تقام هذه السنة بصورة مميزة.. "کتاب واحد؛ أمة واحدة"

مسابقات القرآن الكريم.. ساحة ثقافية دينية دولية

ترفَع المسابقات في دورتها لهذا العام شعار "کتاب واحد؛ أمة واحدة".

2023-02-22

موناسادات خواسته

أقيم حفل إفتتاح النسخة الـ39 من مسابقات إیران الدولية للقرآن الكريم عصر السبت 18 فبراير الجاري في قاعة المؤتمرات للقمة الاسلامية في طهران، تزامناً مع ذکری المبعث النبوي الشريف، وكان ذلك بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمدمهدي اسماعيلي، ورئيس البرلمان الايراني “محمد باقر قاليباف” وحشد من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في البلاد.

وترفَع المسابقات في دورتها لهذا العام شعار “کتاب واحد؛ أمة واحدة”، ومن المقرر أن يقام الحفل الختامي للمسابقات اليوم الأربعاء 22 فبراير 2023 بحضور رئیس الجمهوریة الاسلامية الايرانية “السید ابراهیم رئیسي”.

التلاوة المؤثرة لحافظ القرآن الكريم الكفيف

في اليوم الأول من مسابقة إيران الدولية للقرآن أداء ممثل بنغلاديش في مجال الحفظ الكامل، وأداء ممثل دولة أفغانستان في قسم “قراءة تحقيق”، نال أكبر قدر من الاهتمام.

وكانت النقطة الشيقة للمشاركين في مجال حفظ القرآن كاملاً هي أداء ممثل بنغلاديش الشيخ محمود حسن الذي قدم بأسلوب يعرف بأسلوب دول الخليج الفارسي، وبلغت ذروة أداء الشيخ محمود عندما أجاب على السؤال الثالث للجنة التحكيم ووصل إلى آيات العذاب، وفي هذه اللحظات قدم تلاوة مؤثرة جداً لزيادة روحانية القاعة التي أقيم فيها هذا التجمع الكبير.

عند تلاوة هذه الآيات، بدا هذا الحافظ المستنير كأنه منفصلاً عن قاعة المسابقة وليس هنا، وفي الجو الذي كان يستمتع به هو والمستمعون، كان يصب صوت النور على قلوب وأرواح المستمعين.

هذا المتسابق الكفيف بالإضافة إلى إتقانه على حفظ القرآن الكريم، في مجال الصوت واللحن، وغيرها من المجالات أيضاً كان مميزاً، واعترف بعض الخبراء الحاضرين في ساحة المنافسة أيضاً بأن هذا الحافظ البنغلاديشي يمكن أن يكون أخطر منافس لممثل ايران.

كما شارك في قسم الترتيل، وهو أحدث قسم يضاف إلى مسابقات القرآن الدولية الإيرانية، ثلاثة ممثلين ليؤدوا في قاعة قمة الدول الإسلامية في اليوم الأول من المسابقة.

كان هؤلاء المشاركون الثلاثة من الدنمارك وطاجيكستان والعراق، ومن بينهم، ظهر ممثل طاجيكستان أفضل من الاثنين الآخرين، وفي قسم “قراءة تحقيق” قدم أربعة مشاركين من العراق وكندا وأفغانستان وماليزيا عرضا في قاعة قمة الدول الإسلامية.

قارئ عراقي يشيد بتنظيم مسابقات إیران الدولية للقرآن

من جهته القارئ العراقي المشارك في نهائيات الدورة الـ39 من مسابقات إیران الدولية للقرآن “فلاح زليف عطيه” الذي جاء من كربلاء المقدسة، وهو قارئ ومؤذن في العتبتين الحسينية والعباسية المقدسة، في حوار مع وكالة “إکنا” اشاد بتنظيم هذه النسخة من المسابقات، قائلاً: إن مسابقة هذه السنة هي الأكثر تنظيماً بالنسبة الى الدورات السابقة بحيث يقتصر المشاركون على المتأهلين الى نهائيات المسابقات وهذا يؤدي الى تقليل التکلفة وأوقاف التلاوات وتنظيم المسابقات بشكل سلس ورائع.

وتابع: بعد سقوط نظام صدام حسين افتتحت المدارس الدينية وتعلّمت وتتلمذت على يد الأستاذ شيخ نعيم حمزة عبّود، حتى اتممت 25 جزءاً، لذلك استهويت التلاوة في سنة 2003، وشاركت في العديد من المسابقات القرآنية الوطنية وأحرزت الرتبة الأولى تسع مرّات في العراق الى سنة 2017، وشاركت في المسابقة الدولية الـ 34 في ايران التي اقيمت في مصلى الإمام الخميني (قدس)، وأحرزت الرتبة الثانية وبعد ذلك كان لي التوفيق أن أكون قارئاً ومؤذناً للإمام الحسين (ع)، وأن المسابقات في هذه السنة أكثر ترتيباً ونظاماً بحيث لم يكن العدد كثير، وهم مختارون.

متسابق عماني: مسابقات إیران الدولية للقرآن لها طابع تنافسي

من جهته صرّح الحافظ العماني الكفيف للقرآن كاملاً وممثل سلطنة عمان “ليث بن اسحاق الكندي” أيضاً في حوار مع وكالة “إکنا” أن هذه المسابقات لها طابع نفسي وتعزّز من أهمية تثبيت القرآن في النفس، مؤكداً: “في بداية مشواري القرآني كنت أستمع الى العديد من القراء أبرزهم الشيخ محمد صديق المنشاوي”.

وأضاف: بفضل الله وسبحانه  وتعالى بدأت بحفظ القرآن الكريم في الرابعة من العمر، ومن أشهر من حفّظوني أمّي وأبي وخالتي، ثم بعد ذلك عندما اتممت الصف الأول الإبتدائي، حيث كان عمري تقريبا 6 سنوات أكملت جزء عمّ، ثم اكملت حفظ القرآن الكريم وأنا في الحادية عشر من عمري، وبعد ذلك قرأت على يد أساتذة ومشايخ، من أبرزهم الشيخ عبدالله بن سالم الهنائي وهو من أبرز الذين درّسوني، وكنت أستمع الى قراءة القرآن الكريم عبر البرامج في سلطنة عمان، البرامج التي كانت تهتم بضبط الحروف والتجويد وغير ذلك.

وتابع: لابد لكل إنسان أن يتعلم كتاب الله تعالى، مصداقا لقول النبي (ص): “علّموا أولادكم القرآن” وكذلك من أقواله (ص): “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه”، فهذا فضل كبير للذين يتعلمون كتاب الله تعالى ويعلّمونه لغيرهم.

وحول مسابقات القرآن الكريم في ايران قال: حقيقة هذه المنافسات لها طابع تنافسي، مصداقا  لقوله سبحانه وتعالى: “فليتنافس المتنافسون”، فهذه المسابقات القرآنية تعزز من أهمية  تثبيت القرآن الكريم في النفس، كونك تتعلّم طرق عن أخرى لمراجعة القرآن الكريم، فكل دولة لها طريقة فريدة لمراجعة القرآن الكريم وحفظه.

التفاعل الثقافي حول القرآن في المسابقات الدولية

كان التفاعل الثقافي حول القرآن والرغبة في تطبيق أسلوب المسابقات الإيرانية في البلدان الأخرى من بين الموضوعات التي أثارتها العديد من السيدات المحكمات في مسابقة القرآن الدولية.

من جهتها قالت “رملة مكي” التي هي حكم في المسابقات وجاءت من البحرين: هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها، وأضافت عن تاريخ نشاطها القرآني في بلدها: لدي أكثر من 15 عاماً من الخبرة في النشاط القرآني والتدريس كحكم قرآني، وقد كنت حاضرة في كل من الفضاء الوطني والدولي؛ بالطبع، كان تواجدي في الساحات الدولية افتراضياً في الغالب.

وقالت في تقييمها لهذه الدورة من المسابقات ومستوى المشاركين: إن مستوى المنافسات في هذه الدورة مرتفع للغاية بالنظر إلى أنني كنت حكماً في دورات سابقة، ومستوى المشاركين هذا العام مرتفع للغاية، ونحاول أن تكون الأنشطة التي نقوم بها هنا في بلادنا وننفذها بطريقة عملية، ونستعد لتطبيق أسلوب المنافسات الإيرانية في الدول الأخرى، مثل هذه البرامج تجعلني سعيدة، في الحقيقة أساسها ومصدرها هي جمهورية إيران الإسلامية، والتي تقام على هذا المستوى الجيد.

الترتيب الأمثل للمسابقات

كما قالت “بدرية العبدلي” من الكويت التي تشارك في مجال اللحن كحكم في هذه المسابقة: “هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها في المسابقة بصفة حكم. أنا أستاذة مشاركة في جامعة الكويت، وتخصصي في هذه الجامعة النغمات واللحن. وقالت في تقييمها لهذه الدورة: تقسيم الواجبات والشؤون أفضل بكثير من العام الماضي وترتيب الاجتماعات أفضل بكثير.

تنافس دولي

تجدر الإشارة إلى أنه مسابقات القرآن الكريم ساحة ثقافية دينية دولية، وتقام سنوياً بتنظيم مركز الشؤون القرآنية التابع لمنظمة الأوقاف والشؤون الخيرية وذلك بالتعاون مع رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في ايران، ووزارة الخارجية الايرانية، وجامعة المصطفى (ص) العالمية.

وأعلن مركز الشؤون القرآنية التابع لمنظمة الأوقاف والشؤون الخيرية في إیران أن هناك 32 محكماً ومحكمةً يقومون بتقييم أداء المشاركين والمشاركات في المرحلة النهائية للدورة الـ39 من مسابقات إيران الدولية للقرآن 22 منهم إيرانيون و10 منهم غير ايرانيين.

وأضاف المركز أن المحكمين والمحكمات هم من الجمهورية الاسلامية الايرانية، لبنان، والبحرين، والكويت، والعراق، والاردن، وسوريا، وأفغانستان، وطاجيكستان حيث يقومون بتقييم  أداء المتأهلين والمتأهلات الى نهائيات المسابقات.

يذكر أن التصفيات النهائية للدورة الـ 39 من مسابقات إیران الدولیة للقرآن الکریم تقام بمشارکة 52 قارئاً ومرتلاً وحافظاً لکامل المصحف الشریف في قسمي الذكور والاناث من 33 دولة، وذلك في قاعة المؤتمرات للقمة الاسلامية بالعاصمة الايرانية طهران.

وتنافس في نهائيات المسابقات التي تقام بشكل حضوري 13 متسابقاً و12 متسابقةً في فرع حفظ القرآن كاملاً، و6 متسابقات و9 متسابقین في فرع الترتیل، و 12 متسابقاً في فرع قراءة التحقیق.

 

المصدر: الوفاق