في مستهل كلامه، عزّى القدومي برحيل المناضل “شيخ السفراء” (الزواوي)، سائلاً الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته، واستوضح بكلمات حزينة بشأن نضال الراحل: في الحقيقة كان شخصية مناضلة مقاومة ووحدوية ومن ناحية الوجهة السياسية كان رجلاً مؤمناً بالنضال وطول النفس فيما يخصّ القضية الفلسطينية، في إشارة منه الى ضرورة التمسك بالمقاومة والصبر لتحقيق النصر.
وأكمل موضحاً: كان يؤكد دائماً على جهود الجميع لتحرير القدس، لا سيما حماس والجهاد وفتح وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة والاحزاب السياسية وجميع أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرا الى أن الجميع له بصمة كبيرة فيما يتعلّق بالنضال من أجل القضية الفلسطينية، وكان يؤمن بأن مشوار النضال الفلسطيني طويل.
*رؤية الراحل فيما يخصّ القضية الفلسطينية
وعن رؤية الراحل الزواوي فيما يخصّ القضية الفلسطينية، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية حماس لدى طهران: كان يرى بأن مسيرة التسوية والتطبيع مسيرة لا تؤتي بثمار إنما هي رأي من الآراء الموجودة، إذا تحدثنا عن طبيعة المرحلة التي عاشها الراحل والتي امتدت بعمر القضية الفلسطينية وعمر النكبة الفلسطينية، بدأ الراحل في الهجرة منذ الـ48، حيث عاش مرارة الحرمان من الوطن والهجرة، وعندما كنا نسمعه يتحدّث عن القضية الفلسطينية كان يتطرق دوماً الى الحديث عن قصّة تأكيد والده عن الجهود المضنية، ويتحدث عن قصة الندّابات والنساء اللواتي يكبر فيهن العويل ويشققن الصدور بسبب ظلم وجرائم المحتل وان الانهار ستمتلئ دماءً، وغيرها من القصص التي كان يرى فيها الراحل بأنها مسار للتضحية الواجبة على الجميع، ولابد من تقديم القرابين في سبيل تحرير فلسطين.
وعن وجهة نظر الراحل الزواوي بشأن مخاتلات تقسيم فلسطين المحتلة وقضايا ما يسمى حلّ الدولتين التي جاءت بضغوطات وتدبير غربي، قال القدومي: أما عن حدود الـ48 و الـ67 فلم يك الراحل يؤمن بها، وكان دائماً يتحدث عن تحرير فلسطين من نهرها الى بحرها كاملةً وطرد المحتل منها.
*أحد بصمات جيل المقاومة
وتابع القدومي: يمكن القول بأن الراحل كان أحد بصمات الجيل الذي أسس لفكرة المواجهة والمقاومة من الناحية السياسية، رغم أنه كان يمثل تنظيماً عريقاً من قبيل فتح او السلطة التي دخلت منخرطة في التسوية، إلاّ انه كان يعلو صوته ضد التسوية والتطبيع، وكان دائماً يتحدث بفخر عن موقفه ضد توجه المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، ورغم احترامه لوجهات النظر جميعها، إلاّ أنه كان يرى بأنه لا أمل لفلسطين إلاّ بالمواجهة والتحرير من خلال النضال وتقديم الدماء.
ورحل يوم أمس الأول السفير الفلسطيني السابق لدى طهران المناضل “صلاح الزواوي” الذي لقب بـ”شیخ السفراء” بسبب شغله طويلاً منصب السفارة لدى إيران (على مدار أربعة عقود) عن 86 عاماً.
والزواوي هو ثاني سفير فلسطيني لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية، إذ شغل قبله هذا المنصب هاني الحسن. وشغل الراحل الزواوي هذا المنصب منذ عام 1981، وكان عضواً مؤسساً لحركة فتح، وسفيراً سابقاً لدى في الجزائر والبرازيل وكينيا.