شكّلت حادثة كربلاء على امتداد التاريخ منبعا لا ينضب لكل أحرار ومستضعفي العالم تجاه الظلم والظالمين.
وقد شاء الله تعالى لهذه الواقعة أن تخلد وأن تخرج عن كونها حادثة وقعت في التاريخ الى أن تصبح من مكونات التاريخ وصانعة له ومؤثرة في صنع المستقبل.
وكان من أبرز من تفاعلت روحه وفكره بثورة كربلاء العظيمة الإمام الخميني(رض) وتلاميذه المباركين وعلى رأسهم ولي أمر المسلمين السيد القائد الإمام الخامنئي(دام ظله).
وقد تميز فكرهما وخطابهما بالتلاقي الفعلي والفعّال مع حركة هذين العظيمين، بحيث ليس من المبالغة أبداً القول إن أهم الطرق لفهم كربلاء ومضامينها يكمن في كربلاء.
من عِبَر كربلاء أنها دلت على مدى الحاجة للقائد الملهم في حركتها وفي قيامها بالمهام المطلوبة منه.
وقد ركّز السيد القائد الإمام الخامنئي(حفظه الله) على أهمية دور القائد من حيث كونه الأقدر على تشخيص الواقع الفعلي وبالتالي الأقدر على اتخاذ الموقف المطلوب في تلك المرحلة من خلال الترتيب الصحيح والدقيق للأولويات، وفي هذا المجال قال: «إن الحسين بن علي(ع) قد شخّص في وقت حسّاس جداً من تاريخ الإسلام الوظيفة الرئيسية من بين وظائف متنوعة ومتفاوتة من حيث الأهمية، ولم يخطئ او يشتبه في معرفة ما كان العالم الإسلامي محتاجاً إليه في ذلك اليوم.
ولقد كان تشخيص الوظيفة الأصلية دائماً أحد نقاط الخلل والضعف في حياة المسلمين على مر العصور».
وأكد السيد القائد الإمام الخامنئي على أهمية هذا التشخيص وقال: «الخلل في تشخيص الوظيفة الأصلية يعني أن أفراد الأمة والقادة ووجهاء العالم الإسلامي يخطئون في ذلك التشخيص في لحظة من الزمن فلا يعرفون ما عليهم أن يفعلوا أو أن يقدموا وماذا عليهم أن يتركوا أو يؤخروا».
وأشار السيد القائد الإمام الخامنئي بقوله: «الإمام الحسين(ع) لم يهدف إلى السلطة من حيث هي شأن دنيوي. وقد روي عن الإمام الحسين(ع) أنه قال: اللهم إنك تعلم أن الذي كان منّا لم يكن منافسة في سلطان ولا إلتماس شيء من الحطام..».
ومن خلال نظرة إلى ما جرى في الكوفة مع مسلم وفي كربلاء يحلل السيد القائد فيقول: «قد تؤدي حركة ما إلى تبديل وجه التاريخ، وقد تؤدي حركة أخرى مغلوطة إلى جعل التاريخ يتمرّغ في مهاوي الضياع، وهذا هو دور الخواص الذين يفضّلون الدنيا على الدين».