لا يمكن الوثوق بمزاعم ترامب بشأن الدبلوماسية والعودة إلى طاولة المفاوضات نظرا لتاريخ أمريكا الطويل والمخزي في انتهاك الوعود والاتفاقيات واللجوء إلى العنف.
وأشار “ديفيد يعقوبيان” في تصریح خاص لمراسل وکالة “إرنا “إلی عدوان الکیان الصهیوني وأمریکا علی إیران وقال: بالنظر إلى نتائج المحاولة الفاشلة الأخيرة وراء تقويض وإضعاف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتداعيات الإقليمية والجيوسياسية لانتصار إيران في نهاية المطاف، فإن الحقيقة هي أن الثقة بترامب أو الولايات المتحدة لم تعد ضرورية لإيران، وإن هذا البلد سیواصل تطوير برنامجه النووي بما يخدم مصالحه الاقتصادية والأمنية على أفضل وجه.
وأضاف: إذا أدركت إيران أن اتفاقاً ما قد يكون مفيداً للمستقبل، فعلیها أن توجه عملية تعتمد على الفعل والتحقق بدلًا من الثقة بالولايات المتحدة. نظرًا لإدراكها لطبيعة أمریکا وتاريخها الطويل من الخيانة.
وتابع قائلا: إن قوتین نوويتین كانتا في قلب الاقتصاد العالمي وتجارة الأسلحة على مدى العقود السبعة الماضية لقد انتهكتا القانون الدولي بشكل صارخ من خلال شن العدوان علی المنشآت النووية المشروعة في إيران، وفي نهاية المطاف انهزمتا بفضل وحدة الشعب الإيراني وأسلحتهما المنتجة محليًا والتي تم تطويرها وإنتاجها خلال 45 عامًا من فرض الحظر علیه.
وقال: إن کیان الفصل العنصري الصهیوني يعتمد على راعيته وداعمیه، الولايات المتحدة. لتوفير قنابل “قتل الأطفال”، وقذائف المدفعية، والطائرات، والمعلومات الاستخباراتية عبر الأقمار الصناعية، والغطاء الدبلوماسي، والدفاع القانوني، وتدفق مستمر من الأموال يُمكّنه بالكامل من مواصلة إشعال الحروب، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وطموحاته التوسعية مؤکدا أن القوة العسكرية والتفاوضية للکیان الصهيوني هي القوة العسكرية والتفاوضية للولايات المتحدة.
واستطرد قائلا:خاضت الولايات المتحدة حرب اليمن فيما أسميه “عملية مراقبة الإبادة الجماعية” لمنع أنصار الله من الوفاء بمسؤولياتهم التي حددتها الأمم المتحدة ومن الواضح أن “إسرائيل” والولايات المتحدة تصرّفتا ككيان واحد و من هذا المنطلق فإن المزاعم بأن الولايات المتحدة محايدة في خضم الإبادة الجماعية المستمرة، أو بين الکیان الصهیوني وإيران، ليست جدية على الإطلاق.
وقال عن تصريحات ترامب بشأن استسلام إيران غير المشروط وتغيير النظام، ثم طرحه مسألة وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد مواجهة وحدة ومقاومة الشعب الإيراني وقواته الدفاعية: هذا الخطاب المتناقض والصريح والسخيف يدل علی مدى انتهازية الرئيس الأمريكي الحالي، ويُظهر أيضًا قوة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وأضاف: بناءً على تصرفات ترامب وتصريحاته خلال فترتي رئاسته، بات واضحًا أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي يحظى بأولوية أعلى من صحة ورفاهية شعب هذا البلد انطلاقًا من شعار “السلام من خلال القوة” وهذا الشعار هو شعار فعال لتبرير ارتفاع الديون والتضخم والتشرد والجريمة والانهيار الاجتماعي لجمهور متعب مستعد للدعاية.