أنه على صواب، لأن صناعتنا في هذا المجال محلية بالكامل، وليست مستوردة من الخارج حتى يتم القضاء عليها بالقصف”. وأضاف: “الطاقة النووية باتت علماً وتكنولوجيا في إيران، ومن المعلوم أن التكنولوجيا لا يمكن القضاء عليها عبر القنابل، وإذا وُجدت الإرادة للاستمرار، وهي موجودة بالفعل، فبإمكاننا بسرعة إصلاح كل الدمار وتعويض الخسائر، ليس لأن المنشآت لم تتضرر، بل لأن المعرفة والتكنولوجيا لا تزال بيد علمائنا”.
*التخصيب أصبح رمز فخر وطني للإيرانيين
وتابع عراقجي قائلاً: “لقد صبرنا طيلة هذه السنوات. التخصيب أصبح رمز فخر وطني للإيرانيين، والآن بعد أن خضنا حرباً استمرت 12 يوماً بسببه، أضيف بُعدٌ جديد لهذا الفخر. لهذا، لا يمكن لأحد أن يُنهي هذه الصناعة أو يتخلى عنها. إنها كرامة وطنية سنحافظ عليها بالتأكيد وسنبذل قصارى جهدنا من أجلها، مع التأكيد على أن برنامجنا النووي سيبقى سلمياً، ونحن لا ننوي التوجه نحو الأسلحة النووية”. وختم وزير الخارجية تصريحه بالتأكيد على أن “الأسلحة النووية محرّمة وفق فتوى صريحة من سماحة قائد الثورة الإسلامية، ولا مكان لها في عقيدتنا الأمنية”، معرباً عن أمله بأن “يتفهم الغرب والعالم أن للشعب الإيراني حقاً مشروعاً في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، وهو حق لن نتنازل عنه”.
*مواقف أوروبا الخاطئة تجعل مسار الدبلوماسية أكثر صعوبة
كما أجرى عراقجي محادثة هاتفية مع منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس بشأن آخر التطورات الإقليمية في أعقاب العدوان العسكري للكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران. وشدد عراقجي في هذه المحادثة، في الإشارة إلى آثار وعواقب محاباة بعض الأطراف لانتهاكات وجرائم الكيان الصهيوني، على مسؤولية جميع الحكومات في إدانة العدوان العسكري لهذا لهذا الكيان وأميركا على إيران، وقال: “إن أي تصريحات تُبرر، ضمنيًا أو صراحة، الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني تُعتبر مشاركة وتواطؤًا في الجرائم المرتكبة”.
ووصف العمل العدواني ضد المنشآت النووية السلمية الإيرانية، بالإضافة إلى قتل المواطنين الإيرانيين، بأنه ضربة غير مسبوقة للدبلوماسية ونظام حظر الانتشار النووي وقرار مجلس الأمن رقم 2231، مؤكدًا أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للدفاع عن الشعب الإيراني بكل قوتها ضد أي عمل شرير.