كشف محلّل الشؤون السياسية في “القناة 12” الإسرائيلية، يارون إبراهام، كواليس ما دار في جلسة التقييم التي عقدها رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، مع رئيس أركان “الجيش” إيال زمير، وعدد من الوزراء، مساء أمس، لمناقشة الخطط المقبلة في قطاع غزة.
وأكد المحلل، أنّ الجلسة تحوّلت إلى جلسة صراخ وساحة مواجهة مباشرة بين المستويين السياسي والعسكري، على خلفية مقترحات تضمنت إجلاء مئات الآلاف من السكان إلى جنوب القطاع، وفرض حصار كامل على شماله.
وأضاف: “كأن النقاشات المتوتّرة التي شهدها الأسبوع لم تكن كافية، فجاءت الجلسة التي عُقدت مساء أمس في مكتب رئيس الحكومة، لتُشعل أعنف مواجهة منذ فترة بين رئيس الأركان والقيادة السياسية”.
وأشار إبراهام إلى أبرز التصريحات التي وردت خلال الجلسة، موضحاً أن الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وجّها انتقادات حادّة إلى رئيس الأركان، متهمَين “الجيش” بعدم تنفيذ ما وعد به في غزة، وقالا: “لم تفعلوا ما وعدتم به”.
وردّ زمير قائلاً: “أنتم تردّدون باستمرار أننا نراوح في المكان. لا يوجد مراوحة في غزة، نحن نقوم تماماً بما كُلّفنا به. أنصح البعض بالحذر في أقوالهم، وكأنّنا لا ننفّذ ما يُطلب منّا. لا داعي لأن أذكّركم بأن لدينا جنوداً يُقتلون في المعارك”.
وتصاعدت حدّة النقاش حين طرح نتنياهو خطة لإجلاء واسع لسكان غزة إلى الجنوب، ليتدخّل سموتريتش مقترحاً “فرض حصار شامل على شمال قطاع غزة”، مضيفاً أن “هذه الطريقة كفيلة بالقضاء على حماس في وقتٍ قصير”، وهو ما واجهه رئيس الأركان بالتساؤل: “هل تريدون إدارة عسكرية؟ من سيدير مليوني شخص؟”.
تلك التساؤلات دفعت نتنياهو إلى الانفجار غضباً في وجه زامير، قائلاً: “الجيش ودولة إسرائيل! لا أريد إدارة عسكرية، لكن أريد حشرهم في منطقة مدنيّة كبيرة”.