قبل أيام، شهد العالم عدوانًا صريحًا من قبل الكيان الصهيوني ضد إيران وشعبها. برأيكم، لماذا يرتكب هذا الكيان مثل هذه الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة ولبنان وإيران؟ وما هو العامل الذي يدفعه إلى مواصلة هذه الاعتداءات بما في ذلك الاغتيالات؟
كلنا يعلم ان الكيان الصهيوني كيان غاصب يريد تحقيق احلامه وطموحاته غير المشروعة للوصول الى مايسمى بدولة اسرائيل الكبرى من النيل للفرات والوصول الى كل مايتضمنه مشروع الشرق الاوسط الكبير وهو يعلم تماما لايمكنه تحقيق ذلك بوجود الجمهورية الاسلامية التي اثبتت بإستراتيجتها ان فلسطين قضية مركزية وان الشرق الاوسط الكبير لايمكنه التحقق بوجود قطب شرق اوسطي اسلامي قوي ذو مبادئ وسياسات واضحة كالجمهورية الاسلامية وعليه وبعد وصول ايران الى مستوى من التقدم العلمي المدني والعسكري فهي شوكة بظهر الاعداء تعيق مايخططون له لذا قرر الكيان الغاصب شن الحرب على ايران وشعبها وضرب المدنيين العزل لانهم ظهير قوي وساند لحكومته رغم ظروف الحصار الطويلة وعليه قامت بحربها وبعد ان ضربت بصواريخ متقدمة تجلى للكيان فشله وقام باغتيال قيادات وعلماء كي يضرب البنى العلمية والسياسية والعسكرية وما ان ادرك خسارته الكبيرة فكر ويفكر باعادة الضرب والعدوان عسى ولعل يصل الى جزء من اهدافه . ولكنه لم يدرك طبيعة وقيم الشعب الايراني والحكومة الايرانية وآلية عمل النظام السياسي والواقع الجيو سياسي والجيوبولتيكي للجمهورية الاسلامية لذا سيحاول مرات ومرات بضرب ايران وسيفشل بالتاكيد .
غالبًا ما تظهر وسائل الإعلام الغربية الکیان الصهيوني على أنه “يدافع عن نفسه”، بينما تتجاهل مذابح المدنيين في غزة ولبنان وإيران وعمليات الاغتيال التي ينفذها هذا الکیان. كيف تحللون هذا الانحياز الإعلامي وما هي وسيلة مواجهته؟
بالتاكيد تظهر وسائل الاعلام الغربية الكيان الصهيوني يدافع عن نفسه. التأريخ ليس ببعيد لنستعيد ماحصل من اسس ودعم وانشأ هذا الكيان الغاصب.
اليس الغرب بوسائله السياسية والعسكرية والمالية والاعلامية هو وليدهم وابنهم البار هو ركيزتهم واساس بقائهم في الشرق الاوسط. الغرب هو الام والاب الروحي للكيان الغاصب وبقائه هو بقاء مصالحهم في المنطقة ولذلك يجندون ماكنتهم الاعلامية لصالح وليدهم الكيان الصهيوني الغاصب. اما كيفية مواجهته فتكون بتعبئة اعلامية رصينة مستندة على الوثائق التاريخية القديمة وعلى الاتفاقيات الدولية الحديثة وعلى كل التسجيلات التي تثبت اغتيالهم للشخصيات العلمية والسياسية والرموز الدينية والوطنية مع الابتعاد تماما عن لغة التهجم والتهديد كي لاتوظف سياسيا ضد من يصدرها يجب التعامل مع المنظمات الدولية والاقليمية بالاثباتات والادانات التاريخية والمعاصرة الدامغة والابتعاد عن الانفلات الاعلامي بشكل كبير واستخدام لغة تحليل المضمون لخطابات الكيان ومن يؤيده لكسب الادانة العالمية لهم من خلال تحشيد الرأي العام العالمي لصالح الجمهورية الاسلامية وسياستها العقلانية.
تتسع الاحتجاجات ضد جرائم الكيان الصهيوني في جميع أنحاء العالم. كيف يمكن تحويل هذا التضامن العالمي إلى ضغط سياسي واقتصادي فعال؟
هنالك لوبيات اعلامية وسياسية واقتصادية يجب التقرب منهم وايجاد لغة خطاب ان لم يكن مشترك فعلى الاقل متناسق ومتناغم مع سياسة الجمهورية الاسلامية وتقديم بعض الفوائد مقابل دفعهم للقيام بضغط اقتصادي من خلال مثلا ايقاف او تحجيم او تقليل المساعدات المقدمة للكيان. الفوائد تفتح الابواب المغلقة.
يعتقد الكثيرون أن قادة الكيان الصهيوني يجب أن يحاكموا أمام المحاكم الدولية بسبب جرائم الحرب والاغتيالات التي ارتكبوها. لماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء جاد في هذا الصدد حتى الآن؟
يجب ان نكون واقعيين. لايمكن محاكمة قادة الكيان الغاصب في المحاكم الدولية لانها ستجر قادة دول متعددة تقوم بمساعدة ومناصرة ودفع الكيان للقيام بما يقوم به وانا ارى ان توظيف وتحشيد الرأي العام العالمي ضدهم هو الوسيلة الناجحة التي ستفضي حتما الى تغيير سياستهم او اقصائهم شخصيا لانهم سبب تشويه سمعة الغرب وعليه يتم تحجيمهم ومنعهم من اطلاق يدهم وافكارهم بطموحات مجنونة وما انزل الله بها من سلطان. اضرب الكبير يخاف الصغير. الرأي العام العالمي اقوى من المحاكم الدولية لانه يسقط انظمة ويغير سياسات.
ما هو موقفكم على هجمات الكيان الصهيوني ضد إيران وقتل المدنيين؟ ما هي رسالتکم؟
موقفنا كأكاديميين ومتخصصين في مجال العلوم السياسية وكمسلمين وشرق اوسطيين نرفض رفضا قاطعا كل ماقام به الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية. جمهورية العلم والدين والانسانية. جمهورية التوازن القطبي الشرق الاوسطي الذي لاتقوم له قائمة ولايعيش بتوازن واستقرار في ظل سياسات تسعى لايذاء شعبه الأمن وسكانه المتميزين بالحكمة والصبر والعقيدة الراسخة الواضحة الساعية للسلم ولاحقاق الحق.
رسالتنا هي كيف يفكر فأرا مثل الكيان الصهيوني ان يصل وان يحارب جبلا شامخا وقلبا مؤمنا وعقيدة راسخة كيف يتجرأ على مثل هكذا افعال فهو ان دل انما يدل على وجودعدم نضج سياسي وفكري وعقلي لديهم هل سمعت يوما بفأر نطح جبل ونال منه بالتاكيد لا.
لذا نطالب المنظمات الدولية والقوى العظمى والقوى الكبرى بأن تلجأ الى منطق العقل والحكمة وان تنظر للشرق الاوسط الذي احد اعمدته الكبرى هو الجمهورية الاسلامية فلا بقاء ولا استقرار ولاتوازن دون احلال السلم وانهاء كافة اشكال الصراع والتنافس وكل بؤر التوتر التي يثيرها الكيان الصهيوني والنظر الى مصلحة النظام العالمي والشرق الاوسطي المستقر المتوازن من خلال ردع الكيان الصهيوني ومد يد التعاون والتفاهمات والشراكة الاقليمية والدولية مع الجمهورية الاسلامية. والا ستغرق المنطقة والعالم بظلام حمقى السياسات وبأنتشار الفوضى والحروب.