مع بدء العد التنازلي لزواله..

نهاية الكيان المؤقت تقترب

يرى خبراء في الشؤون الصهيونية، أن مغبة استمرار الغليان في الشارع الإسرائيلي، سوف يشعل حرباً داخلية تجر إلى سقوط الكيان الصهيوني في الهاوية ويبدو أن الكيان يقترب من نهايته.

2023-02-21

ويعيش العدو الصهيوني حالة استقطاب سياسي داخلي غير مسبوق بعد سعي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وتحالفه للإمساك بزمام السلطة القضائية ووضعها في خدمته، مما يؤدي لإضعاف جهاز “القضاء” فتصبح الحكومة ورئيسها فوق القانون وغير خاضعين له، وذلك من خلال من يسمى وزير “العدل” الجديد ومجموعة التشريعات الجديدة التي يقول نتنياهو “إنها وردت في برنامجه الانتخابي والتي نال الثقة على أساسها”.

بدوره علّق المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الصهيوني” الشاباك” دفير كاريف على جولة محادثات رئيس الشاباك رونن بار مع سياسيين صهاينة، بموازاة اجتماعه برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال كاريف: “إنّه شيء غير عادي أبداً أبداً. هذا يحدث للمرة الثالثة منذ تأسيس الحكومة. المرة الأولى كانت عندما حذّر رئيس الشاباك الأسبق كرمي غيلون السياسيين قبل قتل رابين، وأصدر إنذاراً بأنّ هناك جريمة قتل سياسي، ونعرف ما حدث بعد ذلك”.

وأضاف أنّ المرة الثانية كانت قبل عامٍ أو أكثر، حين قال رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان في جولة الانتخابات الثالثة أو الرابعة، إنّ “الخطاب أيضاً يمكن أن يؤجج الوضع ويؤدي إلى حالات عنفٍ أيديولوجي”.

وتابع أنّ ما يحدث الآن هو المرة الثالثة، لكن “ما هو استثنائي وغير عادي بوجهٍ خاص في هذه المرة، هو أنّها المرة الأولى التي يتحدث رئيس الشاباك فيها أيضاً عن إمكانية حصول الأمر من الطرف الثاني، أي من جانب المحتجين، وهذا بالفعل إنذار غير عادي”.

*موجة تسونامي

وحلّل كاريف تحذير بار قائلاً إنّه يُشير إلى أنّ “الصدع والزلزال في الكيان الصهيوني سيكونان أخطر من زلزال قتل رابين إذا مرّ قانون التعديلات القضائية”.

وتابع أنّ “معنى هذا على الأرض هو أنّ الحمم تغلي، ويوجد هنا زلزال، والسؤال الكبير هو ما إذا كان هذا الزلزال سيؤدي إلى موجة تسونامي، وما إذا كانت موجة التسونامي هذه ستجتاحنا كلنا أم لا”.

وأشار إلى أنّ “المعارضة والحكومة ليسا مستعدين للتشاور”، مضيفاً: “لحظة مرور القانون بالقراءة الأولى، وُضع مسدس مذخر على الطاولة”.

ووصف كاريف، الوضع في الكيان الصهيوني بـ “الخطر والمتطرف جداً”.

*الـ” الكنيست” يصادق على القرار

تأتي هذه التصريحات بعدما صدّق “كنيست” الاحتلال الصهيوني بالقراءة الأولى، فجر الثلاثاء، على مشروع “قانون التعديلات القضائية”.

وشهدت جلسة التصويت داخل مقر “الكنيست” توتراً كبيراً بين المؤيدين لمشروع القانون ومعارضيه، وفق هيئة البث الصهيونية.

وقبل التصويت، تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين أمام مقر “الكنيست” احتجاجاً على شروع البرلمان في إجراءات إقرار مشروع القانون الجديد.

بدورها، ذكرت صحيفة عبرية عبر موقعها الإلكتروني أنّ مشروع القانون الذي اجتاز القراءة الأولى ينص على تغيير آلية تشكيل لجنة اختيار القضاة، لتكون للائتلاف الحكومي سيطرة كاملة عليها.

*” التاريخ سيحاكمكم على هذه الليلة”

وبعد المصادقة الأولى، غرد نتنياهو عبر “تويتر” قائلاً إنّها “ليلة عظيمة ويوم عظيم”، حسب تعبيره.

في المقابل، هاجم لابيد قائلاً: “التاريخ سيحاكمكم على هذه الليلة على المس بالديمقراطية، على المس بالاقتصاد، على المس بالأمن، وعلى كونكم مزقتم” إسرائيل”. وببساطة، لا يهمكم ذلك”.

بدوره، قال عضو الكنيست بيني غانتس: “مساء أسود للديمقراطية. غداً صباحاً سنواصل النضال”.

وخلال هذا الشهر، ظهرت بشكل جلي الانقسامات داخل كيان الاحتلال. وحذّر رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني السابق نفتالي بينيت من “الوصول إلى حرب أهلية في الكيان المحتل”، داعياً إلى التفاوض بشأن قانون التعديلات القضائية.

من جهته، أكّد لابيد أنّ “الحكومة الصهيونية على حافة الهاوية وفي لحظة حسم”، وأنّها “سائرة نحو الخراب” إذا تمّ إقرار قانون التعديلات القضائية.

وأضاف لابيد، في بيان باسم كل أحزاب المعارضة، أنّ “الكيان الصهيوني لن يُشفى من قانون التعديلات القضائية، إذا مرّ”، وسيكون ذلك “ضربة قاتلة لا يمكن إصلاحها”.

كذلك، هدد رجل الشاباك السابق وعضو نقابة المحامين رونن بن إسحاق، بنشر معلومات طبية تخص نتنياهو.

*انقسام الرأي العام الصهيوني

وكتب موقع عبري: “إن الإصلاحات المقترحة أدت إلى انقسام الرأي العام الإسرائيلي، وواصل الائتلاف الحكومي العمل على تنفيذ بعض الإجراءات المثيرة للجدل غير آبه بالاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي اجتاحت البلاد بالتزامن مع موعد التئام الجلسات لمناقشة التعديلات والتصويت عليها”.

وأوضح أن مشروع القانون هذا سيحد من قدرة المحكمة العليا على التدخل في ما يتعلق بقوانين الأساس، التي تعمل كدستور للكيان الصهيوني، وسيغير في الوقت نفسه تركيبة لجنة اختيار القضاة في غلبة ظاهرة للسياسيين.

وأشار الموقع إلى أنه في حين تم تجميد سائر الإصلاحات المقترحة الأخرى حتى التسوية التي اقترحها رئيس كيان الاحتلال اسحاق هرتسوغ تضمنت تجميدًا للتشريعات لاحتواء المعارضة التي خرجت إلى الشوارع، فإن هذه القضية ما زالت تدفع عشرات الآلاف من المحتجين للتظاهر أسبوعيًا، بشكل منتظم.

 

المصدر: وكالات