أقيم معرض الكاريكاتير الجماعي بعنوان «بوزه بند» أي «الخِطام» في «حوزه هنري»، من 30 يونيو الماضي ويستمر حتى 15 يوليو الجاري، ويضم 82 عملاً فنياً ساخراً، ردّاً على الإعتداءات الأمريكية والصهيونية على إيران، وكان ذلك بحضور رئيس «حوزه هنري» محمدمهدي دادمان، والمدير التنفيذي لمنظمة تجميل مدينة طهران مهدي مذهبي، وجمع من الفنانين والإعلاميين.
الشاعر ومدير مكتب صون اللغة الفارسية «ناصر فيض»، هو الذي اقترح عنوان «الخِطام» للمعرض، قائلاً: «العديد من الأعمال المعروضة هي ردود ساخرة على مزاعم الأعداء، بل تُعدّ نوعاً من السخرية من تلك الادعاءات، وهذا هو جوهر فن الكاريكاتير».
وأضاف: «في أجواء السخرية، لا يُتوقّع تقديم الحلوى، بل يُسعى من خلال الفن والأدب إلى توجيه ضربة قاسية للأعداء دون تجاوز للآداب».
كما أشار فيض إلى دور الشعر في التعبير عن الأحداث الأخيرة، مؤكداً أن «الكثير من الشعراء والأدباء كتبوا قصائد عديدة يمكن أن تُجمع في عدة كتب. الهدف ليس عرض أرقى الأعمال الفنية، بل إيصال الرسالة والشعار، حتى وإن لم تكن بأسلوب فني رفيع، لأن العدو نفسه يطلق شعارات جوفاء».
وتابع: «نحن أيضاً تضررنا في هذه الحرب، لكن الحرب بطبيعتها تحمل خسائر. ظنّ العدو أن الشعب ساخط بسبب بعض المظاهر وسوء الإدارة، فحاول استغلال ذلك، لكن الشعب الإيراني أثبت بثقافته وتاريخه أنه صامد.»
وأكد: «لقد أخطأ الأعداء مراراً في حساباتهم، لأن إيمان الشعب وتاريخه جعلاهم يتفاجأون من صلابته. حتى بعض المسؤولين الأجانب أقرّوا بأن هذه المقاومة متجذّرة في العقيدة والتاريخ الايرانيين.»
وفي ختام كلمته، شدد فيض على أن «إيران والجمهورية الإسلامية لا يمكن فصلهما، ولن نسمح بالتفريط في شبر من أرضنا، كما أننا لا نؤيد الفساد والظلم، ولا يمكن لمن يسعى للعدالة أن يستمتع بالظلم.»
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يضم أعمالاً لـ12 فناناً بارزاً، منهم: سيد مسعود شجاعي طباطبائي، حسين يوزباشي، محمدحسين نيرومند، مازيار بيجني، سيد محمدجواد طاهري، محمدعلي رجبي، عبدالمجيد غيبي، محمدحسين ساساني، مجيد أديبي، رضا حميدي، سالار عشرتخواه، سيد محمد سالم.
مشاركة 82 عملاً فنياً كاريكاتورياً
من جهته، قال سيد مسعود شجاعي طباطبائي، منسّق معرض الكاريكاتير الجماعي «الخِطام» وأحد المشاركين فيه: «هذا المعرض هو وفاء من الفنانين تجاه الأحداث الأخيرة، وبداية لحدث مهم سنسعى فيه بكل طاقتنا لإبراز الأعمال بأفضل شكل».
وأضاف: «انطلاق الدفاع المقدّس الذي استمر ١٢ يوماً، دفع رسّامي الكاريكاتير إلى التحرك العفوي لإنتاج أعمال فنية. لقد فُرضت علينا هذه الحرب، وحظيت بدعم جاد من الدول الأوروبية وأمريكا، لذا استخدمنا لغة السخرية والكاريكاتير لتناول بعض القضايا.»
واعتبر شجاعي طباطبائي الكاريكاتير لغة بصرية مفهومة ومؤثرة لدى عامة الناس، وقال: يمتاز هذا الفن بروح الفكاهة، مما يجعله أكثر قبولاً وتأثيراً. السخرية تمنح العمل قوة تواصل أعمق مع الجمهور.
أهداف المعرض.
أمّا عن أهداف المعرض، يقول شجاعي طباطبائي: كسر الأجواء المتوترة عبر الفن الساخر، تخليد رموز المقاومة، مثل اقتباسات من قائد الثورة: «الكيان الصهيوني أصبح بائساً»، «لقد سُحقوا»، «ما يقولونه أكبر من أفواههم».
المعرض يضم ٨٢ عملاً فنياً من رسّامين بارزين. وهناك خطط لعرض الأعمال في الفضاء العام والإعلام، بما في ذلك: إعلانات حضرية، رسوم متحركة قصيرة، موشن غرافيك بعنوان «نقطة زن» بثلاث لغات: الفارسية، الإنجليزية، والعربية. وتلقّى المنظمون عشرات الاتصالات من فنانين داخل وخارج إيران بعد نشر ملصق المعرض، معربين عن رغبتهم في المشاركة؛ لكن نظراً لتزامن المعرض مع معرض «الهولوسايد»، قرر المنظمون تحديد المشاركة على الفنانين المحليين لتجنب اللبس.
مواضيع لم تُتناول بعد: سرعة الأحداث حالت دون تناول بعض المواضيع، مثل: «٢٨ كذبة يومية لدونالد ترامب» التي كشفتها الدراسات. شخصيات مثيرة للجدل مثل نتنياهو وترامب دفعت الفنانين لتناول قضايا متنوعة.