على هامش اجتماع وزراء السياحة والثقافة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) الذي عُقد الأحد 6 يوليو 2025 في مدينة تشينغداو الصينية، عقد حجة الله أيوبي، المستشار الأعلى للشؤون الدولية في وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، لقاءً رسميًا مع غائو جينغ، نائب وزير الثقافة الصيني.
وأكد أيوبي خلال الاجتماع على القواسم الحضارية المشتركة بين إيران والصين، قائلا: في عصر الثقافة، تلعب الأمم ذات الحضارات دورًا محوريًا، ويمكن لإيران والصين أن تكونا ركيزتين أساسيتين للنظام الثقافي الآسيوي في المستقبل.
وخلال هذا اللقاء الذي حضره أيضًا أربعة من كبار مديري وزارة الثقافة الصينية، أكد الجانبان على ضرورة تعزيز العلاقات الثقافية والفنية والحضارية والسياحية.وأشار أيّوبي إلى الروابط الثقافية العميقة بين إيران والصين، واعتبر الشعبين وارثين لحضارتين عريقتين آسيويتين تجسدان العقلانية، المعنوية والفن والسلوك الإنساني الأصيل.
وأضاف: القواسم المشتركة لا تظهر فقط في التراث المتحفي، بل تتجلى أيضاً في السلوك الشعبي للبلدين.
وتابع قائلا: سلوك الشعب الإيراني الهادئ، الرصين والمتحضر خلال العدوان الصهيوني الأخير أظهر مرة أخرى أن إيران تنتمي إلى حضارة عريقة، لا إلى ردود أفعال عاطفية.
قرن الثقافة؛ فرصة لدور الحضارات
وأكد أيوبي على أن القرن الحادي والعشرين هو قرن الثقافة والمعنى، وأن الدول التي تمتلك التراث الثقافي، والفن، والحكمة سيكون لها دور حاسم في النظام العالمي المستقبلي.
وأشار إلى التاريخ المشرق لإيران والصين في مجالات مثل الخط، تزيين الكتب، الطب التقليدي، التصوف والأدب، واعتبر أن هذين البلدين يمتلكان إمكانيات استثنائية للتأثير في النظام الثقافي العالمي الجديد، وأضاف: أمامنا فرصة تاريخية كي نكون معماري الحضارة المستقبلية بدلاً من أن نكون مستهلكين للثقافة.
ايران تقدم مقترحات عملية للتعاون الثنائي
في هذا الاجتماع، طرح أيّوبي مجموعة من المقترحات العملية والاستراتيجية لتطوير التعاون الثقافي، والتي لاقت ترحيباً حاراً من الجانب الصيني. من بين هذه المقترحات، إقامة معرض سنوي لفنون الكتاب يشمل: الخط، والمنمنمات، والتذهيب، وغيرها من الفنون المرتبطة، بالتناوب بين طهران وبكين. كما طُرح موضوع إقامة معارض كبرى للآثار الإيرانية القديمة في الصين، وتبادل الشعراء والكتّاب والموسيقيين والفنانين، والإنتاج المشترك للأفلام الوثائقية الثقافية، وتطوير التعاون التعليمي في مجالات الترميم، وإدارة المتاحف، والطب التقليدي، وتبادل الأساتذة والطلاب من قِبل إيران.
وفي هذا الإطار، اقترح أيوبي أيضاً تأسيس لجنة ثقافية مشتركة لمتابعة المشاريع الثنائية بشكل منتظم وهادف.
السياحة؛ وسيلة إعلامية حيّة للتعرّف على الشعوب
وأشار أيّوبي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألغت من جانب واحد تأشيرة السياحة لمواطني الصين، وطالب الحكومة الصينية باتخاذ إجراء مماثل.
وأكد أيّوبي: في عالم اليوم المليء بالأخبار الزائفة والتصورات المزيفة، فإن الطريقة الوحيدة للتعرّف على الشعوب هي المشاهدة والتجربة المباشرة وفي هذا السياق، تم اقتراح أن تقوم إيران والصين بتصميم برامج مشتركة تركز على السياحة الثقافية، والسياحة العلاجية، والسياحة الدينية، وأن يتم تعزيز مشاركة إيران في المعارض الدولية للسياحة في الصين، وفي المقابل، تقوم الوفود الثقافية والفنية والإعلامية الصينية بزيارة إيران.
نائب وزير الثقافة الصيني يدعم مبادرات ايران
وأعرب غائو جينغ، نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، عن تقديره لحضور الوفد الإيراني وأكد على النهج الحضاري والثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعلن دعمه لجميع المقترحات المقدمة ورحب بإقامة معرض فن الكتاب، وأشار إلى إقامة معرض الأعمال المتحفية الإيرانية الحالي في بكين، والذي شهد أكثر من 70 ألف زائر يوميًا، وحظي باستقبال واسع من قبل الشعب الصيني.
كما دعا غائو جينغ إيران إلى المشاركة القوية والفاعلة في معرض السياحة السنوي في الصين.
وأعلن استعداد بلاده لإيفاد وفود ثقافية وسينمائية وتعليمية وفنية إلى إيران، وأكد رغبة وزارة الثقافة الصينية في تطوير التعاون الثنائي في إطار المنظمات الثقافية الدولية.
الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة
في ختام هذا الحوار الاستراتيجي، رحب الجانب الصيني باقتراح تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة المشاريع الثقافية.